واشنطن/ جف بارون/ أميركا دوت غوفقال المخرج السينمائي روبرت آدانتو إنه مفتون بالفن الإيراني الذي جاء في فيلمه الوثائقي الجديد، ومعجب حتى أكثر بالنساء اللواتي خلقن هذا الفن وبنظرتهن إلى المجتمع الإيراني الذي يعشن فيه – أو الذي تركنه خلفهن.
ويقول آدانتو، الرجل الأميركي الذي بدأ فيلمه بعنوان " لآلئ على قاع المحيط"”(Pearls on the Ocean Floor) الانتقال بين مهرجانات الأفلام في الولايات المتحدة وأوروبا: "أردت فقط أن أتمسك بنظرتي إلى الفن كوسيلة لاستكشاف قضايا أوسع"، إذ يستكشف الفيلم عمل وأفكار 16 فناناً إيرانياً وأميركيا من أصل إيراني ومغترباً إيرانيا. أما فيلمه السابق "المد الصاعد" (Rising Tide) فقد تتبع الفنانين الشباب في الصين.وتابع يقول: "بالنسبة لي، مُجرّد القيام بعمل خلاق – مثل الرسم، والنحت والرقص – هذه هي الإنسانية في أفضل صورها. إنها ذاتنا الراقية". وأضاف "أنا نوع من الإنسان المثالي بهذا المعنى، وهذا هو جوهر اعتقادي. وأولئك النساء، على غرار الفنانين الصينيين، يقمن بذلك رغم الصعوبات الكبرى".ومع أن آدانتو تدرّب كممثل إلا أنه اقترب من موضوعه من خلفية في التعليم، وتأتي كل تجربته تقريباً في غرف التدريس في مدرسة خاصة معروفة جداً، هي مدرسة كروسّرودز أو مدرسة تقاطع الطرق، الواقعة بالقرب من لوس أنجلوس. وقال إنه كان بإمكانه التركيز على جزء واحد من العالم أو على جزء آخر في مقر تعليمي متعدد الاختصاصات، وقد أثارت إيران اهتمامه. فكما كانت الحال مع الصين، "لا يمكنك التنبؤ أين ستكون إيران بعد 10 سنوات".وبقدر ما هي الصين وإيران مختلفتان، إلا أن كلاهما يمتلك ثقافات محافظة وحريات محدودة وشباناً محاصرين بإمكانيات التغيير. "تواصل إيران نوعاً ما هذا الاستكشاف باتجاه الديمقراطية، ويكافح الناس من أجلها، والشباب يعرفون الآن مع العولمة والإنترنت الكثير عن العالم الخارجي، ولكن يشدهم إلى الوراء نظام ديني قديم التفكير قد عفا عليه الزمن لا يريد فتح الأبواب."فنانة الوسائط المتعددة الإيرانية المقيمة في لندن أفصون، التي تُعرف باسم واحد، قالت في مقابلة بمناسبة العرض الأول للفيلم إنها لا تستطيع إلا أن تكون مدركة لأهمية الحريات التي تتمتع بها في حين لا تزال صديقاتها في إيران لا يتمتعن بهذه الحقوق الأساسية جداً".وقالت " إنني بسبب كوني فنانة غير سياسية، كما تعرف، فقد كانت أعمالي تتحدث كثيراً عن سيرتي الذاتية لدرجة أنني لا أستطيع الادعاء بأن لي موقفاً سياسياً". ولكنني في الوقت ذاته امرأة وإيرانية. والحقيقة بحد ذاتها أني أقول ما أريد أن أقوله هو، طريقتي لتسليط الأضواء على ما لا يستطيع الناس الآخرون عمله في إيران".وأشاد آدانتو بكتاب "التصوير الفوتوغرافي الإيراني الآن" الصادر عام 2009 والذي نشرته روز عيسى مع الإشارة إلى المواضيع المتكرّرة في الفن الإيراني اليوم: إرث ثورة 1979؛ مُخلفات الحرب الإيرانية – العراقية؛ توق الذين يعيشون في الغربة وحنينهم إلى الوطن، والهوية المُقسّمة للموجودين داخل إيران، وخاصة النساء، اللواتي عليهن التنقل بين ذاتهن العامة والخاصة. وقال آدانتو، "كان بعض الناس يقولون، أتحول خلال يومي ثلاث أو أربع مرات، وذلك يتوقف على أين أكون، وإلى أين أنا ذاهبة، و... لقد فكرت أن أنتج فيلماً عن ذلك."في هذه اللوحة بعنوان فيض من الجذور، 2008، تعمّدت الفنانة الأميركية المولد، ترفات تليباساند أن لا تتوشح المرأة إلا بألوان العلم الايراني.ومع أن مواضيع " اللآلئ على قاع المحيط" هي فنانات، لكن آدانتو قال إن المواضيع التي تتناولها تنطبق بصورة عامة أكثر على النساء الإيرانيات. "نحن في الغرب بسّطنا النساء الإيرانيات عبر وسائل الإعلام، وجميع الصور ليس فيها تعقيد". وأضاف، "لقد سرقنا النساء الإيرانيات من تعقيدهن. يبقين صامتات، أو نتصور أنهن مضطهدات. الصور التي نراها تجعلنا نتصور أنهن تعيسات بائسات، دون أي شعور بالفكاهة، وبدون نشاط جنسي أو شخصية. معظم الأوقات التي ترى فيها النساء الإيرانيات، تظهر لك نساء شيعيات يرتدين الشادور الأسود، رافعات قبضاتهن، يصرخن، وهذا هو الإيراني في الغرب."اللآلئ – العنوان يأتي من قصيدة للشاعر حافظ في القرن الرابع عشر – يظهر بعض الصور المختلفة جداً عن إيران، وبوجه التحديد، نسائها.هاله أنفاري، مثلاً، تتلاعب بصورة الشادور الأسود بصور نساء يرتدين الشادور المزركش بألوان مذهلة مقابل مناظر طبيعية جرداء أو مشاهد فاتنة للمدينة. شادي غاديريان، مصور آخر، خلق ما يبدو أنه صور جديدة للوجه بالأسود والأبيض من القرن التاسع عشر، مع نساء في أزياء تقليدية من حقبة قاجار (أواخر القرن الثامن عشر لغاية أوائل القرن العشرين) يحملن مسجلاً أو علبة بيبسي. في مسلسلات أخرى، تظهر الشادورات الغنية بالألوان فقط أدوات المطبخ أو أدوات منزلية أخرى حيث يجب أن يكون وجه المرأة.
لآلئ على قاع المحيط..فيلم جديد يقدم لآلئ فنية من حياة النساء الإيرانيات
نشر في: 24 أكتوبر, 2010: 05:08 م