تواصلت العروض السلبية غير المقنعة لحامل لقب دوري النخبة للموسم الماضي ووصيف كأس الاتحاد الآسيوي فريق أربيل، فبعد مباراتي الكهرباء والسليمانية التي فاز بها بشق الأنفس، انكشف الفريق الذي صال وجال ونال الكثير من الاهتمام عقب نتائجه الرائعة.. سقط امس الاول الجمعة صريعا بملعبه في فرانسو حريري بهدف يتيم امام فريق النفط الذي حقق فوزه الثاني في مسابقة الدوري حمل امضاء المحترف الايراني البديل محمد محمديان وذلك في الدقيقة 51 من زمن المواجهة.
والأكثر من ذلك هو ان فريق النفط الذي كان ضيفا ثقيلاً على أربيل بملعب اللقاء، تفوق على أربيل بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 59، اثر طرد لاعبه سامر سعيد بالبطاقة الصفراء الثانية من قبل حكم المواجهة فلاح عبد، وهو أمر ترك آثاراً سلبية على الخسارة التي لم يعرف من خلالها فريق أربيل من أين تؤكل كتف الفريق الضيف الذي تلاعب باعصاب الأربيليين ونجح في قيادة المباراة بالطريقة التي تمكنه من العودة الى بغداد بالنقاط الثلاث الأثمن بحسب رأي أهل النفط انفسهم.
وبالعودة الى سيناريو الفوز الذي تأخر لـ 51  دقيقة، فأن أربيل لم يظهر بالصورة التي تؤهله لنيل نقطة على اقل تقدير بسبب غياب التركيز وفقدان الكرة الى جانب قتل الوقت واهداره واضاعة جانب مهم من ارادة لاعبي أربيل من قبل لاعبي النفط الذين تعامل اغلبهم بالطريقة الموكلة اليهم من قبل مدربهم ناظم شاكر الذي فاز بدهائه والحظ الذي رافقه وعاند مهاجمي أربيل الأساسيين والبدلاء.
والأهم هو ان فريق النفط المتخم بالنجوم ظهر وكأنه يريد الفوز بأي ثمن كي يبتعد عن الملامة اولاً والعقوبة ثانياً بعد فقدانه للكثير من النقاط في الجولات الخمس الماضية، وتحقيقه فوزا يتيما، قبل ان يأتي شقيقه في ملعب فرانسو حريري الذي لم يخسر فيه أربيل منذ موسمين ، قبل ان تتحقق تلك المعجزة للنفطيين أمس الاول امام نحو 1000 متفرج من انصار القلعة الصفراء.
الجزء الاول من اللقاء انتهى سلبياً مع ان أربيل هيمن على اغلب دقائق المواجهة وتحركت خطوطه في منطقة النفط الذي لعب مدافعاً معتمداً على الهجمات المرتدة التي ادت الى بذل لاعبين للكثير من الجهود مما ابعد اثنين منهم خارج الميدان للاصابة هما علي منصور والمحترف المصري محمد شوقي الأمر الذي خسر فيه النفط تغييرين اجباريين وهو يلعب في الدقيقة 35 ، الشوط ذاته شهد انقاذ نور صبري لمرمى فريقه النفط من كرة ثابتة لأمجد راضي بمقابل استعادة النفط لبعض قواه وشنت عناصره محاولات خجولة امام مرمى جلال حسن.
الشوط الثاني رمى فيه أربيل ثقله باتجاه هز شباك نور صبري، النفط تراجع الى المناطق الدفاعية وأبلى سامر سعيد في الدقيقة 51 بلاءً حسنا حينما قاد هجمة مرتدة من الجانب الايسر لدفاعات أربيل اخترقها ومرر الكرة الى الايراني محمديان الذي لعبها عرضية مرة من تحت يدي الحارس جلال حسن وهزت الشباك وسط حالة الفرح التي عمت مصطبة بدلاء أربيل، في وقت خيم فيه الوجوم على ارجاء الملعب.
نزار محروس وقع في المطب الحقيقي، حينما استعجل في تغييراته غير المدروسة على اكثر الاعتقاد، اخرج ابرز لاعبيه وأبقى من تسبب في تأخر الفريق، بهذا السيناريو الذي لا يتكرر، المحترف السنغالي عبد الله ديوب خارج القائمة وعمار عبد الحسين كذلك والبدلاء يخفقون في القراءة الصحيحة للتكتل الدفاعي للنفطيين الذين كادوا يحققون هدفا ثانياً لولا استعجال ياسر عبد المحسن السلبي، والأبعد من ذلك تلك الهجمة التي شنها النفط باربعة لاعبين وهم يواجهون اثنين من مدافعي أربيل احدهم هلكورد الملا قبل ان تضيع الفرصة في مضاعفة النتيجة.
نور صبري حارس النفط كان حاضراً في اغلب الكرات الأربيلية التي لم تهزه بالصورة التي تمنح أربيل حق تعديل النتيجة، لؤي صلاح وامجد راضي والمحترف البديل الاوغندي صولاً وحتى بقية عناصر الفريق ضاعت امام إصرار لاعبي النفط على انهاء اللقاء المهم بالنسبة لهم بالنتيجة التي تبعدهم من مقصلة قرارات ادارة النادي الذي طالت قبل ان تندمل مع صفارة حكم اللقاء الذي منح النفط فوزا يستحقه لسببين : الاول هو ان الفريق لعب من اجل الفوز وتعامل بواقعية مثلما ارد الجهاز الفني اما أربيل فقد جنى على نفسه بارادته، بسبب غياب الانسجام الجماعي وخوضه للمباراة بطريقة هجومية مشتتة الى جانب فقدان ابرز مهاجميه للانهاء الصحيح امام مرمى النفط.