 بغداد/ المدىبعد مغادرة القوات الأجنبية عن معظم المدن العراقية وعودة الحياة الطبيعية أصبح وجود الحواجز الكونكريتية يثير الاستغراب والتساؤلات. وتصلنا بين وقت وآخر شكاوى متعددة من مواطنين من مدينة الصدر تخص كثرة الحواجز الكونكريتية التي باتت عبئا على الحياة اليومية لسكنة المدينة المعروفة بأزقتها الضيقة وكثافة سكانها الذين أبدو تذمرهم من الإبقاء على هذه الحواجز وطالبوا الجهات المسؤولة بالإسراع في رفعها عن الشوارع وواجهات الدوائر الحكومية.
إن هذه الحواجز تسبب المشاكل الكثيرة وفي أولها الزحام ففي ساحة مظفر مثلاً يكون اتجاه السيارات ذهاباً وإياباً في نفس الاتجاه بسبب هذه الحواجز وكذلك تسبب الحوادث المرورية وخصوصاً في الليل حيث لا ترى شيئاً بسبب تلك الحواجز ما يؤدي إلى اصطدام المركبات بها.كما ان وجود هذه الحواجز التي تحجب النظر عن المحال فهي فضلاً عن تأثيرها على جمالية المدينة، فهي تحجب أرزاق المئات من المحال في معظم شوارع المدينة وكذلك تضيق بسببها النفوس فمشاهدتها تعني بقاء الأوضاع قلقة وغير مستقرة.اما في الحالات الطارئة من مثل الحالات الصحية كالولادة وغيرها، فأن تلك الحواجز تشكل عوائق كبيرة أمام سرعة إسعاف المرضى والمصابين، كما ان وجودها وبهذه الكثافة يعني أول ما يعني هدر الوقت في الزحام الناشبة بسببها وتعطل مصالح الغالبية العظمى من ناسها الكسبة والبسطاء.ويعاني الكثير من ذوي المحال التجارية في منطقة جميلة  في إدخال بضائعهم إلى داخل المناطق التي تتواجد فيها محلاتهم الأمر الذي يضطرهم الى إنزال الحمولات في أماكن بعيدة ومن ثم نقلها بعربات العتالين ما يكلفهم وقتا ومالا هم في غنى عنه.ويؤكد المواطنون ان الأوضاع الأمنية في كل مناطق المدينة باتت مستتبة ولا حاجة لهذه الكثرة الكاثرة من الحواجز، فضلاً عن ان كثرتها بهذ الشكل لا تمنع من يروم من الإرهابيين ارتكاب أي فعل إجرامي، ويرى عدد منهم ان الجهد الاستخباري المتطور في المدينة بات قادراً على ضبط الأمن في المدينة وجعلها غير محتاجة لتلك الحواجز المعيقة.ان وجود هذه الحواجز الكونكريتية في كل الشوارع والأحياء السكنية يعني بقاء الإحساس لدى المواطن ببقاء الخطر وبقاء الإرهاب فنحن عندما نقول ذهب الإرهاب وانتصرنا على قوى الشر لابد أن يرافق ذلك ممارسات وإجراءات على مستوى الشارع فالمواطن يريد أن يرى الآثار الإيجابية التي رافقت ذلك، كما ان هذه الحواجز تزيد من إحساس المواطن بالقيود التي تكبل المدن وتعطيها المنظر القبيح الذي لم يعد يليق بجمالية المدن العراقية التي نحرص جميعاً على الإبقاء عليها بوجهها المشرق الجميل كما يوجب الأمر على الحكومة العراقية أن تبدأ حملة كبيرة لرفع هذه الحواجز التي ستزول معها معاناة كثيرة للمواطنين وتخفف من الأعباء الملقات على كواهلهم.