أعلنت اللجنة الزراعية في مجلس محافظة ديالى عن أن قضاء خانقين حقق الاكتفاء الذاتي من المياه للموسم الحالي، بعد امتلاء سدة الوند بمياه الأمطار، فيما دعت وزارة الموارد المائية إلى بناء سدود أخرى للاستفادة من خزن مياه الأمطار والسيول.
وقال رئيس اللجنة عدنان زيدان الكرخي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "جميع المؤشرات تؤكد أن قضاء خانقين، (105كم شمال بعقوبة)، حقق مبدأ الاكتفاء الذاتي من المياه للموسم الحالي بعد امتلاء سد الوند قرب القضاء بأكثر من 37 مليون م/ مكعب من المياه"، مؤكدا أن "سدة الوند ستؤمن مياه الشرب لـ 12 محطة إسالة، فضلا عن تأمين مياه السقي لآلاف الدونمات من الأراضي والبساتين الزراعية في خانقين والمناطق المحيطة بها". ودعا رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى "وزارة الموارد المائية إلى بناء سدود مائية داخل ديالى، ولا سيما في المناطق التي تشهد سيولا وغزارة في معدلات الأمطار، وتحديدا في المناطق الشرقية للمحافظة، من أجل خزن مياه الأمطار والسيول وتأمين حصص مائية تدعم القطاع الزراعي".
ويتسع سد الوند، قرب قضاء خانقين في محافظة ديالى، لخزن 37 مليون م/مكعب، بعد أن تم إنشاؤه لتأمين المياه خلال فصل الصيف بسبب شح المياه خلال السنوات الماضية. وأعلن المجلس البلدي في قضاء خانقين، في (26 تشرين الأول 2012)، عن ارتفاع مناسيب مياه نهر الوند بنسبة كبيرة بسبب غزارة الأمطار، وفي حين أكد أن حجم المياه في سد الوند وصل إلى أربعة ملايين متر مكعب، توقع أن يكون الموسم الحالي هو الأفضل. وكان المجلس البلدي لقضاء خانقين أعلن، في 13 تشرين الأول 2012، عن استئناف السلطات الإيرانية إطلاق مياه نهر الوند بعد قطعه لنحو 90 يوماً بصورة كاملة. وقررت لجنة تنسيقية الأحزاب والتيارات السياسية في محافظة ديالى، في (10 تشرين الأول 2012)، تشكيل وفد سياسي لزيارة إيران وبحث ملف انقطاع مياه نهر الوند عن المحافظة، مؤكدة أن هذا الانقطاع ألحق أضراراً بالغة في القطاعات الحيوية.
وأكدت قائممقامية قضاء خانقين في محافظة ديالى، في (6 تشرين الأول 2012)، أن السلطات الإيرانية قطعت مياه نهر الوند بشكل كامل منذ 80 يوماً، داعية الحكومة العراقية إلى إيجاد حل واقعي لمشكلة هذا النهر ومنع إيران من الاستمرار بعمليات القطع. واعتبرت وزارة الموارد المائية، في (6 آب 2012)، أن إيران تستغل نهر الوند بشكل يضر بالأراضي العراقية، مؤكدة أنها أقامت عدداً من المشاريع على النهر مما أثر على العائدات المائية، فيما أشارت إلى أنها تدرس استقدام شركات أجنبية متخصصة للتخطيط في إدارة الموارد المائية.
كما أعلنت الوزارة، في (4 آب 2012)، أنها أبلغت وزارة الخارجية العراقية أن إيران قامت بقطع مياه نهر الوند بصورة كاملة بعد أن خفضته إلى حد كبير في تموز الماضي.
وينبع نهر الوند من الأراضي الإيرانية، ويدخل البلاد جنوب شرق مدينة خانقين، ويتجه شمالاً شاطراً المدينة إلى شطرين، قبل أن يلتقي بنهر ديالى شمال مدينة جلولاء، ويبلغ طول النهر نحو 50 كيلومتراً، ويعتبر شريان الحياة لمدينة خانقين بوصفه المصدر الرئيس والحيوي للأنشطة الزراعية كافة، وتنبسط على طول ضفتيه الأراضي الزراعية المشهورة بزراعة الشلب والرقي والبطيخ والخضروات الأخرى والبساتين الغنية بأشجار الحمضيات والنخيل وبقية أنواع الفواكه. ويعاني نهر الوند من انخفاض مناسيبه، خصوصاً في فصل الصيف بسبب تحكم الجانب الإيراني به، الأمر الذي يهدد الواقع الزراعي والاقتصادي والاجتماعي في قضاء خانقين بالخطر، وفي حين كانت مناسيب النهر في ثمانينيات القرن الماضي عالية، وتصل في موسم الفيضان إلى 10 أمتار مكعبة في الثانية، تراجعت حالياً إلى أقل من متر مكعب في الثانية قبل أن تنقطع.
يذكر أن أزمة الجفاف تفاقمت في جميع المحافظات العراقية خلال العامين 2007 و2008 وما تلاها بسبب قلة سقوط الأمطار وسوء استعمال مياه السقي وانخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات اللذين يعانيان أصلاً من انخفاض حصصهما في العراق بنسبة بلغت الثلثين على مدى الـ25 عاماً الماضية.