دمشق/ فرات إبراهيمالعراقيون على خلاف اقوام الدنيا فهم اذا  ماحلت بهم مصيبة او واقع معين يضطرهم  الى اللجوء الى بلد اخر فهم لايغادرون من دون  العراق، هناك يرسمون لهم وطنا مؤقتا ويستنسخون من بلادهم التي هجروها صورة اخرى لكي لاتبارح مخيلتهم واحلامهم، ما ان وطئت قدمي ارض سوريا حتى ادركت اني لم اسافر بعيدا فرائحة الخبز العراقي
 وشاي ابو الهيل تاتيك من كل المسافات والاراضي التي انتشر فيها العراقيون، كان في استقبالي في المطار صديق غادر العراق قبل مدة فصحبني معه الى الشام وهو الاسم الذي يعني دمشق العاصمة.كباب زرزورمطعم يقع في منطقة جرمانا وهي  منطقة تغص بالعراقيين فمنهم من اتخذها مسكنا ومنهم من اتخذها محلا للعيش ويقال بان نصف العراقيين الذين لجأوا الى سوريا هم في جرمانا والسيدة زينب.  في المطعم ومن دون ان اقرأ اسمه ادركت اني في مطعم عراقي فرائحة الكباب والخبز والمقبلات والضيافة لاتقول غير ذلك وما ان انتهينا من وجبة طعامنا اللذيذة حتى بادرني صاحبي بالقول ان هذا المطعم هو مطعم كباب الفلوجة الشهير (زرزور) حيث يقدم وجبات واصناف الاكل العراقي تتضمن القوزي العراقي والتمن والمرق ومشويات الكباب والتكة  والدليمية والمقبلات وخبزاً عراقياً بالتنور الطيني فضلاً عن الشاي المهيل ولايتجاوز سعر بعض الوجبات 300 ليرة أي مايعادل خمسة الاف دينار عراقي، يقول صاحبي ابو محمد  وهو يعمل تاجر اخشاب عراقياً  انه اعتاد ارتياد المطعم كلما جاء الى دمشق، مؤكداً أن طعم الأكل يشبه الأكل العراقي لان غالبية العاملين في هذا المطعم هم من العراقيين.rnقاسم أبو الكصوعلى امتداد شارع جرمانا الرئيسي ترى  العشرات من المطاعم العراقية وكلها مزدحمة ليس فقط بالعراقيين بل بالعديد من السياح العرب والاجانب.قاسم ابو الكص يقع في بداية هذا الشارع ولكن ما ان تتمشى قليلا حتى تجد مطعما اخر بالاسم ذاته وقد علقت القطع والنيونات الكبيرة مع شيش الكص الكبير الذي عهدناه في بغداد ايام كانت الاعظمية وجهتنا الاخيرة للعشاء فيها خاصة بعد منتصف الليل او اثناء فترات الراحة ايام العمل الليلي في الجريدة ليتبعها بعد ذلك فطور صباحي في منطقة الكم عند ام (ستوري) احدهم كتب الى جانب قطعته الكبيرة قاسم ابو الكص (الاصلي) ليميز نفسه عن منافسه التقليدي (قاسم أبو الكص) (القصاب)، وهما متشابهان بنوعية المأكولات وقيمة الأسعار وشدة الزحام.ويقول احد مدراء المطعم بانه ونتيجة لما تعرضت له منطقة الاعظمية من هجمات ارهابية فان غالبية تلك المهن تعرضت للضرر ومنها المطاعم المعروفة لدى جمهور الاعظمية وسائر مناطق بغداد ويستذكر انه في العام 2004 انفجرت سيارة ملغومة بالقرب من المطعم مما اسفر هذا الفعل عن وقوع اضرار جسيمة بالمحل وسقوط عدد من الشهداء ونتيجة لهذا اغلق المحل في بغداد مؤكدا في الوقت نفسه بانهم سيعاودون العمل هناك في اقرب فرصة. ومع تقادم الزمن على عمل هذا التحقيق فان الانباء التي وصلتني تفيد بان المطعم عاد يزاول اعماله في بغداد بعد استتباب الامن.ليس في سوريا وحدها يوجد مطعم قاسم ابو الكص فمثله كذلك في الدوحة وفي عمان....في هذا دون غيره يتواجد عدد كبير من الفنانين العراقيين حيث شاهدتهم وهم يتبادلون الحديث او تناول وجبة طعام هذا بحكم ان هذا المطعم يقع امام احد المقاهي والتي يمتلكها الفنان كريم عواد والتي تسمى في احيان كثيرة(مسطر الفنانين) حيث يتواجد الفنان في هذا المقهى عسى ان ينال فرصة عمل في هذه الغربة الموحشة.rnوليد دخو والدار البيضاءلا احد منا لم يسمع بهذا الاسم وليد دخو صاحب تسجيلات الدار البيضاء في بغداد والذي كان يعد المنتج رقم واحد قبل سقوط النظام في انتاج اغاني الشباب،  التقيته في ذلك الوقت وسنحت لي فرصة تواجدي في سوريا ان التقيه ثانية، يقول السيد وليد دخو بانه لجأ الى سورية بعد ان تعرض للخطف لاكثر من مرة هو وعدد من افراد عائلته واقاربه من قبل مجموعات مسلحة وانه كاد يحكم عليه بالموت لولا ان سلم الخاطفين فدية من المال كبيرة جدا لقاء اطلاق سراحه  ويستمر السيد دخو في حديثه قائلا: ظننت ان الامر قد انتهى الى هذا الحد وعدت الى مزاولة اعمالي الا ان الايام القادمة افصحت لي عن الكثير من الخبايا فقد تسلل الخوف والرعب ثانية الى بيتي فقد تم خطفي ثانية وعلى يد جماعات اخرى وكان الدافع ايضا هو المال  ولهذا قررت الرحيل واللجوء الى سوريا حتى تتضح الرؤية وتنكشف الغمامة عن العراق، وعن حال المبيعات وانتاج الاغاني وهل مازال مستمرا في ذلك يقول بانه مازال مستمرا بانتاج الاغاني والمبيعات في سوريا خاصة وان اغلب الفنانين موجودون في سوريا وعن عودته الى بغداد اكد ان ليس من بلد في الدنيا يساوي العراق وليس هنالك احد لايتمنى ان يكون بين ناسه ومحبيه وانه قرر العودة قريبا الى احضان بغداد بعد ان حقق الامن سيطرته على الشارع العراقي.rnالحاتي.. ايام زمانليس ببعيد عن تسجيلات الدار البيضاء وعلى الجانب الاخر من شارع جرمانا تجد العديد من الاسماء العراقية المعروفة حتى يخيل اليك بين اللحظة والاخرى انك تسير في احد شوارع بغداد واذا ماكتبت لكم كل ماشاهدت عيني من هذه الاسماء