علي جابر تعد ظاهرة بيع المواد المستعملة قي بغداد والمحافظات عنواناً للكثير من الأسواق التي تعج بالبضائع التي يراها المواطن تحتفظ بالأصالة والجودة على الرغم من تقدم الزمن وما رافقه من تأثير على هذه البضاعة، وهناك أسباب لبيعها من قبل أصحابها قد تكون تحت تأثير الظروف الاقتصادية او تحت طائلة التبديل والتغيير.
كما ان هذه التجارة تشهد رواجا هذه الأيام خصوصاً مع كثرة الموظفين وتحسن المستوى المعيشي للناس، اذ بدأت اغلب العوائل في بيع أثاثها القديم وشراء الجديد، في حين ان هناك من يشتري هذه المواد المباعة لانه يجد فيها الأصالة والجودة، كما ان البعض عندما يرى ارتفاع أسعار السلع والبضائع الجديدة يلجأ الى شراء المستعمل من تلك السلع والبضائع، وتكتنف عملية بيع وشراء تلك البضائع عدد من الإشكالات منها ان بعض تلك البضائع لا تعود ملكيتها لبائعها، بل حصيلة سرقة يقوم بها بعض المنحرفين.كما يرى الكثير ان وجود هذه المزادات مهم جداً لأنه يجد فيها كل قديم وتراثي وأصيل.. وهناك من أدمن التجوال لزيارة المزادات المختلفة والمتناثر في عموم بغداد لتزجية الوقت والاستمتاع بالمشاهدة من جهة واقتناء ما يرغب او يحتاج الى اقتنائه، وبنحو عام فأن لهذه المزادات تقاليد معتبرة في كافة بلدان العالم اذ تباع فيها النفائس الفريدة بملايين الدولارات، غير اننا في العراق بدأت هذه الظاهرة بالتراجع مع انها واجهة جذب حضاري وتجاري في الوقت ذاته، كما انها تساعد على النمو الاقتصادي من جهة أخرى، لانها تؤدي الى حركة متبادلة في السوق من بيع وشراء وتداول للعملة الأمر الذي يؤدي الى زيادة في النشاط التجاري وزيادة حجم المبيعات والمشتريات، وتؤثر كثرة الإقبال على شرائها في نمو حركة القطاع الخاص الذي يحتاج الى دعم من قبل الدولة، بغية تخفيف الضغط عن كاهل المواطن الذي يعاني الأمرين في مواجهة ظروف الحياة وارتفاع أسعار البضائع المستوردة.ويعد كل نشاط يؤدي الى التبادل التجاري وتداول العملة عاملاً مؤثراً في النمو الاقتصادي وهناك الكثير من الدول تعتمد هذا الأسلوب في تطوير اقتصادها خصوصاً البلدان التي لا تمتلك موارد اقتصادية طبيعية دائمة كالنفط، ومن هذه البلدان(ماليزيا) التي اعتمدت هذا الأسلوب إضافة الى تنشيط حركة السياحة في البلاد، وتوجد في معظم العواصم والمدن في العالم المتقدم كثافة في عرض تلك المزادات، كما في انكلترا حيث توجد الكثير من هذه المزادات التي تباع بها مقتنيات الأثرياء والتي يقبل عليها المشترون أصحاب الذوق وحب التراث الذي يشكل أساسات الشعوب والقاعدة التي يتم الانطلاق منها نحو أفاق التطور والنمو والعالمية.
أسواق بيع المواد المستعملة، بين (الانتيكا) والحاجة الاقتصادية
نشر في: 13 أكتوبر, 2010: 06:42 م