TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يحتفل بطائر الشعر رشدي العامل

بيت المدى يحتفل بطائر الشعر رشدي العامل

نشر في: 22 أكتوبر, 2010: 10:05 م

بغداد/ نورا خالد – محمود النمر.....تصوير/  ادهم يوسف رشدي العامل طائر الشعر الذي أنحدر من أعالي الفرات ليملأ سماء بغداد بالقصائد والحكايات الجميلة الشاعر عرفته السجون والمعتقلات زائراً خفيف الظل، لا يتعب سجّانيه فهو يراعي بدقة متطلبات السجن، فيأتي متأبّطاً (يطغه) ويحمل (سفرطاسه) وفي جيبه قصاصات ورق بكر وقلم صغير.
متوّله بحب النساء كباقي الشعراء، الاّ أنه أعفُّ منهم جميعاً، فهو أمين على حيائه وأمين أن لا يخدش حياءهنّ.. كان يكفيه وجود امرأة أيّاً كانت قربه حتى تلوّن رؤاه وتشحنه بطاقة عاطفية تتحوّل بسرعة إلى قصائد معرّشة بحزن وغنائية شفيفة.رشدي العامل الصحفي صاحب القلم الرشيق وكان (نصف عمود) الذي يكتبه في جريدة (التآخي) أواسط الستينيات، النافذة الصغيرة الوحيدة التي يطلُّ منها الناس آنذاك على أمل يلوح في أفقهم الدامي.رشدي العامل رومانسي من طراز خاص.. لا يبتعد أي نص شعري لديه عن حافة الحلم.. بل يوغل غالباً في مجاهيله يبحث عن منجاةٍ يسترد بها أمانة.رشدي العامل الشاعر ظلّ وفيّاً لفكره حتى ساعاته الأخيرة، وأستمرت قناعته بأن نهاية الصراع سيكون لصالح الفقراء والمعدمين كما ظلّ إلى قبيل مرضه الأخير وقعدته رهين الفراش، معارضاً صلباً للحكم الأستبدادي القمعي ممّا أثار حنق السلطة وغضبها،، كما صعد يوماً منصة أتحاد الأدباء ليلقي قصيدته ذائعة الصيت"الحسين يكتب قصيدته الأخيرة"وكانت القاعة قد غصّت بالحضور، ودوي صوته مجلجلا يحذر الطغاة من الاستهانه بارادة الناس rnلقد جمع رشدي العامل اضداد الحياة، ليصنع منها صورا فنية ظلت تسكن روحه، فظل يواجه محنته وهو في وطنه، ليعود إلى ينابيعه الأولى وتكوينه، فظل متمسكا بالهوية في هاجس حسه المرهف، حيث تتفجر روافد لا حدود لها لتصب في نهر روحه، ذلك النهر الذي ظل يغني عند ضفافه حتى اخر نفس في حياته.ان تجربة رشدي العامل تمثل تجانساً فريداً، ووحدة لاتعرف الشروخ، فهو الصادق حد الألم مع نفسه ومع الآخرين، لم يجعل من شعره اداة للمساومة، امام ما يحمله من فكر، فهو يمتلك روحية عالية في ربط مفردة الشعر باللون، ساعياً إلى قيم جمالية تجسد روحه، وثقافة عميقة تطرح الكثير من الأسئلة، من بينها الموت، والغربة عن وطن عاش ومات فيه، فوجد تلك الفسحة من الحرية.عن شاعر الناس ومغني حكاياتهم رشدي العامل اقام بيت المدى للثقافة والفنون فعاليته الاسبوعية بمناسبة صدور الاعمال الكاملة للشاعر عن دار المدى ابتدات الفعالية بكلمات الشاعر والناقد جمال الهاشمي الذي حيا روح الشاعر الراحل:"نحتفي اليوم بشاعر كبير ترك بصماته الشعرية والثقافية، شاعراً كبيراً واعلامياً وصحفياً كبيراً، اليوم سيتحدث عدد من مجايليه المبدعين ومن الذين عايشوه في محطات كثيرة من حياته عن رشدي العامل الشاعر والانسان.rnد. جلال الماشطة: رشدي العامل كان مناضلا في الكتابة والسياسةاول المتحدثين الاستاذ د. جلال الماشطة الذي قال:"شرف كبير لي وانا سعيد كذلك ان نحتفي باحد رموز الحركة الثقافية وليس هذا فقط بل واحد من كبار الرموز في الحركة الثورية في العراق وانا اعني ما اقول ولا اعني الثورية بمعناها الضيق المحدود المتعارف عليه في بعض الكتابات وانما اخرجها إلى المدى الانساني الاوسع، رشدي العامل بالنسبة لنا نحن الجيل الذي بدأ حياته السياسية والثقافية اواخر الخمسينيات واوائل الستينيات، كان واحداً من القامات التي كنا نتطلع اليها بانبهار وحينما عدت إلى العراق بعد غيبة طالت اكثر من اربع سنوات عام 1965 التقيت رشدي لأول مرة على ما اذكر في مكتبة بغداد الواقعة في بداية شارع الجمهورية آنذاك، مكتبة بغداد كانت اول مكتبة تعرض الكتب المستوردة من الاتحاد السوفيتي وكانت كتباً واضحة في منحاها اليساري، واصبحت هذه المكتبة بؤرة لعدد من المثقفين وهواة قراءة السياسة او هواة السياسة وان لم يكن هاوياً لسياسة آنذاك حينما كانت السياسة تحمل نبضاً نضالياً صعباً وممارسة اصعب، انا اقصد بالنضال ليس فقط ان تكون في وكر سري، فمثلاً السيدة ازادوهي كانت مناضلة على المسرح وفرقة المسرح الفني الحديث كلها كانت مناضلة، الشاعر رشدي العامل كان يحمل المعنيين، معنى النضال السياسي والنضال الشعري ومعنى النضال الكتابي الصحفي كل هذه المعاني كانت حاضرة في ذهني عندما قيل لي هذا رشدي العامل"، وتابع الماشطة حديثه بالقول:"اتخيل عملاقاً ضخم الجثة، ربما كنت اتخيله مخيفاً مرعباً إلى حد ما قدر ما كنت اجل هذا الرجل ولكني وجدته انساناً مرهفاً نحيفاً محدودب الظهر، حينما احس بانبهاري او ربما خجلي قاده تواضعه إلى ان يجد سبيلاً إلى فتح حوار مباشر فسألني عن غائب طعمة فرمان لانه كان يعرف انني كنت ملازماً له،.توطدت الصلة بيني وبين رشدي فوراً وربما اقول كان زميلاً لي لكني لا اجرؤ على ان اقول معلمي فأنني لم اتعلم منه من غزارة معارفه ومن رهافة حسه وانما كان دليلاً في الثقافة والسياسة وبالتعرف على الاشخاص، عالم الستينيات كان عالماً زاخراً في العراق باسقاطات العالم آنذاك كله وقد كان العالم مليئاً بارهاصات الثورة، مليئاً بالروح الرومانسية الثورية، كانت الوجودية التي سيطرت على اذهان المثقفين العرب والعراقيين تحديداً في الخمسينيات ومطالع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

 واسط / جبار بچاي تنطلق في محافظة واسط، خلال القليلة المقبلة فعاليات مهرجان واسط السينمائي الدولي العاشر للأفلام القصيرة بمشاركة 18 فيلماً من تسع دول عربية إضافة الى إيران التي تشارك بفيلمين، الأول...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram