عن:نيويورك تايمزظلت الكفل البلدة الصغيرة التي تظللها اشجار النخيل على منحنى نهر الفرات مكانا مقدسا لعدة قرون بالنسبة لليهود والمسلمين او كلاهما على الاقل في فترات السلام او "عهد الديمقراطية القديمة" كما يقول رئيس شرطتها. لقد كانت الكفل ذات مرة مدينة بابلية ظلت على قيد الحياة على الرغم من عصور الكوارث الطبيعية والحروب منفى ورحيلا فقد شهدت سقوط الامبراطوريات والخراب مثلما يجري الآن،
انها تجسد طبقات ماضي العراق الغني والذي سيكون مستقبله ايضا اذا توقف قادة العراق الجدد عن النزاع عليه وعلى اختلافاته الدينية. في مركز البلدة يقع قبر النبي حزقيال المذكور في التوراة والذي كان واعظا لليهود وتم اسره في فترة حكم نبوخذ نصر في القرن السادس قبل الميلاد وفي مكان ما طبقا للتقاليد الدينية يقال انه رأى الرب.لكن زعماء البلدة والمحافظة يبدو الآن اكثر دنيوية فبالنسبة للسياحة الوضع في العراق غير مستقر لحد الان والبلدة متربة ومليئة بالنفايات كما انها تفقد الى اي فندق فيها. مع ذلك يحلم زعماء البلدة في ان يتدفق زوار من مختلف المعتقدات الى الكفل، من المسلمين والمسيحيين وحتى من اليهود الذين عاشوا وتعبدوا هناك حتى مغادرة آخر عائلة البلاد عام 1951 بسبب مشكلة فلسطين وهو الامر الذي جعل الضريح منسيا والذي يتميز بقبته الاسلامية المخروطية التي يعود بناؤها الى القرن الرابع عشر. هناك نقاش يدور حول العراق ككل وهو يخرج من زمن الديكتاتورية والحروب وهو نقاش حول التنافس بين الاهداف الاثارية بين حفظها كأثر تاريخي والتطويرات الحديثة عليها، بين الايمان المتعدد وزيادة المد الاسلامي، يقول قيس حسين رشيد مدير الاثار والتراث "نحن يمكن ان نثبت للعالم كله بان هذا المكان هو احد الاماكن الثقافية التي تروج للحضارة والسلام والتعايش السلمي بين الناس". خلال أواخر العام الماضي بدأت دائرة الاثار والتراث مشروعا لتجديد المركز القديم لبلدة الكفل ولأجل الحصول على دخل طلبت البلدة اعتبارها جزءاً من التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو مما يضمها الى ثلاثة اماكن أخرى في العراق هي الحضر وسامراء وآشور. ويتضمن التصميم التاريخي الجديد ليس قبر النبي حزقيال والكنائس التي حوله فحسب بل ايضا هناك مئذنة مائلة ثمينة تعود الى القرن الرابع عشر لمسجد مهدم منذ فترة طويلة وسوق على شكل حرف T بني عام 1800 ايام الامبراطورية العثمانية حينما عاش المسلمون واليهود بشكل مسالم نسبيا ان لم يكن بانسجام. كل تلك المواقع هي من ضمن خطة اعادة تطوير الكفل التي مازالت قيد النظر والجدال بشكل جدي، كانت هناك نسخة من خطة التطوير على حائط مكتب رئيس البلدية وهي تصور فنادق حديثة ومطاعم ومحال ودكاكين ومتنزهات واماكن وقوف السيارات وحتى محطة لأنطلاق المراكب في شاطئ الفرات عام 2030.يقول رئيس البلدية خالد عبيد حمزة "نحن نتمنى ان كل من يزور العراق ياتي الى بلدة الكفل" فطموحاته كبيرة كالمدينة الماليزية التي استشهد بها حينما سئل عن المهم في مثل هذه الخطط. ان خطة اعادة الاعمار تلك تواجه بالشك من قبل سكان بلدة الكفل بما فيهم الخياطون واصحاب المطاعم الذين يعملون في السوق وخلال نهاية الشهر الأخير قام السكان بالاحتجاج خوفا من ان تكون خطة الاعمار تجبرهم على الخروج من البلدة، يقول باقر مالك علي وهو خباز "لو كان هذا الامر جيدا لعملي لكنه في ذات الوقت يؤذي الاخرين فلن اقبله "مرددا مشاكل العراقيين المألوفة قائلا" اتمنى ان يبدأوا اولا باصلاح الكهرباء والماء والمجاري. وكانت تقارير اخبارية قد رددت في وقت مبكر من هذا العام ان المشروع يهدف الى تحويل ضريح النبي حزقيال الى مسجد وازالة التفاصيل المعمارية مثل النقوش العبرية وهو الامر الذي اثار غضب اسرائيل لكن في ما بعد تبين ان تلك التقارير كانت خاطئة فقد بقيت النقوش في نفس اماكنها وكذلك الحواجز الخشبية التي تفصل بين النساء والرجال والخزانة المزخرفة التي كانت تحمل التوراة ذات مرة. وكانت تلك المعالم المعمارية قد تم تجديدها وصبغها لكن ديوان الوقف الشيعي كانت لديه اعتراضات تتمثل في ان العمل لم يكن جيدا يقول الشيخ عقيل الغراوي سادن الضريح "انهم يركزون على الامور التاريخية لكننا من جهة اخرى نركز على الامور التاريخية والاسلامية ففي كل انحاء المنطقة كان التاريخ في العراق هو ساحة حرب تبحث فيه المعتقدات عن اسبقيتها لأدعاءاتها المعاصرة. ان الاشارات الاولية الى هذا الضريح تعود الى القرن العاشر قبل تاسيس الدولة العبرية فقد كان اليهود يأتون من كافة انحاء المنطقة للزيارة ويبقون في غرف خاصة للضيوف غدت الان حطاما كذلك فان المسلمين يوقرون قبر النبي ذي الكفل الذي ورد اسمه مرتين في القرآن والذي اعطى للمدينة اسمها الحالي والذي يفترض ان ذي الكفل هو نفسه النبي حزقيال. ترجمة:عمار كاظم محمد
خصائص الكفل تؤهلها للسياحة.. لكن البنى التحتية الغائبة تعيق ذلك
نشر في: 20 أكتوبر, 2010: 08:59 م