سانتياغو/دانييلا استرادا/ آي بي إسما هي كمية المياه المستخدمة لإنتاج كيلوغرام واحد من العنب أو من الأرز أو حتى فنجان قهوة واحد؟ هذا هو ما تسعي شيلي لمعرفته قبل نهاية هذا العام من خلال قياس "البصمة المائية" لمنتجاتها، خاصة التصديرية منها.
تُعّرف البصمة المائية بأنها كمية المياه العذبة المستخدمة في إنتاج السلع وتوفير الخدمات، ويمكن قياسها إما حسب كل سلعة أو كل شركة منتجة، أو حتى كل دولة. وصرح رودريغو أسيفيدو، مدير إدارة الصناعات الزراعية في"مؤسسة شيلي" المعنية بوضع مؤشرات قياس المياه المستخدمة لإنتاج السلع وللخدمات، أن الغاية من عملية قياس البصمة المائية هي حمل الشركات على إعادة النظر في إدارة الموارد المائية. وشرح أن عملية القياس هذه تمثل "نقلة نوعية" من شأنها أن تجبر الشركات على النظر في آثار إستهلاك المياه على إستدامة مستجمعات المياه، بل وحتى على مستقبل مشاريعها الخاصة بها. ويذكر أن "شبكة البصمة المائية" (Water Footprint Network) غير الربحية ومقرها في هولندا، وهي الرائدة في مجال تحديد معايير "البصمة المائية"، قد قاست كمية المياه المستخدمة لإنتاج كمية البن اللازمة لإعداد فنجان واحد من القهوة بما يعادل 140 لترا من المياه، وكيلو الأرز الواحد بحوالي 3000 لتر. لكنه خلافا لعملية قياس "بصمة الكربون" في العالم، أي كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تبعثها في الغلاف الجوي كل من السلع والمنتجات والأشخاص أو الشركات، فليس من السهل قياس إستهلاك المياه أو مقارنته لأن هذه العملية تتطلب ديناميكية معقدة وتنطوي على تداعيات محلية محددة. هذا وتعتمد عملية قياس المياه المستهلكة لإنتاج السلع على ثلاثة أنواع من البصمات المائية: البصمة الخضراء، أي حصة هطول الأمطار في الإستهلاك المائي، والبصمة الزرقاء، أي كمية المياه السطحية والجوفية المستخرجة والمستخدمة، والبصمة الرمادية التي تشمل التلوث الناجم عن عملية الإنتاج. ويشار إلى أن "مؤسسة شيلي" هي واحدة من شركاء "شبكة البصمة المائية" في البلاد، إلى جانب جامعة شيلي ومكتب الاستشارات "الحلول الخضراء"، وشركات إنتاج النبيذكونتشا إي تورو، ودي مارتينو وإيراثورسث. ويذكر أن مؤسسة شيلي قد أنشأتها شركة "آي تي تي" الأمريكية المتخصصة في مشاريع المياه والصرف الصحي والأسلحة وتكنولوجيا الأقمار الصناعية والنقل، بالإشتراك مع الدولة الشيلية وشركات مناجم النحاس "إسكونديدا" التي تملكها مجموعة التعدين والنفط الاسترالية-البريطانية "بي اتش بي بيليتون". rnوتتولي مؤسسة شيلي حاليا قياس البصمة المائية للمنتجات والشركات، وخاصة في منطقة أتاكاما شمال البلاد، وهي المنطقة شبه الصحراوية التي تعاني من شحة المياه وتتكثف فيها مشاريع التعدين والزراعة التصديرية الكبيرة. هذا ومن المقرر الإنتهاء في ديسمبر المقبل من وضع نتائج ستة مشاريع زراعية في أحواض نهري كوبيابو و هواسكو، في منظمة أتاكاما، وهي المشاريع المنتجة للعنب والأفوكادو والخضراوات والزيتون. كما تتولي مؤسسة شيلي إستخدام بعض هذه البيانات لقياس البصمة المائية لحوض نهر هواسكو، لوضع خريطة شاملة كاملة تشمل للمرة الأولى على الإطلاق تأثير التعدين على المياه. أما عن فوائد قياس البصمة المائية، فقد صرحت أولريك برشيك، مديرة إدارة المياه والبيئة بمؤسسة شيلي قائلة، أن البصمة المائية يمكن أن تصبح أداة للإدارة في القطاعين العام والخاص، لا سيما على ضوء النزاعات العديدة التي اندلعت في السنوات الأخيرة بسبب تلوث المجاري المائية، وتضارب مصالح قطاعات التعدين والصحة والزراعة والطاقة الكهرمائية.
فنجان قهوة يحتاج 140 لترا من الماء وكيلو أرز 3000 لتر
نشر في: 20 أكتوبر, 2010: 05:25 م