ابوظبي/ علاء المفرجيشهد أمس مهرجان أبو ظبي السينمائي انطلاق عروض برنامج "خرائط الذات" وهو برنامج جديد يقدمه المهرجان بالشراكة مع متحف الفن الحديث (MoMA) ومؤسسة آرت إيست في نيويورك تحت عنوان التجريب في السينما العربية منذ الستينيات وحتى الآن.
ويفتتح عروضه بفيلم المخرج المصري الشهير شادي عبد السلام "المومياء/ ليلة إحصاء السنين" (1969) والذي تم ترميمه مؤخراً، باعتباره أيقونة السينما العربية والمصرية، حيث يقدم لنا قصة مسرودة بمشهدية خاصة وعالية الحساسية وقائع اكتشاف مومياءات العائلة الملكية في قرية مصرية هي "دير البحري" والصراعات التي تحدث بين أكثر من طرف مختزلة تاريخ مصر بين الماضي والحاضر والمستقبل.كما عرض من برنامج "خرائط الذات" فيلم مصري آخر بعنوان "سياحة داخلية" إخراج مها مأمون التي تقدم عبر فيلمها توثيقاً خاصاً للأهرامات من خلال تجميع كل اللقطات التي ظهر فيها هذا الصرح التاريخي في السينما في تسلسل جميل. يعرض "المومياء" في "مسرح أبوظبي" بينما يعرض "سياحة داخلية" في خيمة المهرجان.وافتتح  فيلم  "الغرب غرباً" العروض العالمية  في قصر الإمارات، والذي يستكمل من خلاله المخرج الانكليزي اندي دي ايموني ما بدأه في فيلمه السابق "الشرق شرقاً" والذي يتحرك في نطاق الجاليات الآسيوية في بريطانيا.وفي المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة شهد أمس عروضاً مميزة لأفلام منها "سيرك كولومبيا"  للمخرج البوسني دانيس تانوفيتش.  وفي مسابقة الأفلام الوثائقية عرض  فيلم الألماني روبرت كريغ "أطفال الحجارة- أطفال الجدار" وإلى جانبه يأتي من مسابقة "آفاق جديدة" فيلم له أن يكون أيضاً متعلقاً بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي للمخرج الأمريكي هاري هنكله "القنوات الخلفية: ثمن السلام" والذي يعود إلى كواليس اتفاقية "كامب ديفيد" اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية في مسعى من الفيلم لاكتشاف جوانب أخرى وحيثيات مختلفة عن المتداول.وتميزت دورة المهرجان لهذا العام بأن قائمة الأفلام المشاركة في مسابقة الافلام الروائية الطويلة تضمنت ستة افلام دخلت السباق  للوصول إلى قائمة الترشيحات النهائية لجوائز الأوسكار التي تقام ربيع العام القادم في قسم اقل فيلم أجنبي في المسابقة ومن هذه الأفلام الفيلم الدنماركي "في عالم أفضل" المخرجة ((سوزان بيير)) الذي  تسلط فيه المخرجة الضوء على عائلتين تعيشان في بلدة صغيرة في الدنمارك وتروي كيف تتشابك حياتهما من خلال صداقة مضطربة تربط بين صبيين. تتصاعد الأحداث حتى تبلغ الذروة في هيئة مواجهة مرعبة طابعها الغضب والعنف. وفي المسابقة نفسها هناك فيلم "حرائق" للمخرج الكندي دوني فيلنوف، وهذا الفيلم المقتبس عن مسرحية الكاتب اللبناني الكندي وجدي معوض. تروي الأحداث حكاية أم تترك لولديها التوأمين البالغين وصية مشفرة تجبرهما على مواجهة احتمال أن يكون والدهما الذي ظناه ميتاً لا يزال على قيد الحياة، وأنه قد يكون لديهم أخ آخر لم يسمعوا به من قبل. تحت وطأة الحيرة والضياع، تسافر الإبنة إلى بلد غير محدد في الشرق الأوسط في بحث محموم في أوراق الماضي. الفيلم الثالث في قائمة ترشيحات الأوسكار الأولية هو المصري "رسائل البحر" للمخرج المعروف داوود عبد السيد،. يتابع الفيلم عودة "يحيى" بعد وفاة والدته إلى مدينة الإسكندرية حيث وُلد وشبّ، ويلتقي فيها أصدقاء قدامى وجدداً يعرفونه إلى الوجه الجديد لهذه الحاضرة القديمة الآخذة بالتحلل. يجد "يحيى" رسالة في زجاجة، مكتوبة بإحدى اللغات البائدة، فيبدأ بحثاً لا ينتهي عن المعنى في عالم يجد نفسه منجذباً إليه بكل غرائزه لكنه يقف عاجزاً عن أن يدرك كنهه. الى جانب "في عالم أفضل" و"حرائق" و"رسائل البحر"، تضم قائمة الأوسكار ومسابقة الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان فيلم "سيرك كولومبيا" للمخرج دانيس تانوفيتش الذي سبق له الفوز بأوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية عن فيلمه "أرض منزوعة السلاح" في 2002. يتتبع هذا العمل المشوب بلمسة خفيفة من السخرية والحنين إلى البلقان، مصير مغترب ثري يعود إلى بلدة صغيرة في يوغوسلافيا عام 1991 جالباً معه غنائم ثروته الجديدة من مثل سيارة فارهة وعشيقة جذابة وأموال يبذرها. تلوح في الأفق حرب أهلية.يتضمن السباق أيضاً فيلمين شاركا في الدورة السابقة للمهرجان العام، هما "إبن بابل"  من العراق و"ضمير المفرد الغائب" من بنغلاديش. غير أن للفيلم العراقي مكانة خاصة لدى المهرجان، حيث احتفى مخرجه محمد الدراجي بالعرض العالمي الأول لعمله هذا العام قبل أن يكمّل الفيلم سلسلة نجاحاته في المهرجانات وحصد الجوائز. أما الفيلم الآخر المرجح ترشيحه للأوسكار، فهو أيضاً من الأعمال التي عرض