حاوره / إياد الصالحيفي كرة القدم ، كل شيء قابل للترويض والتعايش والانصهار لتحقيق الانسجام مع اللاعبين في أية بقعة من الأرض إلا العامل النفسي إذا ما تنافر مع صاحبه فانه يستحيل بعده النجاح والمواصلة في النادي مهما توافرت فيه الظروف الملائمة والمشجعة على العطاء
والبروز والتألق ، فليس بالموهبة وحدها يحصد المحترفون ثمار تجاربهم الطيبة، فالاستقرار النفسي شريك في الانتصار .هكذا حال مهاجم منتخبنا الوطني عماد محمد الذي عاش فترة ذهبية مع نادي سيباهان اصفهان الايراني منذ عام 2006 تنافس خلالها على لقب الهداف اكثر من مرة ، مسجلا له 48 هدفا خلال اربعة مواسم ، قبل ان يجذبه (هوى) الاسكندرية ويقرر ان يركب مع الزمالك في رحلة جديدة رام منها العبور الى ضفاف الدوريات الأقوى في أوروبا لاحقا ، الا انه اصطدم بالحاجز النفسي (المدمر) بعد ثلاثة اشهر وعشرة ايام فقط لتبتعد عائلته عنه ويسقط في دوامة اليأس وعدم مواصلة العطاء في القلعة البيضاء التي عمد (عميدها) حسام حسن احراق صبره على دكة الاحتياط لم يعرف سرّها عماد حتى الان ! فما كان من الأخير سوى حزم حقيبة المغادرة وفي قرارة نفسه المهيئة للانفصال عن النادي انه لا يوجد ولو 1% فرصة للعدول عن موقفه في ضوء وقوع التنافر ما بين الرغبة والعامل النفسي السلبي.لتوضيح المزيد من الحقائق عن التطور الجديد في قضية عماد محمد ونادي الزمالك بعد انتشار شائعة تعاقده مع ناد إيراني زاره سراً بعد لقاء العراق وقطر في الدوحة كالنار في الهشيم داخل المعسكر الزملكاوي ، ومعرفة موقفه في حال مطالبته بالشرط الجزائي ، واين ستكون وجهته المقبلة ؟ اجرت ( المدى الرياضي) اتصالا هاتفيا مساء امس الاول الخميس نكشف تفاصيله في الحوار الآتي :فشل التجربة* منذ عودتك الى القاهرة بعد لقاء منتخبنا الودي في الدوحة ، لا حديث لك سوى انهاء عقدك مع الزمالك ما السبب؟- نعم اتخذت قرار مغادرة الزمالك طوع نفسي بتأثير ضغوط عائلية كبيرة لم استطع مقاومتها الأمر الذي دعاني الى الإقرار بفشل تجربتي مع هذا النادي الكبير من ناحية عدم ملائمة الواقع المصري والحياة فيه مع ظروف عائلتي التي عادت الى العراق بانتظار التحاقي بها والاستقرار معها .* خطوة كهذه ألا تفسر بانك لا تمتلك رؤية صحيحة في اختيار محطة الاحتراف المناسبة لظروفك؟- ابداً لم اخطىء باختيار عميد الأندية الذي سيوقد الشمعة المئة من عمر تأسيسه بعد فترة ، ويحلم أي لاعب ارتداء فانيلته والتشرف بحمل اسمه ، ويكفي انه صاحب 59 لقبا محليا وعربيا وقاريا ، لكن المشكلة لم اجد الاجواء مواتية للنجاح في القاهرة من دون عائلتي ، فانا امام اختيار صعب ومصيري إما ان افقد اطفالي وزوجتي او أتواصل مع الزمالك ، وهذا قرار مجنون ، فانا مستعد ان اخسر كرة القدم ولا اضحي بعائلتي في ظل الظروف التي تعيشها في الوطن ، فوجود الأب لا بديل عنه لحماية اسرته وتربية أولاده عن قرب وهذا الأمر يتفق عليه الجميع واتمنى ان تتفهم ادارة الزمالك مدلولاته الإنسانية .* كان هناك تصريح متناقض للمدير الفني حسام حسن وتوأمه ابراهيم مدير الكرة ، الاول يقول انه يتمسك بك ولا يسمح ان يفرط بخدماتك ، والثاني يطالبك بتقديم عرض محترم يليق بالزمالك في حال إطلاق سراحك على حد قوله ، بماذا ترد؟- أولا انا أثني على اعتزاز حسام حسن بقدراتي ومكانتي بالزمالك لانني عندما وافقت على عرض الزمالك لم اكن لاعبا عاديا في العراق ، لي اسمي وانجازاتي وتاريخي المشرف ، وثانياً المسألة النفسية ليست آلة تعطب وتبدّل ، هذه حقيقة لا يمكن اخفالها ، اتخذت قراراً حاسما واريد التخلص من عقد الزمالك بأية طريقة وخلال ايام معدودة لأنني اشكو تدهور حالتي النفسية وليست لديّ الرغبة الذهاب الى التمرين وتعاظم لديّ الشعور بالخوف من الإصابة اثناء الوحدات التدريبية طالما اني غير مستعد لمواصلة المشوار مع القلعة البيضاء ، اما مطالبة ابراهيم بتقديم عرض جديد من ناد آخر للسماح لي بالمغادرة لا ارى فيه جدوى للنقاش لانني اصلا لن العب لأي نادٍ آخر بعد الزمالك حتى حلول فترة الانتقالات الشتوية في كانون الثاني المقبل واجدّد طلبي بضرورة تفهم حسام حسن وادارة النادي ظروفي العائلية.قرار مؤجل* هل ترجمت طلبك هذا الى إجراء رسمي امام الادارة ؟- كان يفترض وصولي الى مصر بعد انتهاء مباراة الدوحة الا انني لم احصل على التأشيرة بسهولة لعدم منح السلطات المصرية الإقامة الرسمية وتأخر ذلك حتى توفرت طائرة ( بغداد – القاهرة ) الثلاثاء الماضي وحال وصولي اليوم نفسه اجتمعت مع المدرب حسام حسن وشقيقه ابراهيم بحضور عضو الإدارة احمد رفعت ونقلت اليهم رغبتي في الانفصال عن الزمالك من دون مشكلة ، وقلت لهم : ( انا حاضر لدفع اية مستحقات في حال الموافقة )، فقالوا لي : (انتظر اجتماع مجلس الادارة المقبل وسنعلمك بالقرار).* هل فعلا انك مستعد للتنازل عن حقك المادي من العقد ؟- انا وافقت على عقد الزمالك للعب موسمين أتقاضى في الموسم الأول 500 ألف دولار ، وفي الثاني 600 ألف دولار ، وتم منحي نصف قيمة الموسم الأول ، وهناك رواتب الأشهر الثلاثة لم استلمها حتى الآن بسبب تأخر دفعها ، وإذا حصلت الموافقة على
عماد محمد : الانفصال واقع لا محال .. وطعنتي للزمالك (ثرثرة فوق النيل) !

نشر في: 22 أكتوبر, 2010: 05:23 م









