TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المعماري د.خالدالسلطاني:اشعر بالأسى العميق لما تتعرض له نماذج العمارةالعراقيةمن إهمال

المعماري د.خالدالسلطاني:اشعر بالأسى العميق لما تتعرض له نماذج العمارةالعراقيةمن إهمال

نشر في: 18 أكتوبر, 2010: 06:52 م

 أجرى الحوار: علاء المفرجي ثمة انحسار في الثقافة المعمارية، وهذا الانحسار فاجع حقاً،انه انعكاس لما يحدث في الخطاب الثقافي بصورة عامة. ان غياب النكهة المحلية في المشاريع المصممة، واعتقد ان حضور تلك النكهة، او غيابها، رهن بمقاربة المعمار المصمم، وخياراته الحرة في اصطفاء اتجاهه المهني. هذا مايراه المهندس المعماري والباحث في شؤون العمارة الدكتور خالد السلطاني في الحوار الذي اجرته معه المدى.
 ذكرت في كتابك (عمارة ومعماريون)، إن العمارة هي نتاج امتزاج العلم والفن.. نتساءل عن تصورك للمفهوم، بوصفه يـتأرجح بين تقنية العلم وآفاق المخيلة الإنسانية.- نعم هذا صحيح، العمارة ناتج امتزاج العلم والفن. من هنا  تتبدى فرادة هذا الجنس الابداعي وصعوبته في آن، فهو وان اعتمد على العلم ومبادئه الواضحة والثابتة من جانب، لكنه ايضا يتكئ على المخيلة الواسعة التى يتيحها الفن، وهذا الامتزاج غير العادي في مفهوم العمارة، هو الذي يطبع العمارة بطابع خاص. ولهذا فانها تجمع ما لا يمكن جمعه. انها كما قلت مرة، " الصيف والشتاء على سطح واحد!". واعتقد ان هذه الخاصية التى تسم العمارة تجعل منها جنساً ابداعياً عابرا للتقصيات الواقعية والملموسة المشغول بها العلم، في الوقت الذي تجمح تصورات المخيلة الفنية وشرودها في عوالم متخيلة وغير واقعية. ولهذا فان المعمار الكف عليه الاطلاع على معارف متنوعة وعديدة، تتطلبها خصوصية المهنة التى نتحدث عنها. rn نبدأ من حيث ضرورة تكريس ثقافة معمارية، نجد إنها بانحسار رغم المنجز المعماري الواضح على يد مبدعي هذا الفن بمختلف أجيالهم وعلى مدى مراحل تاريخية مختلفة .. ما تعليقك على ذلك؟.- نعم، ثمة انحسار في الثقافة المعمارية. وهذا الانحسار فاجع حقاً. انه، يا صديقي، انعكاس لما يحدث في الخطاب الثقافي بصورة عامة. فغياب الطبقة الوسطى ومبدعيها، وتغييبهم القسري عن المشهد، هو الذي أفضى وسيفضي الى ذلك الانحسار المعيب، ليس في الشأن المعماري، وانما فيما يخص الهم الثقافي بعامة. وتأثير هذا الانحسار، (او عدم المبالاة، اذا شئت)، لهو تأثير مزدوج، فهو من ناحية، يقود الى افقار المنجز الثقافي بعدم الاكتراث به وبعدم متابعته، ومن ناحية أخرى، يتيح وجود مثل هذا الانحسار او عدم المبالاة، الى تمرير الرديء في المنتج المعماري، وعدم قراءته نقديا او تبيان قيمته السلبية. وبمرور الوقت، سيقصي الرديء من العمارة جيدها، تماماً، مثلما تشير المقولة الاقتصادية إلى "إن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة!". لقد عمل كثر من المعماريين العراقيين المجتهدين على غياب الاهتمام بمنجزهم. ولنا ان نتصور لو ان حركة نقدية جادة واكبت اعمالهم، لكانت تلك الأعمال اكثر بريقاً، وأعمق تأثيراً في الممارسة المعمارية المحلية. الممارسة التى حققت مع ذلك الانحسار النقدي، نجاحات مرموقة اجترحتها اجيال عديدة من المعماريين العراقيين. rn من هنا نرى انك تكاد تنفرد في هذا الميدان في توظيف معارفك بالعمارة من خلال بحوثك في خلق وعي وذائقة للجمهور في هذا الفن.. إلى أي مدى نحن بحاجة إلى إشاعة الوعي بأهمية وخطورة هذا الجنس المعرفي المهم.- شكرا على اهتمامك بما اكتب. والحقيقة فاني، ومعي كثر من الزملاء المهنيين المعنيين بالشأن المعماري، نحاول جهد الإمكان توسيع مدارات الاهتمام بالعمارة، فالعمارة، كما تعرف، متواجدة في جميع الأنشطة والفعاليات التى نجريها في الحياة. انها حاضرة في السكن، وفي فضاءات العمل، وفي مناطق الترويح، فضلا عن إننا نلتقي بها في الأبنية الصحية والثقافية والدينية الخ..؛ من هنا تنبع الأهمية العالية التى أراها في إدراك جمهور عريض لهذة الفعالية بجوانبها المتعددة.إن المعرفة بالعمارة وإمكانات نقدها من قبل مستغليها، يوفران مناخات صحية لتقييمها، وبالتالي تحسين أدائها، فضلا عن ان انتشار الوعي بالعمارة يثري ثقافة الإنسان، ويضيف إلى خزينه المعرفي دراية جديدة. وهذا هو ما كرست له جهدي المهني والشخصي. فانا ، كما تعرف، "معلم"، ومهنتي وواجبي يحتمان عليّ عدم اقتصار نشاطي على طلبة الجامعة، وإنما يحثاني على توسيع دائرة المتلقين. واعتقد بان ذلك لا يخرج كثيرا عن متطلبات مهنتي واهتماماتي. لكني، اعترف لك، باني، أساساً، محب للعمارة؛ ومهتم بقضاياها. كما ما زلت أؤمن بان نشر الثقافة المعمارية هو مشروعي المهني وحتى الشخصي،  وأسعى وراء تحقيقه بكل السبل المتاحة، ومن كل الأمكنة التى أتواجد بها. كما ما انفككت أثق بان شيوع الثقافة المعمارية، يغني الخطاب الثقافي، ويثري المهنة في آن واحد. rn كنت قد أشرت في ندوة لك مع عدد من المعماريين إلى ظاهرة تتمثل في الصمت الملازم للإبداعات والنتاجات المعمارية، إن كان في الأعمال الرديئة أو ذات القيمة العالية.. ما الذي ترمي إليه بالضبط؟-اعتقد ان جواب سؤالك هذا، يكمن جزء منه في اجابتي عن السؤال السابق. والصمت الذي اشرت اليه ازاء المنتج المعماري، ينتج عنه عدم اهتمام بما تحقق؛ سواء كان المتحقق عمارة رديئة ام ذات قيمة عالية. ففي كلا الحالين، علينا التنبيه الى ما يجري، قائلين كلمتنا فيه بموضوعية، ليتسنى تقويم العمل السلبي وحصره في مواقع محددة ومقننة، والاحتفاء بالايجابي والاتكاء عليه للسير قدماً

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram