 الموصل/ نوزت شمدين منذ ان اغلق الجسر الثالث في مدينة الموصل، وباقي جسور المدينة تتحمل عبء طوابير المركبات في مداخلها، حتى ان الكثير من المواطنين صاروا يتجنبون الخروج في الثامنة صباحا او العودة في الثانية ظهراً، لكي لايضطروا الى قضاء ساعة او يزيد بانتظار ان يفرغ الزحام في نقطة التفتيش التي تكون غالباً بسعة سيارة واحدة لا اكثر.
ونفى غانم محمد شيت، مدير طرق وجسور نينوى، ان تكون لمديريته اية صلاحية لاحالة العمل، أو التعاقد مع مقاولين، عدا الاعمال البسيطة، والتي هي اعمال صيانة طارئة لتصليح الحفر الخارجية فقط. وهذا ما دفع المديرية الى الاستعانة بمراجعها، وقد عاين خبراء وصلوا من بغداد الاضرار في الجسر الثالث، وجمعوا المعلومات وعادوا بها الى العاصمة، ليعدوا جدولاً بالاضرار، وبعد ذلك تم توجيه الدعوات المباشرة الى شركات المقاولات، لتجنب الدخول في فترات الاعلانات، لانها تستغرق فترات طويلة، كما يمكن ان يعاد الاعلان. وبالرغم من أن كوادر مديرية الطرق والجسور قامت بدورها في رصد التشققات التي تعاني منها اعمدة الجسر الثالث، وطلبت وقف حركة المرور عليه حرصا منها على سلامة المواطنين، غير ان الامر يحتاج الى تحديد فترة للغلق، حتى وان كانت قابلة للتجديد بحسب مواطنين التقت بهم المدى في بعض مداخل جسور الموصل. في المدخل الشمالي للجسر الخامس، كان على صابر هاشم ان يترجم علامات الاستياء التي على وجهه الى كلمات، فقال وهو يترجل من سيارته الفورد (أجرة): اقضي نحو ساعتين يوميا في الزحام، وينقبض قلبي كلما طلب مني زبون الانتقال الى الجهة الاخرى من المدينة، لانني سأقف في طابور يمشي بحسب مزاج الموجودين في نقطة التفتيش.  صابر يرى بأن نقاط التفتيش المقامة على الجسور، هي اكبر تهديد لها، وهو ما تسبب بالاضرار التي لحقت بالجسر الثالث، لان العشرات من الشاحنات كانت تقف عليه يومياً باوزانها الثقيلة، ولو تم التدقيق في باقي الجسور، فسنجد انها بحاجة جميعا الى الاصلاح، وبالنتيجة الى الغلق. قرب تقاطع المرور في حي الجوسق، على رأس الجسر الرابع، وجدنا عابد الياس، قد فتح غطاء محرك سيارته اوبل فكترا، ولم يكن مهتما بالمتر الذي سار به الطابور، واشار لسائق السيارة التي خلفه ان يتوقف عن تنبيهه لانه متر واحد فقط، ولايستحق كل هذا الضجيج. قال وهو يعيد غلق الغطاء بشيء من العنف، كنت اقف في طابور محطة وقود الغزلاني قبل ان اتي الى هنا، مكثت هناك 45 دقيقة، وانا هنا منذ نصف ساعة، وقبل ان ادخل بيتي ساحتاج الى ربع ساعة في نقطة التفتيش الخاصة بالحي، نحن نضيع اعمارنا في الانتظار دون جدوى. المهندس رافع زهير (قطاع خاص)، قال للمدى بان الحكومة المحلية في نينوى، اعلنت في وقت سابق عن مشروع لطريق حولي، يلف مدينة الموصل، مع جسر يطلق عليه (السادس) لكن دون ان تحدد موعدا لتنفيذه، وهذا امر طبيعي لان مشروعاً ضخماً مثل هذا يحتاج الى مدة غير محددة، أو سقف زمني تقريبي ربما يزيد أو ينقص بحسب سرعة العمل وتوفر الموارد اللازمة لتنفيذه كالأموال وباقي الامور الفنية،  غير ان عدم تحديد سقف زمني دقيق لتنفيذ اعمال صيانة الجسر الثالث الذي يدخل شهر غلقه الثالث، فانه امر لايمكن القبول به ابداً، وهو مؤشر على ان الوضع فيه خطير، ويتتطابق مع الشائعات التي تقول بانه يوشك على الانهيار، ولا أمل في اجراء اية تصليحات عليه، واضاف المهندس: نحن مهددون بانهيار الكثير من الأشياء حولنا في الموصل، فالتقارير الدولية الامريكية منها تحديداً، تحدثت عن قرب انهيار سد الموصل، وتقارير محلية عديدة، تحدثت عن انهيار وشيك لمنارة الحدباء الاثرية في الجامع الكبير او ما تشتهر بمنارة الحدباء. والان نحن امام شائعات لا يردها نفي حقيقي من جهة رسمية في ان الجسر الثالث سينهار، والمشكلة ان الشائعات التي يتناقلها الشارع حالياً، تتحدث عن انهيارات محتلمة لباقي الجسور في الموصل، وعلى رأسها الجسر العتيق، الذي تجاوز عمره المئة عام.