اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > عين على المجتمع المدني: لافتات"فارغة"تحجب الضوء عن الفاعلين المدنيين

عين على المجتمع المدني: لافتات"فارغة"تحجب الضوء عن الفاعلين المدنيين

نشر في: 13 أكتوبر, 2010: 08:01 م

 بغداد/ علي عبد السادةبعد مرور سبعة اعوام على ظهور منظمات المجتمع المدني في العراق، تبدو الحاجة ماسة اليوم الى القاء عين المراجعة والتقييم على حالها وما وصل اليه نشاطها. لكن البحث واستقصاء الحقيقة عن عمل تلك المؤسسات غير الحكومية لا يبدو، وكما يزعم هذا التقرير، انه سيقدم  صورة وردية عن واقع المجتمع المدني، فالمشكلات كثيرة وعراقيل الانتقال الى مرحلة ترسيخ فكرة المجتمع المدني ابعد ما تكون عن التحقق في وقت قريب.
من الصعب الحصول على احصائية حقيقية لعديد منظمات المجتمع المدني في العراق، لكن التقديرات التي حاولت (المدى) التوصل اليها، ومسك خيوط هذه المؤسسات التي انطلقت بعد 2003، تشير الى ان العدد قد يصل الى 5000 منظمة.ومع مقارنة هذا الرقم مع النشاط الحاصل في الحياة المدنية العراقية يحق لنا السؤال:اليس العدد كبيراً؟ومع ذلك فان المراقبين والمهتمين بالشأن المدني لا ينظرون كثيرا بعين الريبة الى هذا العدد الهائل، ذلك انهم يعتقدون ان المجتمع العراقي يخوض تجربة جديدة على هذا الصعيد، ولا يزال بحاجة الى مزيد من الوقت لتترسخ فكرة المنظمات غير الحكومية، وان تبدو للجمهور ممارسة حية، اكثر منها مؤسسات تظهر قوتها في عددها الكبير، وحسب.وقد اتاحت ازمة الفراغ السياسي الحاصل في العراق فرصة جيدة لمنظمات المجتمع المدني بالظهور كلاعب فاعل في الحياة السياسية العراقية، وهي بذلك تحاول وضع حد لسنوات من التشظي والسكون في ادوار لم تقترب كثيرا من المهمة الكبيرة التي من المفترض ان تتصدى لها؛ وهي اعادة وتاهيل الحياة المدنية في العراق، وتعزيز الديمقراطية ودولة المواطنة.لكن الصورة التي رسمتها حركة الاعتصامات والاجتجاجات على اطالة الجلسة البرلمانية المفتوحة، دفعت الرأي العام الى السؤال: كم منظمة عراقية تعمل بشكل فاعل في البلاد، بمعنى لو ان العدد الهائل المقدر بالآلاف تضافر في انجاز مدني فكيف ستكون النتائج؟ هذه الاستفهامات يجيب عنها نشطاء عراقيون بالقول ان المشكلة تكمن في المنظمات نفسها، فضلا عن الحالة الاستثنائية التي يمر بها العراق وحداثة التجربة الديمقراطية." للاسف .. المنظمات لا تاخذ دورها الحقيقي .. وان الرأي القائل بان العديد منها مجرد (يافطة) فارغة لا يخلو من الصحة"، يقول مدير مشروع واعدون، الناشط المدني نزار الزبيدي في اتصال هاتفي مع (المدى) "ان المنظمات غير الحكومية حالة وسطية بين الجمهور والدولة، وعليها ان تكسب ثقة الاول، وتجيد التعامل القانوني والفني مع الثاني".لكنه يرى ان تلك المنظمات تواجه مصاعب كثيرة في نفس الوقت الذي تتحمل فيه نتائج اخطاء الاداء في دورها، وتتمثل تلك المصاعب برغبة الدولة في السيطرة على جميع الانشطة المتعلقة بحياة الجمهور، والرغبة الدائمة في الحضور الدائم في المحافل الثقافية والاجتماعية والتنموية، ما يعني ان هذا يحتم على النشطاء بذل جهود كبيرة لاحتلال المساحة الحقيقية للاداء داخل المجتمع العراقي.هذه المهمة العسيرة زاد من صعوبتها، كما يقول الزبيدي، ان عددا كبيرا من المنظمات لا دور له، وقد تأسست، دون ان يجزم، لاغراض ربحية مجردة، بل انه يذهب الى القول بان المشاريع الوهمية اضرت كثيرا بثقة الجمهور ببعض المنظمات، ما ادى الى احتراق الفاعلية المدنية الحقيقية بـ(يابس) المنظمات (الشبحية)، كما يصفها مدير مشروع واعدون.وهنا يرى الزبيدي ان الحاجة الآن تبدو ماسة الى فرز منظمات المجتمع المدني، وهذا لن يتم، برأيه من دون الوصول بالجمهور الى درجة عالية من الوعي المدني، ليتمكن، لاحقا، من التعرف على التجربة السليمة للمؤسسات غير الحكومية.لكن الناشط المدني محمد جعفر يرى ان هناك منظمات مدنية تعمل في الشارع تحت غطاء سياسي، وهو الامر الذي يراه سببا في ضعف مشهد المنظمات غير الحكومية، معتبرا ان المنظمات المستقلة الفاعلة لا تتجاوز عدد الاصابع.rnالعدد الهائل في تناقصالعدد الهائل الذي يتحمل الرقم المشار اليه في هذا الملف الكثير من النقاش، تناقضه تقارير غير رسمية، أذ تشير الى حدوث تناقص في عديدها مؤخرا.في أيلول الماضي نشر معهد صحافة الحرب والسلام تقريراً يوضح فيه اضطرار  أكثر من 85 بالمئة من المنظمات غير الحكومية في العراق الى التوقف عن العمل في السنوات الاخيرة، الشيء الذي دعا قادة المجتمع المدني ان يحذروا من المصير المجهول الذي قد يواجه المنظمات الاخرى التي مازالت تقوم بنشاطاتها.ويعتبر نقص التمويل السبب الرئيس وراء هذا الانخفاض الحاد، وذلك بحسب الخبراء في هذا المجال، الذين يعزون هذا التراجع في قطاع المنظمات الى الازمة المالية العالمية وارتفاع تكاليف العمل في العراق، وضعف الدعم الحكومي والمحلي لهذه المنظمات. فيما يشير الآخرون الى مشاكل مثل الفساد واعمال العنف وتراجع اهتمام المتبرعين والمانحيين الدوليين.وبالرغم من ان الخبراء يقولون بأن المنظمات غير الحكومية العالمية قدمت اسهامات مهمة في مجال اعادة اعمار العراق منذ سقوط نظام صدام عام 2003، فان تناقص المساهمات من قبل المتبرعين والحكومات الاجنبية قد قلص من جهودها في الآونة الاخيرة. وفي غضون ذلك، تشكو المنظمات غير الحكومية المحلية في العراق من صعوبة الحصول على تمويل محلي وغياب الدعم الحكومي. ويشير التقرير ايضا، الى ان الحكومات والمنظمات الاجنبية الاخرى خفضت من انفاقها المخصص للتنمية في العراق، ق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram