هؤلاء ليسوا مثل محمد حديد ، او فتاح باشا ، او حتى حسو اخوان ، ولا يمكن أن يعتقدوا لوهلة.. للحظة أنهم يشبهون هؤلاء الرجال. هؤلاء الرجال أرادوا أن يكون استثمار العراق في يده مستقلاً عن استغلال الآخرين وعن الدوران في فلك اقتصاد مهيمن متسلط ، كان مشروعهم الأعظم هو تحرير العراق من الأجنبي المتحكم في صناعة وتجارة ورزق الناس بينما رجال أعمال اليوم
مجرد قومسنجية وتجار توكيلات وبضائع منتهية صلاحيتها ، أراد فتاح باشا مثلاً أن تكون صناعة النسيج عراقية حرة مستقلة بينما أدخل تجار اليوم الاستيراد حتى حجرات نوم العراقيين ، أسس محمد حديد معامل محلية ليرحم الناس من استغلال الأجانب بينما هدم رجال الأعمال الجدد المصانع والمعامل لمصلحة البضائع المستوردة! لا أحد يشكك أبدًا في وطنية أي رجل أعمال ولا يصح مجرد التفكير في ذلك، لكن للبعض أن يشكك في وطنية الأعمال نفسها، فهي أعمال فيها المصلحة والربح قبل الوطنية بدليل هذا السكوت الرهيب على توقف معظم المصانع العراقية واللجوء الى استيراد حتى المناديل الورقية !علي الجانب الآخر لم تعمل الحكومة على دعم القطاع العام وتركت المصانع والمعمل عرضه للتخريب والنهب ، لم يوجد لدينا للأسف نظام اقتصادي يحمي الفقراء ومحدودي الدخل ، بينما القوانين والتشريعات تصب في مصلحة رجال الأعمال الذين تضخمت خزائنهم حتى باتوا يتعاملون مع الوطن باعتباره شركة ومع المواطن كأنه مجرد زبون .
مجرد كلام
نشر في: 17 أكتوبر, 2010: 06:55 م