اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأطفال يكبرون ولاينتظرون قرارات لإنصافهم!

الأطفال يكبرون ولاينتظرون قرارات لإنصافهم!

نشر في: 17 أكتوبر, 2010: 04:57 م

بغداد / سها الشيخلي تصوير /  ادهم يوسف بعد ضربه بقسوة،جلس يبكي بالقرب من عربته الخشبية التي يسحبها مخترقا بسطيات الشورجة ومحالها،ويتحدث مع نفسه بصوت عال "لم اكن متعمدا اسقاط العلب الكارتونية". احمد ذو الثانية عشر ربيعا،حين سالته لماذا لم تذهب الى المدرسة اشاح بوجهه عني وهو يدمدم بالقول "تركتها منذ سنتين لاعمل حمالا.. في الشورجة.. ".
كثيرون مثل حالة احمد نراهم  في الاسواق الشعبية، يجرون العربات، ويبيعون اكياس النايلون و يعملون في المطاعم والورش الصغيرة،و يجمعون العلب الفارغة من القمامة.صور لا تحتاج الى تعليقصورة اخرى رأيناها في شارع ابي نواس،في الساعة التاسعة ليلا،حين مررنا  من هناك وجدنا اطفالا يجلسون على الرصيف بالقرب من مجمدات تعرض قناني الماء والمرطبات، كانت اعمارهم  لا تزيد عن التسع سنوات،وقف الى جانبهم عدد من رواد ذلك الشارع الذين بدت عليهم علائم الانشراح، كانت الالفاظ البذيئة والضحك الهستيري تتصاعد امام انظار اولئك الصغار، سالنا  احدهم ونحن نشتري قنينة ماء للشرب (هل انتم لوحدكم؟) قالوا:نعم.. ولكن لماذا؟ فاذا كان لهؤلاء الصبية اولياء امور فكيف يسمحون لهم بالبقاء في الشوارع الى ساعة متاخرة من الليل؟ مهما كانت الحاجة ماسة الى عملهم،واين الجهات المعنية بالاطفال وبحقوقهم؟ وصوراخرى مشابهة تتكرر في الاسواق الشعبية في باب المعظم والشورجة تظهر الاطفال وكانهم خيول تجر العربات،ومنظر الصغار وهم يفتشون بين اكوام القمامة عن علب الصفيح الفارغة،و بيعهم المناديل الورقية وقناني الماء في الساحات بين السيارت في التقاطعات المرورية معرضين انفسهم الى الدهس. هذه الصور تشكل خرقا لقانون العمل، الذي يؤكد  منع عمالة الاطفال، وما يحدث في الشارع يشير عكس ذلك،فالكثير منهم يعمل في اماكن وورش غير صحية ولاتناسب احجامهم وقدراتهم الجسدية،وهم يشكلون جزءا من اطفال الشوارع في العالم والتي تؤكد اخر احصائية ان عددهم يربو على 15 مليون طفل. rnبرامج منظمة اليونسيفالكثير من هؤلاء الاطفال  تركوا دراستهم لاسباب تتعلق بوفاة ذويهم،وتهجيرهم من مناطقهم ولجوئهم الى مناطق بعيدة،هذه القضية تحتاج الى تظافر جهود مؤسسات ودوائرعديدة، وقبل هذا وذاك الى تخصيص مبالغ كبيرة لحل ظاهرة عمالة الاطفال،فكل الاجراءات ستظل قاصرة،وستصطدم كل البحوث والدراسات بعقبة التمويل. وقد اقترح ممثل منظمة اليونسيف في العراق اسكندر خان، ان يتم تخصيص مبلغ مليار دولار سنويا من ميزانية الحكومة لتحسين ظروف الاطفال،واشار الى انه سيساعد في تنفيذ برامج المنظمة لتحسين اوضاع الاطفال في البلاد، لنضمن تنشئة اجيال متعلمة وقادرة على تحمل المسؤولية، كما ان الاطفال يكبرون بسرعة ولا ينتظرون قرارات الحكومة او منظمة اليونسيف، لهذا علينا التحرك فورا في هذا الموضوع وعدم الانتظار،كما شدد خان على اهمية تطبيق القوانين التي تمنع عمل الاطفال في المعامل والورش والشوارع.ومن جانب اخر اشار "الى تنامي عدد الاطفال العاملين، بالمقابل لا تتوفر لدينا ارقام محددة بأعدادهم، لكنه بالتاكيد رقم كبير. وأكد ان القوانين تسمح بالعمل من سن الـ 18 عاما، فيما نرى اليوم اطفالا في سن الخامسة يعملون ويبيعون السكائر وما شابه في الشوارع، واورد خان احصائيات عن عدد اطفال العراق البالغ ثلاثة ملايين و500 الف طفل، بينهم طفل من كل 4 اطفال حصته 2500 دينار عراقي، اي ما يعادل 2,2 دولار يوميا، وهناك 750 الف طفل لم يلتحقوا بالمدارس الابتدائية، و 400 الف طفل في المدارس،واكد ان هذه احصائيات حكومية معتمدة من قبلنا، وعلينا ان نتعاون مع الجهات المسؤولة لاعادة هؤلاء الاطفال الى مدارسهم، لاسيما ان هناك قوانين تمنع تسربهم من المدارس،ويشير الى ان  التحدي ليس كبيرا او معقدا، وابدى تفاؤلا بامكانية تصحيح هذا المسار،اذا لاقت البرامج الخاصة بالطفولة الدعم المادي الكافي،وتطبيق القوانين الخاصة بعمالة الاطفال،سيما ان العراق من الدول التي وقعت على اتفاقية حقوق الاطفال. rnمنظمات المجتمع المدنيفيما شهد العراق في الاونة الاخيرة نشاطات لمنظمات انسانية تعمل تحت غطاء انقاذ الطفولة ورعاية الارامل والايتام، وحقوق الانسان والاطفال، ويبلغ عدد تلك المنظمات 3 الاف منظمة،وعلى مايبدو انها  لم تبد اي مساعدة لاطفال الشوارع،والدليل تنامي هذه الظاهرة من  دون حل حقيقي.يقول سعيد حميد ولي  من جمعية البيت السعيد الانسانية الخاصة بالطفولة: الموضوع بحاجة الى تشديد الرقابة على خرق قوانين العمل من قبل جهات عديدة معنية بذلك، ولكن كيف يحدث ذلك والشارع العراقي يترقب تشكيل الحكومة وكل شيء معطل في مثل هذا الظرف؟ في المقابل يشير  رئيس جمعية الرحمة الخاصة  بحقوق الانسان عبد الرضا محمود الى هذه الظاهرة ويصفها بالخطيرة،ويعتقد انها تحتاج الى سن قوانين وتشريعات للحد منها وليس القضاء عليها، فالقضاء عليها يحتاج الى وقت وتمويل ومشاريع ستراتيجية، اولها القضاء على بطالة الكبار وايجاد الحلول للحد من ظاهرة الفقر،فالمنظمات مهما قدمت من دعم وخطط لا تستطيع لوحدها ان تفعل شيئا. فيما اعتبرت الناشطة في مجال حقوق المراة والطفل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram