أشار مسؤولون في الولايات المتحدة إلى أن واشنطن تراقب عن كثب أداء قوى المعارضة السورية على الأرض، وتحاول التعرف على أهدافهم وخططهم المستقبلية، وذلك في إطار عملية إعادة تقييم للموقف يهدف البيت الأبيض من خلالها إلى تحديد توجهاته على صعيد تزويد المقاتلين المناهضين للنظام بالأسلحة.
وفي هذا الإطار قال روبرت فورد، السفير الأمريكي لدى سوريا، الذي استدعته بلاده بعد أشهر من بدء الحراك المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد، خلال ندوة حوارية عقدت الخميس، إن واشنطن تبحث ما إذا كان تزويد الثوار بالسلاح سيساعد العناصر المترددة في النظام على حسم خيارها أم أنه سيؤدي إلى تصاعد حدة القتال.واعتبر فورد أن السلاح هو "خيار تكتيكي" يأتي لخدمة هدف استراتيجي أكبر، مضيفا أن الرئيس باراك أوباما "لم يستبعد مطلقاً خيار تقديم السلاح" للمعارضة، ولكنه أضاف إن المهم هو معرفة ما إذا كان ذلك سيساعد الشعب السوري على التوصل إلى حل سياسي.
من جانبه، قال مصدر رسمي أمريكي لـCNN إن واشنطن تبحث خياراتها حيال إمكانية الاعتراف رسمياً بكيان المعارضة السورية الجديد، مضيفاً أن اللقاء المقبل لمجموعة "أصدقاء الشعب السوري" المقرر بعد أيام في المغرب سيساعد في التوصل إلى قرار.غير أن المصدر اعتبر أن الأمر سيرتبط بقدرة المعارضة على إظهار حسن الإدارة على الأرض بالمناطق الخاضعة لسيطرتهم وتسيير الأمور اليومية للسكان مضيفا: "هذه فرصتهم، هم يعلمون أن العالم سينظر إليهم في اجتماع مراكش وعلينا رؤية مقدار التقدم الذي سيتحقق من الآن وحتى ذلك الحين."
ولفت المصدر إلى أن المعارضة السورية المسلحة بدأت "تنضج" وتؤثر على النظام، معتبرا أنها "حققت مكاسب تكتيكية كبيرة قد تؤدي إلى تغيير استراتيجي في الصراع،" مضيفاً إن دائرة سيطرة النظام بدأت تضيق، إذ تواجه قواته مصاعب متزايدة في محاولتها وقف تقدم المسلحين.