جيراننا أهل النفط!
بشّر السيد حسين شهرستاني اليوم شعبه بأن إنتاجهم من النفط بلغ ثلاثة ملايين وأربعمئة ألف برميل يومياً، أي ان انتاج دولة شهرستاني من الزفت الأسود ازداد بمليون برميل عما كان عليه في مثل هذا الوقت من العام الماضي.
وبعد سنتين فقط "يقول شهرستاني نفسه" سيبلغ إنتاج دولته من النفط خمسة ملايين برميل يومياً، وفي عام 2020 ستصبح موازنة حكومة المالكي "فهو باقٍ بإذن الله وأهل البيت" 500 مليار دولار أي نصف تريليون دولار، أي بالضبط بمقدار ما سرقه الجماعة منذ 2003.
البشرى سارة طبعاً، لكني لا أعرف لماذا استقبلتُ الخبر كما أستقبل خبر زفافٍ مطرب مشهور أحبّ أغانيه من مطربة حسناء أحبّها هي الأخرى، ليس لي من خبر الزفاف إلا الفرح للعروسين وتمنياتي لهما بالموفقية مع حسدٍ خفيف وحسرة!
فذلك زفاف لن يكون لي فيه نصيب، وهذا نفط لن يكون لي فيه لا أنا ولا أحد من ابناء شعبي نصيب أيضاً، انه ملك للجماعة إياهم، الذين نهبوا نصف تريليون دولار ويمنّون أنفسهم بالبقاء إلى يومٍ تصبح الموازنة فيه نصف تريليون في سنة واحدة.
صدقوني استقبلت الخبر كما استقبلت خبر بناء الإمارات لبرج خليفة، بإعجاب لكنْ بأمنية مستحيلة أن يكون هذا البرج في بغداد أو البصرة.
قلت لصاحبي: زاد إنتاج دولة شهرستاني من النفط؟ قال: عظيم، لكنهم سيسرقونه أيضاً؟ فقلت له: ومالنا وإياهم، البلاد بلادهم والمال مالهم، والجماعة إبل جائعة في مراعٍ ممرعة تخضم مال الناس خضماً، وشعبهم يحبهم، يعبدون هذه الطواطم، يعبدون هذه الحيوانات المقدسة.
لا يمرّ أسبوع إلا ويزفّ شهرستاني لشعبه خبر زيادة كبرى في إنتاجهم من نفطهم، ربما لإغاظتنا نحن العراقيين الذين لا نفط لنا، فهو وزير نفط في بلد نفطيّ ونحن ـ العراقيين المساكين ـ نسكن في وادٍ غير ذي نفط.
دولة شهرستاني التي هي دولة مالكي وعلاوي وهاشمي وسواهم من المبجلين تملك ثاني أكبر احتياطي نفط في العالم، والأموال التي تأتيهم تكفي لتجعل دولتهم مثار حسد الإمارات وإغاظة الدول الصناعية الكبرى، فنفطهم يكفيهم ليعيش شعبهم برفاهية لكنهم جعلوا الرفاهية لشخوصهم المقدسة فقط تاركين شعبهم في العراء.
لكنْ ما شأننا نحن؟ شعبهم حرّ في أن يثور عليهم أو يصبر، أو حتى أن يكون جباناً ويتحملهم إلى الأبد، لا نريد أن نتدخل في الشؤون الداخلية لشعب شهرستاني ومالكي، فنحن العراقيين تكفينا مآسينا، يكفي أننا بلا نفط، نعيش في الصحراء بلا ماء ولا كهرباء ونرى جيراننا "دولة شهرستاني ومالكي وعلاوي" يلعبون بالنفط لعباً .. اللهم لا حسد!
ربما على أبناء شعبي العراقيين أن يتوسلوا دولة شهرستاني ومالكي في أن يمنحونا بعض النفط، او يشملونا ببرنامج البترودولار، أو يتصدقوا علينا ببعض الفائض من زيادة الأسعار في النفط، فللجار حق على الجار، وربكم الذي تعبدون أوصى بسابع جار، ونحن العراقيين جيرانكم يا أهل النفط .. فأغيثونا أغاثكم الله!
جميع التعليقات 1
عادل
بوركت يااحمد فنحن ناكل الفتات وهم يتصدقون علينا برواتب لاتكفي خمسةايام من الشهرونحلم بكهرباء مستقره وامان لااحد يعرف متى نحصل عليه مع ان قواتنا الامنيه تجاوزت المليون ويستهلكون 14مليار من الموازنه.انا اظن اننا سناخذ صبرنا الى قبورنا.