اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > تداعيات التطرف الديني و الفكريِ

تداعيات التطرف الديني و الفكريِ

نشر في: 22 أكتوبر, 2010: 04:29 م

إياد مهدي عباسأصبح التطرف الديني في وقتنا الحاضر عاملاً أساسياً من عوامل نشر الكراهية والأحقاد بين شعوب العالم أكثـر من أي وقت مضى وذلك بسب انتقال التطرف الديني من حالة اعتقاديه خاصة لأشخاص معينين أودين ومذهب معين إلى ظاهرة عدوانية خطيرة تهدد الأمن العالمي
 والسلم الأهلي لأكثـرية دول العالم وما يشهده عالمنا اليوم من أعمال إرهابية وتهديدات خطيرة تكشف عن جسامة هذا الخطر الذي يهدد الإنسانية جمعاء حيث لا ينتهي عند جغرافية معينه أو حدود معلومة. وبما إن الموضوع له جذور عقائدية دينية لها علاقة بالعقل والفكر ارتأيت أن اطرح الموضوع من هذا الجانب. فعندما خلق الله العقل في الإنسان جعل له القدرة والهيمنة على غرائز الجسم وأهوائه وجعله بمثابة نبي داخلي يقوّم سلوك الإنسان فهو البوصلة التي توجه الإنسان وغرائزه بالاتجاه الذي يرضي الخالق ويبتعد عن أذية المخلوق، وهذا ما تميز به الإنسان عن المخلوقات الأخرى. ويتوقف حساب كل فرد على صلاحية هذا العقل وسلامته فإذا أصابه عطل ما  تتدخل العدالة الإلهية على الفور وتوعز إلى الملائكة الكتّاب أن يتوقفوا عن الكتابة  حتى يعود إليه عقله، وهذا ما أكده مضمون الحديث النبوي الشريف (رفع القلم عن ثلاث) ومن ضمن الثلاث الذي رفع الحساب عنهم المجنون حتى يعود إليه عقلة . ولم يتوقف لطف الله اللطيف بخلقة على العقل واعتماد الإنسان علية فقط بل أرسل إلية الأنبياء والرسل  وعلى فترات متعاقبة من الزمن كي يبرمجوا هذا العقل وفق منظومة متكاملة من الأخلاق والقيم الدينية السماوية على فق قاعدة لا ضرر ولا ضرار، كي يحظى هذا الإنسان بسعادة الدارين لكن الذي يحصل دوماً وعلى مر الأزمان وفي مختلف الأديان بروز من يريد تشويه هذه المنظومة المتكاملة من خلال إتباع الأهواء الضالة والمضلة وغير المنضوية تحت سيطرة العقل السليم والسوي وغالباً من يلعب هذا الدور الخطير الذين يّدعون الوصاية على دين الله  وذلك من خلال اجتزاء النصوص الدينية وتفسيرها بالشكل الذي يخدم أهواءهم الشاذة وأفكارهم المتطرفة لذا وصموا الدين بوصمة التطرف علماً إن الأديان السماوية بعيدة كل البعد عن منهج التطرف، لان الدين هو عبارة عن مجموعة قواعد وتعاليم جاءت لتنظم حياة الإنسان وتحل جميع الرموز والشفرات المعقدة التي تعيق مسيرة حياته الدنيوية، لذا يقول الرسول (ص) (جئتكم بالشريعة السمحاء ليلها كنهارها ) فهي واضحة وضوح النهار لأهل العلم والاختصاص وليس لكل من ادعى التدين والفهم. فالتطرف يأتي من قصور في فهم النصوص الدينية من قبل أناس غير مؤهلين لشرح هذه النصوص ومن ثم الإفتاء بها، لذلك حذرنا القرآن الكريم من سؤال هؤلاء المتطفلين على الدين وان نأخذ الأحكام الشرعية من حيث أمرنا الله فيقول في كتابة العزيز ( اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) فمن هنا يبدأ التطرف الفكري عندما لا تؤخذ الفتاوى الدينية من أهل الذكر الذين فهموا الدين فهم دراية لا فهم رواية .وكنتيجة لهذه الانحراف الفكري والديني ظهرت شريحة من المتطرفين الذين يرون قتل الناس الأبرياء جهاداً فاستباحوا الدماء والأموال والأعراض وانتهكوا كل ما هو مقدس عند الله وعند الناس ولا يردعهم أي رادع من ضمير فهم كالأنعام بل أضل سبيلا والعجيب نرى البعض من هؤلاء يهرب من بلده ويلجأ إلى بلدان غير إسلامية محكومة بقوانين وضعية منسجمة مع عادات وتقاليد شعوب تلك التي تسمح له أن يعيش فيها برفاهية وكرامة وله من الحقوق ما لا تقل عن حقوق رئيس تلك الدولة، ثم ما لبث حتى يقوم بتشكيل خلايا إرهابية ومن ثم يمارس هواية القتل الجماعي من خلال جمع المواد المتفجرة وزرعها في الأماكن العامة حيث يتجمع الناس باسم الإسلام والجهاد !!! وعندما تكون ردة فعل بعض شعوب تلك الدول بإطلاق بعض الإساءات التي تمس ثوابتنا والتي هي مرفوضة من قبل الجميع  نشاهد خروج المسيرات الاحتجاجية المليونية الغاضبة ضد هذه الإساءات!! وهو حق طبيعي أن يدافع كل إنسان عن اعتقاده، ولكن أليس من الإنصاف أن نعالج الأسباب التي أدت إلى هذه الإساءات قبل أن نحتج على النتائج وان نحتج بنفس القوة على من يقوم بتشويه ديننا الحنيف ويقتل الأبرياء بكل وحشية؟! ولماذا هذه الازدواجية في التعامل مع الآخرين ألم يأمرنا ديننا الحنيف أن نقول كلمة الحق ولو على أنفسنا وان نقف بوجه الباطل مهما كان دينه وانتماؤه ألم يقم هؤلاء المجرمون بالإساءة إلى كتاب الله  قبل غيرهم عندما يحللون قتل النفس التي حرم الله قتلها إلاّ بالحق. إن الخطر الذي يواجه العالم وبالأخص أمتنا الإسلامية بسبب هذا التطرف الدموي كبير ، وتقع المسؤولية الشرعية والأخلاقية أولاً على علماء الدين من جميع المذاهب والأديان والملل الذين  يرون الباطل ولا ينهون عنه، وأيضا على أصحاب الأقلام و الفكر والمؤسسات الإعلامية والتربوية. وتقع المسؤولية أيضا على عاتق كل المنظمات والمؤسسات الدولية كمنظمة حقوق الإنسان والانتربول ومحكمة العدل الدولية وهيئة الأمم المتحدة، وأن تقوم بفرض عقوبات على كل دولة تتبنى هذه الأفكار وان تبتعد هذه المؤسسات عن سياسة الكيل بمكيالين!! وان لا تتخذ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram