في البلاد الديمقراطية لا يدخل البرلمان في الغالب إلا أفضل الناس.. النزيه، الشريف، المحترم، الخبير، المؤهل علمياً، الشغول، الخدوم، الوطني، أي من هو القدوة والمثال والأنموذج الذي يرى الناس انه الأنسب والأكفأ لأن يمثلهم بأحسن ما يكون التمثيل في أعلى سلطة في البلاد، السلطة التشريعية.
بعض هؤلاء من فرط إثباتهم أنهم كانوا عند توقعات الناخبين وحسن ظنهم بهم ومن فرط حب الناس لهم وتمسكهم بهم، يعاد انتخابهم المرة بعد الأخرى لعشرات السنوات.
هذا في الغالب كما قلت، فهناك استثناءات لا يكون فيها النواب بهذه المواصفات فينصرف عنهم الناخبون إلى غيرهم.
لدينا الاستثناء أن يكون أعضاء البرلمان بمواصفات غالبية النواب في البلاد الديمقراطية، اذ ان العدد الاكبر من اعضاء مجلس النواب عندنا، وبخاصة الذين احتلوا مقاعدهم بالتعيين من قبل رؤساء كتلهم، هم ممن لا تنطبق عليهم حتى بأدنى المستويات معايير النزاهة، الشرف، الاحترام، الخبرة، الأهلية العلمية، الوطنية... الخ.
الخميس الماضي تعطلت جلسة مجلس النواب بسبب ما قيل إنها مشادة كلامية (البعض افاد بأنها اشتملت على استخدام الأيدي وربما الأقدام أيضاً) بين نواب من القائمة العراقية (المعارضة!) وزملاء لهم من ائتلاف دولة القانون الحاكم. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتحاور فيها نوابنا بالنبرة العالية والشتائم وبالأيدي. هذا في الواقع يعكس المستوى الثقافي والعلمي والفكري المتدني والممارسة السياسية والإدارية المحدودة وربما المنعدمة للنواب الذين يتصرفون بهذا الأسلوب البدائي المتوحش.
الأدهى ان بعض النواب يتجاوز هذا كثيراً ويختار أن يتحاور مع زملائه وزميلاته بلغة هابطة للغاية.
من هؤلاء نائب ردّ على زملاء له ذكروا اسمه باعتباره شاهداً أو متورطاً في قضية الأسلحة الروسية الفاسدة التي لم تفدنا حكومتنا ورئيسها بحقيقتها.
هذا النائب قال في تصريحات صحفية، وأرجو أن يعذرني القراء لأنني أنقل بالنص ما نُسب إلى هذا النائب من كلام غير لائق، فناقل الكفر ليس بكافر.. قال إن "من يورد اسمي في شبهة الفساد والتحقيقات التي تجري بصفقة السلاح مع روسيا يخسأ هو وأبوه والذين خلفوه، وكل الذين أوردوا اسمي فهم بأسماء مستعارة لأنهم غير شرفاء وجهلاء"!!. وكمن تأخذه العزة بالإثم يواصل النائب كلامه المقذع، فيضع نفسه فوق الهيئة التي هو عضو فيها – البرلمان – ويقول بتكبر "أي جهة في الدنيا لا تستطيع أن تستدعيني غير القضاء وعندما يستدعيني القضاء سأكون أول الحاضرين".
هذه لغة معيبة ومخزية في الواقع، فلا يليق أبداً بمن يمثل الشعب العراقي أن يتحدث بهذا الأسلوب.. فما الذي يتركه النواب لأبناء الشوارع إذن؟
ما تتركون لأبناء الشوارع؟
[post-views]
نشر في: 30 نوفمبر, 2012: 08:00 م
جميع التعليقات 2
سمير طبلة
لا، يا صاحبي، أراك تظلم أبناء الشوارع بهذا!
موفق الرفاعي
لست مع ان ينحدر النائب عن الشعب الى مستوى اولاد الشوارع غير ان ذلك يحدث في اغلب برلمانات العالم بل ربما جميعها. حتى البرلمان البريطاني العريق نقلت لنا شاشات التلفزة اكثر من عراك دار بين بعض نوابه وكذلك البرلمان الياباني وقبل شهور شاهدنا عراكا بـ (العكل و