TOP

جريدة المدى > شباب وجامعات > بعد عبور القطار ..."شياب " لشباب: لتلك الأسباب لم نتزوج!

بعد عبور القطار ..."شياب " لشباب: لتلك الأسباب لم نتزوج!

نشر في: 1 ديسمبر, 2012: 08:00 م


تمر المحطات واحدة تلو الأخرى، خالية من رفيقة تؤنس الوحشة وتطرد هواجس الأيام، وتنتهي الرحلة لدى البعض عند محطة الكهولة واليأس. ورغم التحسن الكبير في الرواتب وأجور العمل إلا أن المشكلة الاقتصادية وأزمة السكن ما زالتا عائقاً يصعب اجتيازه في طريق الزواج، وما زال الكثير من الشباب والشابات يعانون من العزوبية والعنوسة لسببين أساسيين هما المال والسكن.
عادل علي (48 سنة) غادر مرحلة الشباب وحيدا منذ عدة سنوات ليسجل حضوره في مرحلة الكهولة للسنة الثامنة على التوالي ويعلن استسلامه النهائي للعزوبية للمرة الثامنة والأربعين، وهو بلا عمل أو وظيفة تؤمن له ضروريات الحياة والمتطلبات اليومية وهو لا يملك ثمن (علب) السكائر التي تحالفت مع الإحباط على استهلاك صحته.
يقول: في شبابي وفرت من المال ما يؤهلني للزواج وامتلاك بيت خاص بي والاستقلال عن العائلة من جميع النواحي حيث كان الوضع الاقتصادي العام والخاص جيدا في ثمانينيات القرن الماضي، لكن الحرب العراقية الإيرانية وقلق الموت أو الإعاقة كانا يمنعاني من الارتباط بفتاة قد تترمل بعد فترة او تتورط بزوج معاق جسديا ونفسيا كما لم ارغب أن اترك خلفي اطفالاً لا ذنب لهم في التيتم. وبعد انتهاء الحرب وخروجي منها سالما والحمد لله وبمبلغ جيد وفرته من الراتب آنذاك لم يكن لدي ما يعيقني عن الزواج سوى شقيقيّ اللذين لم يتزوجا بعد أيضا بسبب الحرب.
تأخر زواج الأخ الأكبر حتى نهاية الثمانينيات وبعده مباشرة أخذتنا حرب الخليج الثانية في دوامتها وبعد انتهائها واستقرار الأوضاع تزوج أخي الثاني بعد عامين من الحرب، كنت حينها اعتمد على المدخرات التي أخذت تتناقص شيئاً فشيئاً، وفي أواسط التسعينيات أفلست تماما وبدأت البحث عن عمل في وقت كان العثور على عمل ضربا من الخيال أما الوظيفة فراتبها لا يكفي لأجور النقل، ما جعل موضوع الزواج نوعاً من الترف.
وبعد احتلال العراق كنت وما زلت مفلساً بكل ما تحمله الكلمة من معنى بالإضافة إلى عمري الذي قارب الخمسين والمحاولات الكثيرة الفاشلة في العثور على زوجة كل هذا جعلني استسلم لقدري واشطب موضوع الزواج نهائيا، خصوصا بعد وفاة والدتي إذ أصبحت بمثابة الأم والأب لأشقائي، فانا الآن مسؤول عن إدارة شؤون المنزل من طبخ وتنظيف وتسوق وتجهيز الوقود وغير ذلك، إخوتي خصصوا لي مبلغاً اسبوعياً لتوفير المستلزمات المنزلية والغذائية بالإضافة الى مبلغ متواضع لي لتأمين احتياجاتي الخاصة من السكائر وغيرها.
وعن المؤهلات التي رميت على رفوف الحلم حدثنا مرتضى حامد في السادسة والثلاثين من عمره وما زال ينتظر الفرصة التي تجعله يفكر بجدية في البحث عن زوجة تشاركه حياته.
يقول مرتضى: ليست لدي مشكلة في السكن حيث بيتنا كبير وبإمكاني استغلال الطابق الأعلى كبيت متكامل خاص بي فجميع أفراد الاسرة متزوجون سوى أخت تصغرني بعدة سنوات في طريقها إلى الزواج.
 أبي وأمي مسنان ووضعهما الصحي لا يساعدهما على البقاء لفترة طويلة حيث جاوزا السبعين من العمر، بالإضافة الى انهما ليسا من النوع الذي يتسبب بإثارة المشاكل.
مشكلتي هي العمل، في العهد السابق، كانت لدي ورشة لتصميم ونصب لوحات السيطرة بجميع أحجامها كما تعاملت مع الأجهزة الالكترونية المرتبطة بتلك اللوحات وغيرها من الأجهزة التي يحتاجها السوق واستطعت تصنيع وتحوير الكثير من الأجهزة الالكترونية المهمة واستمر عمل الورشة بعد احتلال العراق بشكل جيد ما وفر لي مبلغاً جيداً من المال، لكن بعد أن فتح العراق أبوابه للاستيراد بدأ الطلب على ما اصنعه يقل والكساد اخذ يغلق المحال والمكاتب والورش شيئا فشيئا، حتى أصبح النشاط التجاري والصناعي محصوراً بأشخاص معدودين متنفذين في السوق ومرتبطين بعلاقات عائلية او اجتماعية او نفعية مع بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية، كل ذلك اثر سلبا على عملنا والسوق عامة ودفعني لغلق ورشتي والبحث عن عمل او وظيفة لكن من دون جدوى. وبالتالي فالبحث عن زوجة بالنسبة لي هو أشبه بالبحث من مصدر لاهانة نفسي، لذا قررت أن احتفظ بما تبقى من كرامتي وإلغاء موضوع الزواج نهائيا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

متابعة..بغداد حلم وردي يعيد الفنانة هند كامل

متابعة..بغداد حلم وردي يعيد الفنانة هند كامل

 باشرت دائرة السينما والمسرح انتاج الفيلم الروائي الطويل (بغداد حلم وردي) تأليف الروائية ميسلون هادي وسيناريو وإخراج فيصل الياسري كمحاولة جادة للنهوض من جديد بواقع السينما العراقية.تتمحور قصة فيلم (بغداد حلم وردي)، حول العنف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram