TOP

جريدة المدى > محليات > التـربيـة: لا نستطـع تطبيـق المعايير الدولية فـي مدارسنا لقلة الأبنية

التـربيـة: لا نستطـع تطبيـق المعايير الدولية فـي مدارسنا لقلة الأبنية

نشر في: 30 نوفمبر, 2012: 08:00 م

حذر مختصون بالشأن التربوي من عدم قبول شهادات الدراسة الأولية العراقية في الدول الاخرى بسبب عدم وجود معايير دولية في عملية التعليم، فيما اكدت وزارة التربية مخاوفها من هذا الامر، مشيرة الى ان قلة الابنية المدرسية هو السبب في عدم تطبيق هذه المعايير. وتنص المعايير الدولية في العملية التعليمية على ان يكمل التلميذ سبع ساعات في الدوام المدرسي، في وقت لا يتجاوز دوام التلاميذ  في المدارس العراقية حاليا الأربع ساعات او أقل أحيانا في كثير من المدارس، بعدما أعلنت وزارة التربية تقليص خمس دقائق من وقت الحصة في المدارس ذات الدوام الثنائي ومثلها للدوام الثلاثي مع الغاء الاستراحة.    

 

الشهادة العراقية غير معترف بها

وأوضح  رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة بغداد فلاح القيسي في تصريح لـ"المدى" ان "الشهادات الاولية العراقية قد لا يعترف بها في الدول الاخرى، لان التلاميذ العراقيين لا يكملون سبع ساعات في الدوام المدرسي حسب المعيار الدولي". ويضيف ان "كثيرا من المدارس في البلد تضطر الى تقليص دوامها الى اربع او ثلاث ساعات بسبب الدوام الثنائي والثلاثي في المدارس". من جانبها أكدت وزارة التربية عن طريق متحدثها وليد حسن في تصريح خص به "المدى" انها لا تستطع تطبيق هذه المعايير بسبب نقص الابنية المدرسية، وان المعايير الدولية للتعليم هي إكمال الطالب سبع ساعات في الدوام المدرسي تتضمنها حصص علمية لا تقل مدتها عن 45 دقيقة، وكذلك حصص التربية الفنية والرياضية، على ان يأخذ التلميذ الاستراحة المحددة بين تلك الحصص فضلا عن تخصيص وقت للوجبات الغذائية المدرسية.

وأشار حسين الى ان "المدارس العراقية لا تتوفر فيها هذه المعايير لان البلد يعاني من نقص حاد في الابنية المدرسية منذ فترة طويلة، ما اضطرنا الى دمج مدرستين او اكثر في بناية واحدة"، مبديا استغرابه من تركيز الاعلام على هذا الموضوع هذه السنة تحديداً. وأضاف "طالبت الوزارة مرات عدة بتخصيص أراض لبناء مدارس، وحل هذه المشكلة يحتاج الى حملة وطنية".

ولم يستبعد حسين عدم قبول الدول الاخرى للشهادات الاولية العراقية، لافتا الى ان "المعايير الدولية لعملية التعليم تفرض ان لا يتجاوز عدد الطلاب في الصف الواحد عن 20 طالبا، ولكي تكون مدارسنا نموذجية فنحن بحاجة الى 12 الف بناية مدرسية". وكانت وزارة التربية قد حددت الساعة ‏الخامسة عصراً موعداً ‏لانتهاء آخر حصة دراسية في ‏عموم المدارس كإجراء أمني ‏للحفاظ على حياة الطلبة جراء تأخرهم خارج ‏المنزل.‏

وقال الناطق باسم الوزارة ‏وليد حسين ان "وقت الحصة ‏الواحدة هو 45 دقيقة فقط، اضافة ‏الى تحديد وقت الفرصة في ‏المدارس ذات الدوام ‏المنفرد"، مبينا ان ‏‏"وقت الحصة الواحدة في ‏المدارس ذات الدوام الثنائي ‏والثلاثي هو40 دقيقة مع وقت الفرصة ‏او الاستراحة بين ‏الحصص في المدارس ذات الدوام الثنائي، فيما يستغنى عن تلك الاستراحة في المدارس ذات الدوام الثلاثي واستغلال هذا الوقت للتدريس".

وأكد ان "هذه الحالة ستستمر ‏لحين الانتهاء من معالجة ‏النقص الكبير في الأبنية ‏المدرسية".‏

 

إلغاء حصتي التربية الفنية والرياضية

إلى ذلك، ذكر عدد من تلاميذ المدارس وأولياء أمورهم في حديثهم لـ"المدى" ان "الدوام الثنائي والثلاثي تسبب في إلغاء حصص التربية الفنية والرياضية، بالاضافة الى تكثيف المواد في الحصة الواحدة ما اثر سلبا على استيعابهم وتلقيهم للمادة".                                                                    

التلميذ علي إبراهيم في المرحلة الابتدائية يقول لـ"المدى"، نأخذ مواد كثيرة في حصة واحدة، وغالبا ما تلغي المعلمة الاستراحة لتكمل الدرس.. وهذا يشعرنا بالتعب والملل. اما التلميذ يوسف محمد في المرحلة الابتدائية يقول أيضا لم "ندرس تربية فنية ورياضية، رغم حبنا لهاتين المادتين، لان معلمتي اللغة العربية والإسلامية يأخذان هذه الحصص". 

وشكت "ام  نور" والدة لتلميذتين في المرحلة الابتدائية ايضا من شدة الزحام  امام باب المدرسة عند نهاية الدوام الاول وبداية الدوام الثاني، ما يؤدي الى حدوث اشتباكات بين الطلبة بسبب حركتهم، وتضيف "مدة دوام ابنتي هي أربع ساعات فقط، ولا توجد اوقات استراحة فضلا عن ان مدرستهم تفتقر الى النظافة والخدمات". اما يسرى والدة احدى طالبات في المرحلة المتوسطة تقول "ابنتي تصل الى البيت في وقت متأخر، لان دوامها ينتهي عند الساعة الرابعة عصرا لان مدرستها ذات دوام ثنائي وكذلك لبعد المدرسة عن البيت"، مضيفة "لا تستطع ابنتي اكمال دروسها الكثيرة بسبب تكثيف الحصص فضلا عن ان النهار في موسم الشتاء يكون قصيرا وهذا يؤثر على مستواها العلمي".

 

المناهج الدراسية هي المقياس!

من جانبها اعتبرت لجنة التربية والتعليم النيابية ان المناهج الدراسية هي المقياس وليس عدد ساعات الدوام والاستراحة، وذكرت عضو اللجنة انتصار حسن علي في حديثها لـ"المدى" ان "منهج الدراسة هو الاساس في تقييم الشهادات وقبولها"، مضيفة ان "المناهج العراقية حديثة ومواكبة للتطور، لذلك لا توجد مخاوف من عدم قبول الشهادات العراقية في الدول الأخرى. وأشارت علي إلى ان "إكمال المنهج الدراسي للطالب هو الأهم". يذكر ان وزارة التربية كانت ‏قد اعتمدت الدوام الثنائي ‏والثلاثي للمدارس ذات البنى ‏التحتية الجيدة وقامت بدمج ‏مدارس اخرى تخضع ‏للاعمار والترميم مع هذه ‏المدارس لحل مشكلة نقص ‏الأبنية المدرسية.‏

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل للكتاب

مقالات ذات صلة

واسط تواجه شح الكهرباء بالكشف عن 20 فرصة استثمارية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج الكهرباء
محليات

واسط تواجه شح الكهرباء بالكشف عن 20 فرصة استثمارية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج الكهرباء

 واسط / جبار بچاي تستعد محافظة واسط لإقامة أول مؤتمر يعنى بالطاقة النظيفة في الثلاثين من الشهر الحالي وذلك في إطار دعم ستراتيجية التحول نحو الطاقة النظيفة وتعزيز فرص الاستثمار في المحافظة، ومن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram