أولا وقبل كل شيء اُقدم شكري للمدرب البرازيلي زيكو الذي لم يُخِب ظني به ، وأكـد في استقالته "القنبلـة" صحة ما قلتـه عنه في اكثر من مقال تمكنت من خلالها تشخيص أخطاء هذا المدرب وكشفت فيها قبل غيري قدرات وتصرفات نجم صغير من نجوم الكرة العالمية مقارنة بنجوم السامبا والعالم الذين يُعــد كل واحد منهم اُسطورة كروية وبعد اعتزاله اتجه للتدريب الذي دخله زيكو بتزكية من اسمه وشهرته كلاعب ولم يؤكد يوما على أنه مدرب كبير في عالم التدريب الذي يعتمد اساساً على الموهبة التدريبية وليس على اسماء اللاعبين وشهرة الكبار، بل مدرب متواضع المستوى جدا ويلعب بـ(البيضة والحجر) في كل مشكلة يواجهها في مسيرته التدريبية البالية مع منتخبنا الوطني او حتى مع منتخب اليابان او مع نادي فنـر بقشة التركي.
زيكو يحاول الهروب للامام بعد كل إخفاقة تدريبية ويعلق فشله التدريبي على شماعة اتحاد الكرة الذي لا يقل سوءاً عن هذا المدرب ولم يتمكن اكبر رأس في هذا الاتحاد أن يقف في وجه عنجهيته ويقول لهذا البرازيلي على (عينك حاجب)!
تمادي زيكـو
ولذلك تمادى زيكو بطريقة عمله ولم يحترم تأريخه كلاعب كبير قبل ان يُبدي قدراً من الاحترام لمسؤوليته في قيادة احد ابرز وافضل منتخبات القارة الآسيوية ونزع زيكو بهذه الاستقالة ورقة "التوت" عن جميع عوراته التدريبية وكشف عن وجهه الحقيقي في عالم الاحتراف الذي يُعد زيكو أحد خبرائه ويعرف جيداً جميع "درابينه" ولذلك لعب "طوبة" بهذا الاتحاد الذي يتحمل جميع أوزار هذا المدرب وخاصة عندما فشل هذا الاتحاد في وضع خطة طوارىء لإيجاد البديل المناسب لهذا المدرب ليس الآن ، بل منذ اللحظة التي بدأ زيكو فيها المناورة ويُجهز مدرباً سيكون في أسوأ الاحوال افضل من هذا البرازيلي على الأقل في عملية احترام مهنته التدريبية.
ولذلك اسأل هذا الاتحاد : ماذا كنت تتوقع من مدرب ارتكب العديد من الأخطاء التدريبية منذ اللحظة التي تسنم فيها مسؤولية تدريب منتخب كبير مثل المنتخب العراقي ، ماذا كنت تتوقع من مدرب لا يحضر لقيادة وتدريب منتخبنا الوطني إلا بضع سويعات وبعدها يدلف عائداً الى بلده ، ماذا كنت تتوقع من مدرب أكد في كل يوم وفي كل مشكلة يواجهها منتخبنا وفي كل إخفاقة او نتيجة سلبية يحققها المنتخب تحت إشرافه على أنه يحاول ستر عوراته التدريبية من خلال افتعال الأزمات مع الاتحاد مرة ومع الاداريين والمدربين العراقيين مرة اخرى ومع اللاعبين مرات اخرى وليس مرة واحدة ، ماذا كنت تتوقع من هكذا مدرب لم يتمكن من تطوير اداء منتخبنا ولم يتمكن من تحقيق اي فوز "محترم" في جميع مبارياته الخمس التي لعبها منتخبنا تحت إشرافه في تصفيات الدور الحاسم لنهائيات مونديال "السامبا"، ماذا كنت تتوقع من مدرب "نائـم" وكان سبباً رئيساً في ضياع فرصة حقيقية على منتخبنا في التواجد في نهائيات مونديال 2014 وتسبب في خسارة الكرة العراقية جيلاً من اللاعبين الموهوبين وفي الوقت يحاول ابتزاز الكرة العراقية من خلال إثارة المشاكل مع هذا او مع ذلك ويتعلل بها بعدم دفع مستحقاته المالية او في عدم إيفاء الاتحاد العراقي بالتزامات العقد الذي وقعه مع ناجح حمود والذي لا يعرف أشهر "فتاحي الفال" في اتحاد الكرة بعضاً من "طلاسم" بنوده ، وماذا تتوقع من مدرب محترف لم يُكلف نفسه يوما في متابعة لاعبي الدوري المحلي وقيادة المنتخب تدريبياً في بغداد او في أربيل، ماذا كنت تتوقع من مدرب مزاجي ومندفع في قراراته ولم يتحلَّ بالحد الادنى من اصول المهنة والمسؤولية التدريبية الذي لم تظهر اية بصمة من بصماته التدريبية على أداء وطريقة لعب منتخبنا الذي اصبح وبفضل رؤية هذا المدرب التدريبية مكشوفاً من الخلف وضائعاً في الوسط وعقيماً في خط الهجوم بالرغم من ان المنتخب الوطني لديه اكثر من لاعب هداف ان كان يونس محمود قبل أن يجتثه زيكو او كرار جاسم الذي (هججه) مدير المنتخب السابق او عماد محمد الذي اعتكف بسبب إهمال هذا المدرب له او حمادي احمد واحمد ياسين اللذان يُعــدان ثروة من ثروات الكرة العراقية حالياً ومستقبلاً او امجد راضي الذي اضاع زيكو عليه (الخيط والعصفور) بسبب إهماله وعدم منحه الفرصة الحقيقية ليعبــِّر من خلالها على ما لديه من قدرات تهديفية؟!
لهذا اقول: ان الكرة العراقية وبسبب ذلك كله قد اضاعت على نفسها فرصة تأريخية للتأهل الى نهائيات المونديال وألا يكون فوزنا الأخير على الأردن الذي يُعد اضعف منتخبات المجموعة ذريعة للمدرب البرازيلي لإبتزاز الكرة العراقية مرة اخرى وهو فوز باهت لا لون او طعم له ، لأنه أكد على أن منتخبنا يلعب من دون رؤية تدريبية ، بل اعتمد على ما قدمه لاعبونا من حس وطني واندفاع للحفاظ على سمعة الكرة العراقية التي لوثتها اخطاء زيكو التدريبية!!
أخطاء قاتلة
ومن اخطاء زيكو القاتلة في حق الكرة العراقية وبحق المنتخب الذي أتمنى ان يكون الخطأ الأخير له ، هو إقصاء أبرز نجوم المنتخب الوطني بحجة تجديد دماء هذا المنتخب وبناء القاعدة الشبابية ما أدى الى ضياع اكثر من موهبة بكرة القدم بسبب التخبط الذي اصبح عنواناً للمدرب زيكو ومعه تخبط العمل في اتحاد الكرة الذي ترك الحبل على غارب المدرب .
ومن أخطائه ايضا عدم متابعته للاعبي الكرة العراقية على ارض الواقع ولم يُقدم اية وحدة تدريبية حقيقية لهذا المنتخب خلال الفترة التي اشرف فيها على مسيرة الاُسود والتي يجب ان تنتهي باستقالته التي قدمها في فترة حساسة جدا في محاولة منه لابتزاز الكرة العراقية ، وكذلك قدمها عندما شعر زيكو تماما بأنه سيفشل في قيادة الأسود لنهائيات المونديال وان فرصة تأهل منتخبنا اصبحت صعبة جداً بالنسبة له لاسيما بعد ان أدخل زيكو هذه الفرصة في نفق مظلم وحتى لا يتحمل فعليه الهروب للأمام وحتى لا يتحمل مسؤولية الاخفاق والفشل الذي لازمه في جميع محطاته التدريبية ان كان في اليابان او تركيا .
ولهذا يجب على اتحاد كرة القدم ان كان يمتلك القدرة على المبادرة ان يتدارك الموقف الصعب ويقبل استقالة هذا المدرب الجاحد الذي افتعل مشكلة استقالته بطريقة يحاول ابتزاز الكرة العراقية وهذه المشكلة هي نسخة مكررة من المشكلة التي افتعلها مع الاتحاد بعد تعادل منتخبنا امام الاردن وعُمان وهي نفسها التي افتعلها بعد خسارة منتخبنا امام استراليا واليابان .ولذلك يجب على اتحاد الكرة أن يقوم بتسمية مدرب وطني كفء لديه القدرات والمواهب التدريبية لقيادة منتخبنا في بطولتي غرب آسيا 7 في الكويت ودورة الخليج 21 في البحرين اللتين تعدان فرصة لاختيار افضل اللاعبين الذين سيواصلون تكملة مهمة التصفيات المونديالية وإعدادهم إعداداً افضل لهذه المهمة التي يُعد النجاح فيها الهدف الاول الذي يجب ان تحققه كرة الاُسود في هذه الفترة من تأريخها.
انتشال المنتخب
وأتوقع ومعي الكثير من متابعي وعشاق الكرة العراقية أن ينجح منتخبنا تحت إشراف مدرب وطني كفء وشجاع ولديه الاستعداد لتحمل المسؤولية وانتشال المنتخب من البرازيلي زيكو في هذه المهمة فـ( المبلل لا يخاف المطر) وسيكون المدرب الوطني في هذه الفترة هو الحل الأفضل لمشاكل منتخبنا وللتركة الثقيلة التي تسبب بها هذا المدرب الأجنبي ووضعها في رقبة العراقيين الذين لم يفهمهم هذا البرازيلي ، لأنه لم يقترب اكثر من العراقيين من اية طينة هم ولا يعلم ان المواقف الصعبة التي واجهها منتخبنا هي التي اكدت على ان معدن الكرة العراقية كان وما زال وسيبقى اصيلاً وان الصعوبات التي تواجه منتخبنا في كل زمان ومكان ستكون حافزاً للاعبي المنتخب الوطني في انتزاع بطاقة التأهل لنهائيات المونديال وسيضحكون في النهاية ومن خلالها على زيكو الذي غدر بهم في وقت تنتظرهم فيه اكثر من مهمة صعبة في مسيرة المونديال ، وخاصة عندما يتمكنون من التواجد في نهائيات المونديال من دون هذا المدرب الذي وكما قلت سابقا عنه بأنه مدرب لا يصلح لقيادة منتخبنا الوطني وهو ليس (الفارس) الذي يستحق ان يمتطي صهوة فرس الكرة العراقية الأصيلة .
آخر الكلام : نصيحتي لحمود .. أمانة الكرة العراقية لا يحملها غير أهلها!