TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الفاتيكان..دولة داخل دولة أخرى..ورعاياها أكثر من مليار نسمة

الفاتيكان..دولة داخل دولة أخرى..ورعاياها أكثر من مليار نسمة

نشر في: 18 أكتوبر, 2010: 05:29 م

 أعد الملف / جمال القيسي الفاتيكان قبلة المسيحيين الكاثوليك في أرجاء المعمورة.. دولة بمواصفات خاصة، فهي واحدة من ثلاث دول في العالم  التي تعتبر محتواة في دولة أخرى، أي أنها لا تملك أي حدود برية أو بحرية مع سواها، وإلى جانب الفاتيكان فهناك سان مارينو المحتواة في إيطاليا أيضًا، وليسوتو المحتواة ضمن جنوب أفريقيا؛ 
والفاتيكان هي الدولة الوحيدة أيضاً التي لا وجود لشرطة حدود على حدودها، للتدقيق في هوية الداخلين والخارجين؛ مثلما هي ايضا  الدولة الوحيدة التي يحتل بناء واحد فيها أكثـر من نصف مساحة الدولة، إذ تغطي كاتدرائية القديس بطرس بمساحة 0.23 كم2 أكثـر من نصف مساحة الفاتيكان البالغة 0.44 كم2.المدى في هذا الملف تقلب صفحات من تاريخ هذه الدولة التي تعد من أصغر دول العالم، محاولة التعريف بها  بوصفها ذات مكانة دينية كبيرة ولها حضور لافت دولياً.. صفحات فيها الكثير من المعلومات عن كيانها واقتصادها وأبرز معالمها وأشياء أخرى متنوعة.rnهل هي أصغر دولة في العالم؟ يعترض كثيرون على الطروحات  التي تقول أن الفاتيكان هي أصغر دولة في العالم، ويذهب المعترضون  الى  أن إمارة موناكو هي أصغر دولة في العالم ويؤيدون رأيهم بالاسباب القانونية التي تؤكد أن تحليل الشخصية القانونية الدولية لدولة الفاتيكان القائمة اليوم داخل مسطح كيلو متر مربع من مدينة روما العاصمة الإيطالية يقتضي منا هنا التمييز بين مراحل ثلاثة في تطور تلك الشخصية الدولية. أ ــ الدولة البابوية المستوفية لعناصر الدولة من العصور الوسطى حتى عام 1870. أنه من المعلوم أنه منذ أن صارت المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية حين أصدار الإمبراطور قسطنطين – في 313 ميلادية – قانون ميلانو الشهير، أخذت القوى السياسية لبابا الكنيسة الكاثوليكية في الاطراد المستمر داخل المجتمع الدولي الأوروبي المسيحي جنباً إلى جنب مع سلطاته الروحية التي صارت إلى التعاظم، وبصفة خاصة منذ مجمع القسطنطينية الذي ضمن سمو بابا روما على غيره من أساقفة العالم. غير أن تلك الدولة الدينية الإقليمية مترامية الأطراف للبابا، من المعلوم، أن حدودها ما لبثت – أيضا – إثر ذلك إلى الانحسار المطرد التدريجي الحاد منذ القرن الرابع عشر، في أعقاب انهيار نظام الإقطاع الأوروبي وما لحقها من اندلاع الانقلاب الديني إذ رتبت تلك العوامل مجتمعة أن تقلص إقليم الدولة البابوية إثر ذلك إلى مدينة روما وحدها.ب – استكمال الوحدة الإيطالية في 1870، وما استتبعه من صيرورة روما عاصمة الدولة الموحدة ومن صدور لقانون الضمان:بل والواقع ان سلطان البابا السياسي على روما وحدها ما لبث ان ولى هو الآخر حين اندحار البابا بيوس التاسع، أمام القوات الظافرة للملك فيكتور عمانويل الذي أرسى دعائم المملكة الإيطالية الموحدة، وعاصمتها روما ذاتها. وما لبث ذلك الأخير أن أصدر إثر ذلك، قانون الضمان الشهير الذي كان من شأنه أن انسلخت روما ذاتها عن السلطان السياسي للبابا وإلى الخضوع من ثم إلى الاختصاص الإقليمي الاستشاري للدولة الإيطالية الموحدة، وقد رتب، في واقع الأمر، ذلك الوضع الأخير أن زالت في تلقائية، بالإرادة المنفردة للسلطات الإيطالية الدولة البابوية ذاتها.جـ – مآل  الشخصية القانونية الدولية للدولة البابوية منذ إبرام اتفاقات لاتران في 1929،والواقع أنه كان إثر ذلك من شأن بدء تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة الإيطالية والبابا بيوس الحادي عشر، في ظل حكومة موسوليني، أن صار الجانبان إلى إبرام اتفاقات لاتران الشهيرة، تلك الاتفاقات يعنينا منها هنا، بصفة خاصة، اتفاق لاتران السياسي، والحقيقة أن الاتفاق الذي آل إليه تأكيد أحكام قانون الضمان كفل، على الرغم من ذلك، " ملكية " الدولة البابوية للمقر البابوي وصار من جانب آخر، إلى ضمان إيطاليا ذاتها لـ " سيادة " تلك الدولة، والحقيقة أن تلك الأحكام الأخيرة أثارت – ولا شك – الجدل داخل الفقه الدولي، وبصفة خاصة في شأن مدى صيرورة ذلك الاتفاق هنا إلى " بعث " الشخصية القانونية الدولية للكنيسة الكاثولية إثر ما لحقها من نقض بمقتضى قانون الضمان. والواقع أن الفقه الدولي صار هنا، على الرغم من ذلك، - وبالاتفاق – إلى التأكيد على أن الاعتراف الإيطالي بالسيادة البابوية بموجب اتفاق لاتران لم يصر البتة هنا إلا على الصعيد " الروحي " الخالص. إذ أن سلطان البابا هنا لم يصر البتة، في ظل ذلك الاتفاق، إلى التمخض عن أية اختصاصات إقليمية سيادية داخل المقر البابوي وداخل كنيسة القديس بطرس، ما دام تلك الاختصاصات قد صيرها صراحة ذلك الاتفاق وهو الوضع الذي يجعلنا نؤكد من ثم أن الدولة البابوية – صاحبة مساحة الكيلو متر المربع الواحد – لا تعد، بأي حال، دولة بالمعنى القانوني لذلك الاصطلاح.و أخيراً الوضع الذى يجعلنا نؤكد أن الدولة البابوية صاحبة مساحة الكيلو متر مربع لا تعد بأي حال من الأحوال دولة بالمعنى القانوني لذلك الاصطلاح، بالنظر إلى عدم ارتكازها إلى أي من العناصر الداخلية ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram