TOP

جريدة المدى > الملاحق > لبنان على أعتاب أزمة سياسية مفتوحة الاحتمالات

لبنان على أعتاب أزمة سياسية مفتوحة الاحتمالات

نشر في: 13 أكتوبر, 2010: 07:08 م

هل ان لبنان على أعتاب أزمة سياسية محتملة قد تسقط حكومته الائتلافية إذا ما وجهت محكمة تابعة للأمم المتحدة تحقق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري اتهامات الى أعضاء في حزب الله؟
محللون أكدوا ان الحقيقة المهمة في الوضع اللبناني الذي يزداد تعقيدا هي الخلاف على المحكمة الدولية وانعدام الثقة بين السياسيين اللبنانيين وعدم وجود رؤية موحدة قادرة على مغادرة الماضي وهو ما يبقي الباب مشرعاً أمام الأزمات في المستقبل القريب.بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الأوسط قال انه اذا انسحب حزب الله من الحكومة هذه المرة فإنها ستنهار وان الحزب يملك قوة إسقاط الحكومة هذه المرة.وأدخل اغتيال الحريري في 2005 لبنان في اضطرابات سياسية وطائفية وشطره الى معسكر موال لسوريا بقيادة حزب الله ومعسكر مناوئ لها وموال للغرب بقيادة سعد الحريري.ووافق رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة بعد ذلك بعام على تأسيس المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري رغم اعتراضات من حزب الله وحلفائه مما دفع الحزب للانسحاب من حكومة السنيورة.وانتهت أزمة سياسية استمرت 18 شهرا بقتال في الشوارع في أيار عام 2008 عندما حاولت حكومة السنيورة تفكيك شبكة هواتف يديرها حزب الله الذي رأى في الخطوة إعلاناً للحرب.وانتهت الأزمة بعد محادثات في قطر لكن بعض اللبنانيين يخشون تكرار السيناريو اذا وجهت اتهامات في قضية الحريري لشخصيات في حزب الله.أما  نصري الصايغ في صحيفة السفير اللبنانية فقال: إذا ما وجهت اتهامات لحزب الله وهلل البعض في لبنان فمن يعلم حينئذ الى أين ستنتهي الأمور؟!وبحسب المحللين فان رئيس الحكومة سعد الحريري في موقف عصيب، فهو أمام خيارين الأول: هو أن يستمر في دعم المحكمة حتى وان وجهت اتهامات للحزب مما يضعه في مسار تصادمي مع حزب الله، والخيار الثاني أمام الحريري هو أن ينبذ تحقيقا دوليا في مقتل والده ويجازف بخسارة الدعم الدولي والمصداقية، وان السؤال الآن هو.. هل هناك منطقة وسط؟يقول إلياس حنا في صحيفة السفير: "هل ستذهب المحكمة لتحقق مع إسرائيل؟ بالطبع كلا. هل سيتراجع السيد عن موقفه من المحكمة؟ بالطبع كلا، هل يمكن للحكومة الحالية تلبية طلب السيد؟ بالطبع كلا، "لا يبدو ان هناك مخرجا معيناً، إلا أزمة سياسية في الحد الأدنى، قد تتطور الى أزمة أمنية خطيرة".كثير من اللبنانيين لا يؤمنون بالمحكمة الخاصة بلبنان التي تدعمها الأمم المتحدة والتي تشكلت لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، فبعد نحو 18 شهراً من بدء عملها لم توجه المحكمة اتهامات عن التفجير الضخم الذي وقع في 14 شباط 2005 وأودى بحياة الحريري و22 آخرين، ولا تحتجز المحكمة أي مشتبه بهم.وبدلاً من التوصل للحقيقة وإنجاز العدالة ووضع نهاية لثقافة الإفلات من العقاب التي تسود منذ الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990 فشلت المحكمة وتحقيق الأمم المتحدة الذي سبقها حتى الآن في تبديد شكوك منتقديها. وحتى أنصارها يخفون بالكاد قلقهم.وتسود التصورات هنا بان المحكمة التي تتشكل من قضاة لبنانيين ودوليين أضحت رهينة لصراعات غامضة على النفوذ تتورط فيها جهات محلية وعربية وإقليمية ودولية، بحسب مراقبين.أما رامي خوري المعلق الذي يعيش في بيروت فيقول ان هذه ليست عملية قانونية منعزلة وإنها عملية سياسية بشكل كبير.وتنفي المحكمة رضوخها لأمور سياسية وتقول ان عملها يتماشى مع أعلى المعايير القضائية الدولية، وتقول المتحدثة باسم المحكمة فاطمة عيساوي "تخضع إجراءاتها لهذه القواعد ولعبء الإثبات وليس للتأثير الخارجي".وبوضوح فإن أفضل سبيل كي تؤكد المحكمة مصداقيتها يتمثل في تقديم أدلة دامغة لتحديد هوية قتلة الحريري وإدانتهم، وربما تفعل ذلك لكن عددا قليلا من اللبنانيين يراهنون على أن تتوفر "أدلة لا تقبل الجدل" من تحقيق اعتمد في البداية على شهود تراجعوا عن شهاداتهم في ما بعد.وبعد أن بدأت المحكمة عملها في آذار 2009 مباشرة أطلقت سراح أربعة من كبار ضباط الجيش اللبنانيين كانوا قد احتجزوا أربع سنوات دون أن توجه لهم أي تهم وقالت انه لم يتوفر لديها ما يكفي من الأدلة لتوجيه الاتهامات لهم. والتزم بيلمار الصمت الى حد بعيد بشأن خطواته التالية.مايكل يانج محلل الشؤون اللبنانية الذي انتقد التحقيق في عدة مناسبات لفشله في تعقب الدلائل بنشاط كاف "نقف عند نقطة حرجة حاليا، فهو يذهب الى القول: "اذا لم يكن لدى بيلمار ما يكفي لتوجيه اتهام الآن فمن الصعب للغاية أن نتوقع ما هي العصا السحرية التي يملكها والتي ستمكنه من تقديم لائحة اتهام رسمية في المستقبل القريب".وبدلاً من ذلك يتوقع يانج أن يطلب أدعاء المحكمة من لبنان تنفيذ عمليات اعتقال وهو مطلب ستجد حكومة الوحدة اللبنانية التي تضم وزراء من حزب الله من الصعب الالتزام به.ويأسف منتقدو المحكمة وبعض من أنصارها أيضاً للطبيعة الانتقائية لتحقيقاتها الضرورية لتقديم القتلة للعدالة في بلد شهد تاريخاً دموياً طويلاً من الاغتيالات والحروب وعمليات الغزو الإسرائيلية.ويقول

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram