TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دور النخب الثقافية فـي بناء الشخصية العراقية

دور النخب الثقافية فـي بناء الشخصية العراقية

نشر في: 15 أكتوبر, 2010: 06:29 م

إيمان محسن جاسمما هو دور المثقف العراقي في رسم ملامح المشهد المجتمعي للعراق الجديد ؟ وهل هذا المثقف يتحمل مسؤولية بناء مجتمع خرج من نظام شمولي وإعلام مركزي وثقافة أحادية الجانب إلى مجتمع ديمقراطي تعددي يحتكم إلى صناديق الاقتراع في اختيار حكوماته سواء المركزية أم المحلية ؟
ومن الضروري جدا أن نقف عند دورنا في بناء المجتمع ، وعندما أقول دورنا أقصد به دور الكاتب والإعلامي والمثقف العراقي لأننا لا يمكن إلا أن نكون بناة لهذا المجتمع ، ولا يمكن أن نوكل هذه المهمة للنخب السياسية التي من المفترض أن تأخذ على عاتقها هذه المهمة إلا إنها لم تكن قادرة على بناء هذا المجتمع وفق السياقات الصحيحة البعيدة عن التخندقات المختلفة الاتجاهات والتي جميعها تصب في نهايات غير سليمة .ونجد إننا في الكثير من أحاديثنا الخاصة والعامة نستحضر الكثير من المثاليات ونبدو أحد رعايا جمهورية أفلاطون  حين ندافع وبقوة عن المثل والقيم والمبادئ ، ومن يسمع هذا يصدر منا وعلى المستويات كافة سواء في المجال السياسي أم الاقتصادي أم حتى الثقافي ، خاصة وأننا شغلنا الفضائيات كثيرا باستعراضاتنا عن قيم النزاهة والشفافية واحترام رأي الآخر وقبول الرأي المعاكس لتوجهاتنا ، وبات المواطن العراقي يعرف جيدا معنى التعددية والفيدرالية والوحدة الوطنية، وأغلب تلاميذ مدارسنا حفظوا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق الطفل ، وكرسنا أوقاتاً طويلة لبناء مجتمع اللاعنف .من يسمع هذا ويطالعه يتبادر إلى ذهنه أشياء عديدة، فإذا ما كان هذا الشخص مقيماً في العراق فسيقول من إذن المسؤول عن الكثير من الظواهر السلبية الموجودة الآن ؟ ومن هو منفذها ؟ وكيف إذن تصاغ التقارير عن حجم الفساد الإداري في مفاصل الدولة العراقية وخروقات حقوق الإنسان ، وتعاظم نسبة الأميين ، وازدياد معدلات الفقر أو ما تحت خط الفقر ، إذا ما كان بناء البلد وفق ما يروج إعلاميا بطرق سليمة وصحيحة فكيف إذن يتسرب الفساد واللاقانون للعراقيين ؟ وكيف لا يحترم الآخرون الرأي الآخر ويحاولون جهد الإمكان مصادرة هذه الآراء وتهميشها ؟أما إذا كان هذا الشخص مقيماً خارج العراق فإنه بالتأكيد لا يصدق ما تتناوله الأخبار عن الصراع بين الكتل السياسية  ومشاوراتها التي لا يمكن أن تنتهي في يوم ما وقد تصل هذه المشاورات حتى آخر يوم من عمر البرلمان الحالي الذي تسلم أعضاؤه كامل مستحقاتهم القانونية عن أعمال لم ينفذوها بعد ولا يمكن أن نجد برلماناً في العالم يتقاضى أعضاؤه كامل مستحقاتهم وهم لم يكملوا جلستهم الأولى ، وبالتالي فإن (هذا المقيم خارج العراق ) سيضرب كفاً بكف وهو يقول كفاكم تجني على العراق ، وكفاكم نقل أخبار مزيفة عن هذا البلد ، كيف يمكن أن نصدقكم والعراق تلاميذ مدارسه الابتدائية يحفظون كل المواثيق الدولية وبعضهم يحفظ الدستور ، وتجري انتخابات في ما بينهم لاختيار لجان حقوق الإنسان والبيئة ، فيما تتناول وسائل الإعلام عن 24 ألف مخالفة مرورية في شهر واحد لمدينة بغداد فقط  وهذا يعني قمة التجاوز على القانون الأبسط في كل العالم ألا وهو قانون المرور الذي لا يمكن خرقه، لكننا نجد معدل مخالفات يومية في العاصمة يتجاوز الـ 900 عدا التي يتم غض الطرف عنها أو تحصل في شوارع لا رجل مرور فيها بينما في دول العالم الأخرى من ينظم السير إشارات ملونة ليس إلا.نحن إذن أمام صورتين للعراق، الصورة المثالية التي نطمح إليها والتي تتمثل بما نلقنه للصغار وما نتناوله في وسائل الإعلام التي نحاول من خلالها أن نرسم صورة زاهية ورائعة لهذا البلد وشعبه، وبالتأكيد هذا شيء إيجابي يمكن أن يؤثر في الجيل الحالي والأجيال القادمة من أجل بناء مجتمع مثالي في كل شيء، وهذا المجتمع نحن نتحمل مسؤولية بنائه وترصينه وترسيخ القيم الصحيحة، بعيداً عن التشوهات التي ربما يحاول البعض إبرازها .أما الصورة الثانية والتي يرسمها البعض وللأسف الشديد هذا البعض يتمثل في النخب السياسية والثقافية التي بإمكانها أن تستحوذ على ساعات طويلة من البث وصفحات عديدة من الصحف لكي ترسم العراق للعالم بأسره على انه عراق متصارع مع بعضه البعض  خاصة أن الأغلب يستخدم لغة متشجنة ويكرر من استخدام مفردة (لا)  كلما اقتضت الضرورة ذلك ،وهذه الكلمة استخدمت كثيرا في السنوات الماضية، فالبعض قال (لا للدستور) وكررها ( لا للانتخابات ) و ( لا للتهميش والإقصاء ) وأخيرا البعض يردد كلمة (لا) عن مشاريع لم تعلن ويرفض المشاركة في حكومة لم تشكل بعد، وبالتالي فإنهم يرسمون صورة أخرى للعراق تمثل وجهاً آخر يكرسون من خلاله ثقافة لا نريدها أن تنمو في بلد نحاول جاهدين أن نجعله بالصورة التي نريدها ونتمناها .إذا كانت حناجر أطفال العراق وهي تصدح كل يوم بحب الوطن لا تجد مكانا لها في وسائل إعلامنا المقروءة أو المرئية لأنها لا تشكل مادة خبرية دسمة للكثير من الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى ، فأولى أن يحجب إعلامنا الصادق النزيه الحر الوطني  كل ما يشوه صورة العراق ويظهرنا كشعب نتصارع من اجل السلطة والمال والنفوذ، فنحن شعب يمثلنا ملايين التلامذة والطلبة وهم يحثون الخطى صباح كل يوم في سبيل رقي مج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram