اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > "الفضل" عراق مصغر لشناشيل تصدح بالجالغي البغدادي

"الفضل" عراق مصغر لشناشيل تصدح بالجالغي البغدادي

نشر في: 1 ديسمبر, 2012: 08:00 م

فيها أطياف متنوعة من العرب والكرد والتركمان، يعتزون ويتفاخرون بمنطقتهم، لهم صفات عديدة مثل الكرم والشجاعة والنخوة وحياتهم بسيطة ومتواضعة... منهم العامل والموظف والضابط، وساد بينهم نظام "الفتوة"، فكانوا يتكاتفون في ما بينهم إذا ما وقع عليهم اعتداء، ويشد بعضهم أزر بعض.. إنهم سكان منطقة الفضل... وجه بغداد الأصيل.
"الفضل" سميت بهذا الاسم، نسبة إلى جامع الفضل الكبير الذي يتوسط المنطقة والذي قام بإنشائه أبو جعفر المنصور في الجانب الشرقي من دجلة، وهو اكبر مساجد بغداد العباسية، ويحتل ركنا من أركانه ضريح (الفضل) الذي يعده الناس احد (الأولياء).

 في "الفضل" برز عدد من القراء لتلاوة القرآن الكريم، أبرزهم الشيخ مهدي بن فزع العزاوي، الذي كان أول من تلا القرآن في إذاعة بغداد عند افتتاحها سنة 1934،  وشهد أول مدرسة ابتدائية أسست في العهد العثماني باسم (مدرسة الفضل) واستمرت تخدم أبناء المنطقة حتى يومنا هذا. ومن أبرز مثقفي هذا الحي الأستاذ فهمي بن عبد الرحمن المدرس، وبرز كثير من أبناء الحي في العهد العثماني، يضاف إلى أن العقيد كامل شبيب احد قادة الحركة العسكرية ضد الوجود البريطاني في العراق سنة 1941.
شعراء وأدباء
 كما برز عدد غير قليل من الأدباء والشعراء  في هذه المنطقة، وعلى رأسهم الشيخ عطا الخطيب الذي كان نائبا في البرلمان أيام زمان. كذلك برز من أبناء هذا الحي عدد ممن تولى الوزارة في أعلى مراتبها، يأتي في مقدمتهم ياسين الهاشمي، ولم يقتصر الأمر على ذلك  إنما كان هناك ناد للمصارعة يسمى (زورخانة)، أي (نادي القوة) ترأسه الحاج محمد بن ابريسم الذي كان صوفيا، ولكن شهرته تعتمد على كونه رئيساً (للمصارعين) في العراق، وعلى يديه تخرج العشرات من كبار المصارعين، مثل عباس الديك الذي تغلب على أقوى مصارع عالمي ألماني الجنسية هو (هريكريمر)، في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي.
 و"الفضل" تعتبر من أهم مناطق العاصمة بغداد حيث يقع بقربها شارع الرشيد والبنك المركزي العراقي وشارع الكفاح.
قوات وزحام ومناطق
لم يكن وصولنا إلى منطقة الفضل سهلاً، بل بالعكس استغرق ساعتين من الوقت حتى استطعنا الولوج إلى الحي بسبب كثرة المياه الآسنة التي غطت معظم شوارع بغداد بعد هطول الأمطار، يضاف إليها العامل المشترك لجميع البغداديين، وهو الازدحام بسبب انتشار السيطرات الأمنية ودوريات الشرطة والجيش يضاف إلى ذلك قوة الرد السريع  وهذا ما قرأناه على سياراتهم التي يقفون بجانبها دون ان يعملوا شيئاً غير النظر الى سيارات المواطنين أو تقليب أجهزة هواتفهم النقالة ليزيدوا من الزحام وكأنهم يستعرضون بانتشارهم أنواع القوات الأمنية.
وصلنا إلى شارع الفضل الرئيس، بعد أن سلكنا طريق منطقة الشيخ عمر مرورا بالنهضة وشارع فلسطين، ترجلنا من السيارة وبدأنا بالتجوال في الشارع القديم الذي لم تشهد بناية واحدة فيه أي ترميم أو إعمار أو تغليف لواجهتها، إنما كانت معظمها مهشمة ومحطمة بسبب إطلاقات النار والقصف العشوائي للقوات الأمريكية أو الأمنية.

آثار إطلاقات نار
واجهات مباني المنازل والعمارات حزينة الملامح تعطي انطباعا ان الحرب لم تنته بعد، شوارع غير مبلطة، نفايات متراكمة مركونة على حافات الأرصفة، سيارات صفت بشكل عشوائي أمام واجهات محال بيع السمك "الجري" الذي ينتشر بائعته  على الأرصفة،  والأدخنة تملأ سماء الشارع، وقفنا نرى مطاعم الأرصفة وهي تسمية يطلقها أصحاب بيع السمك على أنفسهم حيث قال عادل: "يأتي الكثير من الناس من عدة مناطق من بغداد لتناول السمك "الجري" الذي يمتاز بطعمه اللذيذ وهو تازة وليس مجمدا ومنذ سنوات عدة نقف على الرصيف ونجهز الطلبات ويجلس الزبائن على أريكة خشبية قديمة أو مقاعد بلاستكية والناس لا تعترض على عملنا، فالهواء يبعث لهم بالروائح الطيبة فالسمك يتبل لساعات بعدة أنواع من البهارات قبل أن يقلى.
حقيقة المنظر ليس حضارياً بكل ما يمكن أن تعطي هذه الكلمة من معانٍ! مقاهي الأرصفة تنتشر في الشارع بشكل كبير ولم يبق لسير السيارات ذهبا وإيابا غير عدة أمتار وهذه المقاهي لها دور كبير في الازدحام وتأخر الناس بالمرور بسياراتهم علما أن رجل مرور كان يقف هناك ينظم السير؟ أخذتنا خطواتنا  الى الأمام قليلا لأننا لم نستطع ان نعلق او نسأل كيف تفعلون ذلك بالأملاك العامة لان الحكومة هي السبب وراء كل ما يحدث بالعراقيين فالبطالة تعج بالشباب وهم أصحاب عوائل يريدون العيش بسلام وبعيداً عن إغراءات المغرضين للعبث بأمان الناس ولا يوجد من يحاسب ويراقب من المسؤولين!

المقام والجالغي البغدادي
 وبالصدفة أثناء تجوالنا لوح لنا شخص يرتدي الزي البغدادي "الصاية والجراوية " عرّفنا بشخصه قائلاً: أنا علي شاكر مطرب المقام والمربع البغدادي تفضلوا إلى مكتبي أهلا وسهلا، وقد فضلت البقاء في مدينة الفضل لأنها تمثل الأصالة والإخوة وامتداد الماضي بالحاضر فهي التراث، جلسنا في مكتبه الذي كان جميلا جداً رغم بساطته فالطبل والتختة والجراوية البغدادية المعلقة على الحائط جنب صورة يوسف عمر والقبانجي عمالقة المقام العراقي، أعطتنا طابعا بتذكر الغناء الأصيل والراحة ولو لدقائق من هذه الجولة التي ملأت نفوسنا حزنا وألماً، تكلمنا عن المقام العراقي والحفلات التي يكون فيها البغدادي متألقاً كلاماً وغناءً..
تحدث علي شاكر وهو يطلق الآهات والحسرات على الغناء قالا : حفلات المقام الطلب عليها قليل جدا، وهناك أناس كبار في السن ميسورو الحال يطلبون إقامة الحفلات لهم، لان الشباب يعزف عن سماع هذا النوع من الطرب إضافة الى انتشار ظاهرة الـ (دي جي) والموسيقى الشعبية ، واستدرك شاكر في حديثه قائلاً: المقام صعب وليس هناك من يجيده من الشباب إلا قلة ويعدون على أصابع اليد لأنه يحتاج الى حنجرة قوية وصوت قوي متمكن من نطق الكلمات البغدادية بشكل يتقبلها المستمع ، ورغم ذلك يبقى المقام ينبع من منطقة الفضل، كانت نهاية حديثنا معه ودعناه ونحن نتأمل أن يعود المقام البغدادي والطرب الأصيل الى الساحة الغنائية العراقية .
 انتظار الفرج وسوق المعدان
 سرنا في الشارع الطويل الذي يحتاج إلى وقت للتجوال والحذر من الانزلاق بسبب كثرة المطبات والحفر المليئة بالمياه الآسنة التي خلفتها الأمطار، والممزوجة بطفح المجاري التي تبعث روائح كريهة!
وصلنا إلى سوق المعدان الذي كانت ميزته التي تجذب أنظار من يزور المنطقة والسوق أول مرة، أن يشاهد جلوس مجموعة كبيرة من الشباب  تتجاوز أعدادهم العشرات وبمختلف الأعمار، بدأت أصواتهم تتعالى بالحديث عن أنهم لا يعملون ويجلسون على الرصيف بانتظار الفرج ، وصاح احدهم : صحافة صحافة "شوفولنا حل" استدرنا الى الخلف لمعرفة من صاحب الصوت وإذا بشاب لا يتجاوز عمره 18 عاما نحيف الجسد طويل القامة يرتدي بلوزه جميلة وبنطال جينز كف نهايته خوفا منه على ما يبدو أن يبلل بمياه الشارع والوحل، وعمل تسريحة شعره كما تسمى "سبايكي"، بادرناه بالسؤال: إذا كنت لا تعمل من أين لك المال لتنفقه على نفسك أجاب عبد الله: من عائلتي وأحيانا اعمل "عمّالة" وهذه الفرصة لا تتكرر إلاّ مرتين بالأسبوع وما احصل عليه أنفقه على نفسي، الشباب بدأوا يتجمهرون حولنا ويعلق كل منهم عن رغبته في العمل بأي مهنة أو التطوع للشرطة أو الجيش، وآخر يقول: لماذا لا نعمل مع المجلس البلدي بدلا من الغرباء، وآخر تحدث قائلاً: وأين القروض وأين نفط الشعب وإذا بامرأة ستينية موشحة بعباءة سوداء تطلق عبارة بصوتها قائلة "انتظروا الفرج ولدي" وتركتنا وسارت وجعلت الجميع يردد يمته الفرج؟!

استمارة معلومات استخباراتية
سوق المعدان كان يقع ضمن محلة 313 ، وأثناء التقاط  الصور جاء نحونا شاب اسمه "ماهر" عرف نفسه قبل أن نسأله ما اسمك، كان في العقد الثالث من العمر، واضاف انه من عائلة قتل منها 12 فردا من قبل أناس لم يشاهدوهم سابقا في المنطقة، طلب منا الذهاب الى المختار للحديث معه فالمنطقة مهملة وتعاني الأمرين جراء انسداد المجاري وطفح مياه الأمطار وتكسر الشوارع غير المبلطة وتهدم الأرصفة... كل تلك الأمور جعلت السوق شبه خاو من المتبضعين، وهم يعتاشون على ما يجنوه من عملهم اليومي... ماهر اخبرنا انه كان يعمل في القصابة لكن اللحوم المستوردة جعلت الناس يعزفون عن شراء اللحوم العراقية فسعر كيلو اللحم 18000 دينار، والمستورد 5000 دينار، والناس فقراء في المنطقة، وجل ما عمله انه قام بتأجير محله لشخص يبيع اللحوم المستوردة والدجاج والأسماك المجمدة بإيجار شهري قدره 300 ألف دينار.
وبينما كنا نسير معه شاهدنا شخصاً يبيع البورك وسط الشارع! واضعاً قدرا ممتلئا بالزيت وبجانبه طاولة خشبية يقوم بفرش رقائق عجينة البورك عليها وبجانبه كاس بلاستك، واضعا فيه اللحم والخضرة المخلوطة معه، الأطفال والنساء يتجمهرون حوله لشراء قطع البورك حيث سعر الواحدة 250 ديناراً والدخان يملأ المكان، طلب منا الوقوف وتناول الفطور شكرنا كرمه، وعلق بصوته المبحوح لا تقطعوا رزقنا؟

مكتب العزاوي
وأكملنا السير حتى وصلنا إلى مكتب المختار خالد عبد محمد العزاوي مختار محلة 313، وانتظرناه في مكتبه المتواضع جدا، والذي كان عبارة عن محل صغير ممتلئ بالأوراق الموزعة عشوائياً على الطاولة التي أمامه، وعلى المعقد الخشبي القديم الذي خصص لجلوس المراجعين، الشاب ماهر الذي اصطحبنا إلى المختار قام برفع الأوراق ونقلها إلى مكان طاولة عفا عليها الزمن وغطاءها التراب المتساقط من سقف المكتب بسبب انتشار الرطوبة التي أخذت حصتها من الدهر.
وصل المختار،  نادى احد الأطفال الذي كان بصحبة والدته التي كانت تحمل بكفيها استمارة طلب معلومات، علمنا بعد ذلك أنها وزعت من قبل المختار على أهالي المحلة 313، معنونة من قبل مكتب الاستخبارات العامة وخاصة بالتعداد السكاني وهذا ما أكده مختار المحلة أيضا خالد العزاوي الذي استدرك بحديثه معنا قائلاً: منطقة الفضل أصبحت الآن أحسن من السنوات القليلة الماضية، حيث لم يكن هناك لا أمان، لا سلام ، لا راحة واطمئنان وأهلها الأصليون تركوا منازلهم خوفا من المعارك التي كانت  تحدث..  وأضاف العزاوي قائلاً: المدينة تعاني كبقية المناطق البغدادية الإهمال وطفح المجاري من  قبل أمانة بغداد يضاف إلى عدم إكساء الأرصفة، والمجاري ما زالت خارجية والتي تتمثل بسواقٍ خارجية تقطع الأفرع والطرق الداخلية للمدينة، والوضع يكون حدث ولا حرج عند طفح المجاري، وخصوصا في فصل الشتاء تحتاج الناس إلى قوارب للعبور إلى الدور السكنية وحتى الأطفال لا يستطيعون الذهاب إلى مدارسهم.. يقطع المختار حديثه كل عدة دقائق ثم يكمل: السكان من المحلة كانت مراجعتهم لمكتبه كثيرة وعندما علموا أننا صحافة طلبوا، نقل معاناتهم ومعاناة أولادهم، فمنهم من لديه أولاد معتقلون ولا يعلمون متى يفرج أو يحكم عليهم، وهم قابعون في السجون لعدة سنوات على ذمة التحقيق، وآخرون أبناؤهم عاطلون عن العمل وعوائلهم بحاجة المال حتى لا يتركوا منازلهم بسبب عدم مقدرتهم على دفع الإيجار نهاية الشهر..
وأثناء الحديث مع المراجعين ، قطع خالد العزاوي حديثه ثم أكمل: هناك معاناة أخرى وهي ان  في منطقة الفضل 300 عائلة فقيرة تعيش بلا معيل وتعتاش على ما يقدم لها من الناس والجيران كالطعام والملابس وتسكن في بيوت قديمة جداً، وبقاؤهم فيها خطر عليهم لأنها ربما تسقط في أي لحظة، ويضيف العزاوي في حديثه: سجلت  كتيبا صغيرا خاصا : أن محلة 313 يسكنها 56 ألف عائلة، وعدد المنازل 876
منزلاً، وطلب منا أن نذكر ان عدد العوائل الشيعية التي تسكن منطقة الفضل يبلغ عددها 1313 عائلة تعيش بأمان وسلام وتكاتف وإخوة مع الطوائف الأخرى وما حدث من عمليات قتل وتهجير لم يكن من أهل الفضل إنما من أناس دخلاء قدموا من خارج المنطقة وقاموا بقتل الناس بصورة عشوائية لزعزعة الأمن وإشاعة التفرقة الطائفية بعد أن كانت جهات خارجية وداخلية تدعمهم من اجل غايات سياسية كشف أمرها مع الأسف بعد فوات الأوان.

ثلاثة أوقات للدوام
ودعنا المختار بعد أن شاهدنا مجموعة كبيرة من الطلاب يسيرون مع أمهاتهم للذهاب إلى المدرسة، سألنا أم محمد التي كانت بصحبة أطفالها الاثنين: لماذا عدد الطلاب كثير أجابت: لا يوجد غير مدرستين هما "ابن المعز" و"الهدايا" وبثلاثة أوقات... الدوام الأول يكون من الساعة 8 صباحا حتى 11 صباحا، والثاني يبدأ من الساعة 11 حتى 2 ظهرا، والدوام الثالث يكون من 2 حتى 5 مساءً.
مررنا على مدرسة ابن المعز والهدايا، كانت عبارة عن بناية قديمة محطمة الزجاج والجدران الخارجية، نقشت بنقش قلع جزء منها بسبب الاطلاقات النارية، أطفال يخرجون وآخرون يدخلون يتدافعون ويسقطون على الأرض وصراخ وبكاء جراء هذا الزحام الذي يجعل الحصول على مقعد للجلوس أمنية كل تلميذ كبير أو صغير.
عدنا إلى الشارع الرئيسي لمنطقة الفضل والوقت الآن الظهيرة والمطاعم أصبحت مزدحمة بالآكلين، والسيارات بالتزاحم...
ودّعنا "الفضل" وفي القلب حسرة على معلم بغدادي، ضاق على أهله وفي عيني نظرات تحمل أمنيات بأن تكون العودة قريبة والأمل برؤية منطقة الفضل أفضل مما هي عليه.. كرروا معي: اللهم حقق أمنياتي...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram