TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يحتفي بـ " أمين المميز " مدوّن حكايات بغداد القديمة

بيت المدى يحتفي بـ " أمين المميز " مدوّن حكايات بغداد القديمة

نشر في: 30 نوفمبر, 2012: 08:00 م

 بغداد /دعاء آزاد ... تصوير/ محمود رؤوف

في إطار منهاج  مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون  في الاحتفاء بالشخصيات العراقية التي أسهمت في تأسيس الثقافة الوطنية المعاصرة للبلاد اقام  بيت المدى فعالية لاستذكار المؤرخ والدبلوماسي  الراحل أمين المميز، وقدم الحفل الزميل رفعة عبد الرزاق الذي قال: عرف الكثيرون امين المميز صاحب المؤلفات العديدة والتي أشهرها موسوعته "بغداد كما عرفتها"، وهي الموسوعة التي قدمت للتاريخ والتراث البغدادي الشيء الكثير، وهذا الكتاب لم تعرف أهميته الا في وقتنا الحاضر واضاف عبد الرزاق قائلا :  وأتذكر عندما صدر هذا الكتاب كتب الكثيرون فيه ولكنه أصبح الآن من الكتب المعتمدة والمتميزة في الكتابة عن تاريخ التراث البغدادي.

أمين قال عن نفسه أنا لست مؤرخاً ولست باحثاً في التاريخ القديم او الحديث ولكني سجلت ما في ذهني من ذكريات ومشاهدات عن بغداد، من كتاب الأدب الدبلوماسي، وعده كتاب العمر، صحيح ان الكثيرين كتبوا عن هذا الكتاب وانتقدوه نقداً لاذعاً وقاسياً.
مصطفى علي كتب ان هذا الكتاب لن يعرف الا في السنوات اللاحقة، امين كتب اشياء أخذت عليه من قبل بعض المؤرخين ولاسيما عندما ذكر بعض الاوصاف الاجتماعية والمناطق المعينة من بغداد وأمين كان كما هو في كتابه لطيفاً بغدادياً، انه اسم لامع في المكتبة العراقية.

أول المتحدثين المؤرخ والأكاديمي  الدكتور أسامة الدوري قال عن الراحل المحتفى به :
 تعرفت على امين عام 1987 عندما كنت اكتب أطروحتي في الدكتوراه عن العلاقات العراقية الاميركية استمرت علاقتي به حتى غادرت العراق 1994، أمين عاش بين 1909 الى 1990 كان واحداً من الذين كتبوا عن المجتمعات الغربية والمجتمعات العربية، تخرج من الجامعة الاميركية في بيروت وعمل في السلك الدبلوماسي 26 عاماً، اعتبر امين واحداً من المستغربين العرب وتحديداً العراقيين بل يعتبر من أوائلهم لانه اراد ان ينقل تجربته عن المجتمعات الغربية الى المجتمع العراقي والى القارئ العربي في باكورة اعماله (الانكليزية كما عرفت) هذا الكتاب الفه باللغة الانكليزية وأراد نشره في بريطانيا عام 1942، الا ان ظروف الحرب العالمية الثانية وندرة الورق حالت دون طبعه ونشره، وبمشورة اصدقائه ترجمه الى العربية ونشره عام 1944 وهذا التاريخ مهم اذ بدأت نتائج الحرب العالمية تتوضح، امين كان رجلاً وطنياً يحب البلد كثيراً. كتابه "الانكليز كما عرفت" قسم الى فصول منها الرجل البريطاني و الحياة الاجتماعية في بريطانيا و أهم فصل هو النظام السياسي في بريطانيا. من قدم هذا الكتاب هو السياسي العراقي توفيق السويدي، هدف امين من كتابه ثقافي وطني وهو (لو عرفت شعوب الأرض بعضها بعضا معرفة حقة وأدرك الشعب الواحد المثل العليا والافكار والميول للشعب الاخر واطلع على اماله واحلامه لساد التفاهم بين شعوب العالم. هذه المقولة في كتاب أمين تفيدنا في الوقت الحاضر. أمين تكهن ان اللغة الانكليزية ستكون اللغة العالمية، يمكن اعتبار ما كتبه أمين يدخل ضمن اعمال المستغربين ويمكن عده ضمن الشخصيات المستغربة.

أما الكاتب حسين الجاف قدم مداخلة قال فيها  :
 امين المميز ابن بغداد ومؤرخ بغداد ابن الدبلوماسية العراقية ترك لبغداد كتاباً خالداً بغداد كما عرفتها. ادعو المحتفلين ببغداد عاصمة الثقافية العربية 2013 ان يلتفتوا الى كتاب امين واعادة طبعه من جديد أمين المميز تميزت كتاباته بالرشاقة وعندما توفي اقمنا له في اتحاد الادباء العراقيين اربعينية حضرها المئات حبا بهذا الرجل الذي خدم عاصمته وخدم البغداديين، اذكر اننا ذهبنا الى بيته للقائه ولم نستطع وبعدها توفي.

فيما قال الباحث زيد النقشبندي:
 ان اقامة هذه الاحتفالية بهذه الشخصية من الأشياء الرائعة، عرف المميز كأستاذ في كثير من الدول العربية والأجنبية من خلال كتبه ونالت كتبه كثيرا من الاهتمام وحصل كتابه (الانكليز كما عرفتهم) على جائزة المجمع العلمي ولكن كتابه المملكة العربية السعودية منع من دخول المملكة وان كتابه الاخير "بغداد كما عرفتها" احتوى على اكثر من كتاب كان الامين ينوي اصدارها بشكل مستقل منها لبنان كما عرفتها وسوريا كما عرفتها وفلسطين والاردن كما عرفتهما، لم يذكر الامين في كتابه بعض الاشياء والحوادث التي لم يرها ولكن من اهم الحوادث التي ذكرها حادثة عندما وضعت الاسوار في يده في اثناء دوامه الرسمي في وزارة الخارجية واخرج امام الموظفين واثر هذا الموقف في الاستاذ أمين  انذاك. وكثيراً ما كان امين يذكر في كتاباته انه بغدادي ولد في هذه الارض ولا توجد أي قوة ممكن ان تجبره ان يترك بغداد وان امنيته ان يموت على هذه الارض وعلى ترابها. هو احد اعضاء الوفد العراقي الذي حضر اول اجتماع للامم المتحدة. زودنا امين بكثير من المعلومات والوثائق المهمة للاستاذ الامين والكثير من المراسلات المهمة التي تتعلق بكتاب الرصافي الشخصية المهمة. نسب اسرة امين المميز يعود الى المماليك في العراق. ان اسرة امين اسرة عراقية 100% لان الاسرة البابانية كانت تحكم شهرزور في ذلك الوقت.

وقدم الناقد شكيب كاظم ورقة حملت عنوان (محمد أمين المميز: سيخلده كتابه (بغداد كما عرفتها) جاء فيها:
تعود علاقتي المعرفية بالاستاذ الباحث والدبلوماسي امين المميز، الى منتصف سنوات العقد الستيني من القرن العشرين، يوم استعرت كتابه (المملكة العربية السعودية كما عرفتها)، هذا الكتاب هو الذي عقد آصرة المودة والاحترام لجهود الباحث ابي ابراهيم المميز، الذين يرجع نسبه الى والي بغداد احمد باشا بن الوالي حسن باشا، لقد خصص الدبلوماسي أمين المميز، كل بلد عمل فيه بكتاب يعبر فيه عن وجهة نظره، ويوم عمل في القنصلية العراقية بلندن، خرج بحصيلة أودعها كتابه الموسوم بـ(الانكليز كما عرفتهم) ويوم نقل للعمل في السفارة العراقية بواشنطن) ومن ثم في ضمن البعثة الدبلوماسية في المنظمة الدولية بنيويورك فقد ترجم حياته وعمله هناك بكتاب اسماه (أمريكا كما رأيتها). وكتابه (المملكة العربية السعودية كما عرفتها).
لعل أهم كتبه التي ستقبى ذكراه حيةً في عقول العراقيين، والبغداديين خاصة كتابه الذي أوقفه للحديث عن مدينته التي أحب وشغف بها حباً وهو البغدادي الأصيل القديم، ابن محلة الدنكجية، التي أتت عليها يد العمران، وأتت على رحمها، ولم يبقى سوى اسمها، اقول: لقد استأثر كتابه المهم (بغداد كما عرفتها) الصادر ببغداد سنة 1985 وبالمعجم الموسوعي والمزين بالصور الوثائقية، وكان فيه كاشفا للكثير المسكوت عنه، الامر الذي دفع بالجهات المختصة الى استلال صفحات عدة.
لقد استأثر كتابه هذا باهتمام القراء والباحثين، ومازالت في الذاكرة الدراسة التي كتبها عنه الباحث المدقق الاستاذ عبد الحميد الرشودي، فضلاً عن دراسة الباحث الذي غادرنا خالد محسن اسماعيل ومازالت في الذاكرة دراسته اللغوية الرصينة وكتاب المذكرات مولعون بهذه المرحلة العمرية (الثمانون) ولله در الباحث المميز، فهو ما ترك صغيرة ولا كبيرة تخصه، أو ما كتب عنه الا احصاها، وما أحصاها فقط، بل تولى نشرها واذاعتها بين الناس، هذا البغدادي العريق الاصيل المولود – كما يقول في حديثه للباحث حميد المطبعي – في سنة المشروطية، أي سنة اعلان الدستور العثماني سنة 1907.
المميز البغدادي الذي قرأنا العديد من كتاباته، كان له حقل اسبوعي بجريدة (الجمهورية) في التسعينات الماضيات وقد زينته صورته معتمراً السدارة الفيصلية، التي اختارها ملك العراق الاول فيصل بن الحسين، غطاءً لرؤوس العراقيين من سكنة المدن، بعد اطراحه الطربوش العثماني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

ضياء العزاوي يحصد جائزة نوابغ العرب

تحدث عن إنجازاته خلال عام.. أحمد نجم فنان شاب أعاد الحياة للمسرح الواسطي

انتِ وطن.. مشروع لمعالجة قضايا النساء في أم الربيعين

المنتدى الثقافي العربي ضيف الفنانة بان الحلي

مسيحيو نينوى يحتفلون بالعيد المجيد.. صوت الأجراسوشجرة الميلاد تعودان إلى كنائس أم الربيعين

مقالات ذات صلة

مسيحيو نينوى يحتفلون بالعيد المجيد.. صوت الأجراسوشجرة الميلاد تعودان إلى كنائس أم الربيعين

مسيحيو نينوى يحتفلون بالعيد المجيد.. صوت الأجراسوشجرة الميلاد تعودان إلى كنائس أم الربيعين

الموصل/سيف الدين العبيدي صدحت كنائس نينوى بصوت الاجراس والقداديس خصوصاً في قضاءي الموصل والحمدانية لمناسبة عيد الميلاد المجيد، بعد ان غاب عن المدينة العام الماضي بسبب واقعة قاعة الزفاف، ام الربيعين شهدت اقامة قداسين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram