اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > (قهوة سادة)... كتاب يبشّر بالحرية والحب والحياة ودهشة التفاصيل فـي بيروت

(قهوة سادة)... كتاب يبشّر بالحرية والحب والحياة ودهشة التفاصيل فـي بيروت

نشر في: 19 أكتوبر, 2010: 04:51 م

مازن لطيف"قهوة سادة" هو كتاب جديد للشاعر والإعلامي زاهي وهبي، يتناول أحوال المقهى البيروتي من وجهة نظر تحليلية/ نقدية، انطلاقا من معايشة المؤلف اليومية للمقهى على امتداد ربع قرن من المياومة في مقاهي المدينة المطلة على "شارعها"
 المكتظ دائما بأحداث وتحولات، العامر بأنواع وضروبِ من النقاشات والسجالات التي تتجلى بوجوه مختلفة تبدأ بجلسة حوار إلى فنجان قهوة صباحي على رصيف شارع الحمرا. في مقدمة الكتاب التي قامت بتقديمه رابعة الزيات كتبت ان علاقة زاهي وهبي بالمقهى علاقة المثقف بالمكان  الذي يجمع في آن واحد سحر الاختباء وغواية الظهور .. توق الشاعر إلى الوحدة الداخلية وإنجذاب الإعلامي للضوء.. المقهى بالنسبة لزاهي ليس مكاناً لتبديد الوقت وقتل الملل أو مكاناً للنميمة والقيل والقال، إنما مكان للتأمل والانتاج والتفكير، مكان للعبور إلى الداخل الجواني، وسط الضجيج وطقطقة فناجين القهوة والشاي وحركة الناس والنادلات والندلاء وابتساماتهم التي تشي بالدفء والحماسة..يرى وهبي ان الصلة الوثيقة بين القهى والمدينة وما يدور فيها، ليست طارئة أو مستجدة، عمرها من عمر المقهى نفسه، كم من مقهى ارتبط اسمه بسياسي ما أو شاعر ما أو جماعة ما . ليس الآن، بل منذ اربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، حيث لا يزال لأسماء ومقاهي  تلك الحقبة رنين خاص وصولاً إلى الستنينات والسبيعنيات من ذلك القرن،  وما شهده من تحولات طالت البنى الاجتماعية  والسياسية، ومع تلك التحولات ذبلت أمكنة  واخضّرت اخرى ، لم يبقَ من عناوين تلك الايام وما أعقبها إلا الأسماء لمقاهِ ومطاعم كانت علامات زمانها: الباريزيانا، اللاروندا، الحاج داوود، فلسطين، البحرين، فيصل، كوكب الشرق، النجار، القزاز، فاروق، الروكسي، الهورس شو، الأنكل سام.. وسواها من أمكنة  كانت عامرة بالأنس والجان، أنس التلاقي والحوار وجان الأفكار والإبداع . ويرى وهبي ان مقاهي بيروت كائنات حية تعيش اقدارها ومصائرها، تُعاند حيناً، تستلم أحياناً، يمضي بعضها الى قدره المكتوب، ويجدد البعض الاخر شبابه وهندامه محاولاً مجاراة الأيام، فحال المقهى من حال المدينة، وما يجري ويدور على الطاولات وفيما بينها، انعكاس حي لما يدور هناك في المقهى الأوسع المسمى حياةَ يومية.. عند الحديث عن المدينة، يحضر المقهى تلقائياً كما يرى وهبي، فلا مدينة بلا مقهى، المدينة بدون هذا ناقصة، ليست مدينة، مثلما لا مدينة بلا مسرح او سينما أو موسيقى أو شعر او رسم أو موضة او عطر، ميزة المقهى البيروتي انه يتسع ليكون مطرحاً لكل الإبداعات المذكورة، فكم من القصائد كتبت في المقهى، على الطاولات أو في المخيلة، كم من الروايات ومن المسرح والتشكيل والتجارب ولدت في المقهى، فالمقهى مساحة حرية، فلا حسيب ولا رقيب، تُبسط الآراء والأفكار والمواقف على الطالات التي تتسع لكل الأضداد والتناقضات. في المدينة لا بدّ أن تذهب الى المقهى، أي مقهى. تذهب، ثم تعيد الكرة. وتذهب مجدداً، وتعيد ثانية، ثم سريعاً، يتحوّل الأمر نوعاً من الإدمان، نوعاً من العادة التي كأنها قديمة وغير طارئة وغير مستجدة. وكأن المكان هنا حيث الكرسي والطاولة والفنجان والمنفضة والنادل والرواد وحركة الشارع خارجاً خلاصة لأمكنة كثيرة عرفها زاهي وهبي من قبل وتردد عليها والفها وأدمنها ويذكر وهبي انه لا يمكن ان يعرف المدينة اذا لم يعرف مقاهيها .قهوة سادة هو كتاب حب لبيروت ومرآة لها، هو دعوة للحياة مقابل دعوات الموت الكثيرة، فموت المقهى هو موت المدينة، فلا مدينة بدون مقهى، ولا مقهى بدون مبدعين وشعراء يجيدون الحياة وأنسنة الأمكنة ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram