TOP

جريدة المدى > محليات > ذي قار: رسائل موبايل حشدت لاقتحام شركة نفطية أجنبية بعنوان نصرة عاشوراء

ذي قار: رسائل موبايل حشدت لاقتحام شركة نفطية أجنبية بعنوان نصرة عاشوراء

نشر في: 1 ديسمبر, 2012: 08:00 م

أعربت هيئة استثمار ذي قار وأوساط حكومية وشعبية أخرى الجمعة عن قلقها من مظاهر العنف والتضييق التي تطول العاملين في الشركات الأجنبية العاملة في القطاع النفطي والاستثماري بالمحافظة ، محذرة من انعكاس الهجوم على مقرات شركة بتروناس النفطية سلبا على الواقع الاستثماري واستقطاب الشركات الأجنبية.
وقال رئيس هيئة استثمار ذي قار لؤي الخير الله في تصريح لـ "المدى"، إن مهاجمة مقرات شركة بتروناس النفطية من قبل المتظاهرين وأبناء العشائر حادث مؤسف ونتمنى أن لا تكون له تداعيات سلبية على القطاع الاستثماري في المحافظة .
وأضاف :ما حصل فعلا يدعونا  للقلق كونه ينعكس سلبا على مساعي المحافظة الهادفة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية .
وحذر رئيس هيئة استثمار ذي قار من استغلال الجهات المغرضة لهكذا فعل عبر التهويل الإعلامي للأحداث وتصويرها وكأنها توجه عدائي ضد الشركات الاستثمارية الأجنبية.  
 وأوضح الخير الله  أن " هيئة استثمار ذي قار تعتمد في إستراتيجيتها لجلب المستثمرين على ما تتمتع به المحافظة من استقرار أمني جيد مقارنة بالمحافظات الأخرى وأن الهجوم على مقر الشركة النفطية من الممكن أن يعوق خطة الهيئة في استقطاب المستثمرين في حال تم توظيفه خارج الإطار الموضوعي للحدث".
وكان متظاهرون غاضبون قد هاجموا عصر الخميس الماضي، مقرات شركة بتروناس النفطية في ناحية قلعة سكر ( 100 كم ) شمال الناصرية وقاموا بتخريب بعض الممتلكات العائدة للشركة والاعتداء على عدد من العاملين فيها وذلك على خلفية احتفالية خاصة أقامتها مجموعة من العاملين الأجانب في الشركة  بالتزامن مع ذكرى عاشوراء .
ومن جانبه وصف نائب رئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الهادي موحان السعداوي المشاركين بالهجوم على مقرات شركة بتروناس الماليزية بالمثيرين للشغب الذين تسيرهم الأغراض السياسية المثيرة للفتن .وأوضح في تصريح لـ "المدى"، أن الهجوم تقف وراءه جهات وأهداف سياسية لا تريد الخير للبلاد وقد استخدمت الشائعات المغرضة لتهيج بسطاء الناس وإغوائهم بالهجوم على مقر الشركة النفطية .
وأضاف " فالماليزيون هم من دولة مسلمة ولا أعتقد أنهم يمكن أن يقدموا على الإساءة للإمام الحسين ".
وأردف السعداوي بحسب معلوماتنا أن ما حصل هو لإثارة الفتنة من قبل بعض الأحزاب التي يغيضها نجاح السياسة النفطية واستقطاب الشركات الأجنبية للاستثمار في القطاع النفطي .
واتهم نائب رئيس مجلس محافظة ذي قار القائمين بالهجوم على مقرات الشركة بخدمة مصالح دول إقليمية تعمل على تخريب الاقتصاد الوطني ،مؤكدا أن مجلس المحافظة سيشكل لجنة للتحقيق في دوافع وملابسات الهجوم ومحاسبة المقصرين في حماية الشركة والعاملين بها.
وحمل السعداوي القوات الأمنية مسؤولية اقتحام مقر الشركة النفطية واصفاً ما حصل بالخرق الأمني لمنشأة حيوية ،وأوضح قائلا " أن شرطة قضاء الرفاعي تتحمل الكثير من المسؤولية في حصول الخرق الأمني وقد شخصنا وجود ضعف في تعاملها مع ما حصل من أحداث كما أن الأمر يتطلب إعادة النظر بالحراس الأمنيين المكلفين بحماية الشركة كونهم لم  يؤمّنوا الحماية الكافية للشركة والعاملين بها من العمال الأجانب بصورة صحيحة ".
وكان مدير شرطة ذي قار اللواء حسين عبد علي قد أكد في تصريح لـ "المدى"، إرسال ثلاثة أفواج من الشرطة إضافة إلى سرية سوات لتفريق المتظاهرين وحماية مقرات الشركة نافيا اعتقال أي من المهاجمين لمقر الشركة موضحا " اكتفت القوات الأمنية بتفريق المتظاهرين وإبعادهم  عن مقر الشركة "
ونوه عبد علي إلى أن مديرية الشرطة أوصت بترحيل اثنين من العاملين احدهما ماليزي والآخر هندي هما المسؤولان الرئيسيان عن إقامة الاحتفالية إلى بلديهما وان الشركة استجابت للأمر حفاظا على سلامتهما .
وكان رجل الدين مجيد الركابي احد منظمي التظاهرة قد أشار في تصريح لـ "المدى"،  إلى أن عاملين أجانب في شركة بتروناس أقاموا ليلة الأربعاء الماضية، احتفالية علقوا فيها الزينة في مكاتبهم بالتزامن مع ذكرى استشهاد الإمام الحسين، وأننا خرجنا بتظاهرة للمطالبة بمحاسبة من قاموا بالاحتفالية التي استفزت مشاعر السكان المحليين.
وبدوره بيّن مدير حقول نفط ذي قار ( الجهة الحكومية المشرفة على عمل شركة بتروناس النفطية )، حقيقة ما حصل في الأسبوع الماضي قائلا " إن ما حصل ليس إلا سوء فهم غذته شائعات مغرضة استخدمت الرسائل النصية لتأليب بسطاء الناس على العاملين الأجانب في الشركة الماليزية ".
وأوضح المهندس كريم ياسر لـ "المدى"، " أن ما قام به العمال الماليزيون كان عبارة عن إجراء روتيني لترتيب وتزيين المطعم الخاص بالشركة وأن الهدف منه ليس الإساءة للمشاعر الدينية للسكان المحليين ".
وأضاف :لقد فوجئنا عصر الخميس بحشود من أبناء العشائر ورجال الدين تقدر بثلاثة آلاف شخص تهاجم مقرات الشركة وتقتحم مخيم العاملين الأجانب في الشركة  بدعوى الإساءة للإمام الحسين وإقامة احتفالات بالتزامن مع استشهاده.
وتابع مدير حقول نفط ذي قار :وقد حاولنا على إثر ذلك احتواء وتدارك الموقف وتوضيح ملابساته للمسؤولين عن تنظيم التظاهرة وقمنا بإحضار شهود من العمال العراقيين أقسموا أمامهم بأن ما قام به الماليزيون لا يهدف إلى الإساءة للإمام الحسين وذكرى استشهاده .
وأضاف :كما قمنا وتلافياً لتطورات الموقف بإبعاد عاملين أحدهما هندي وآخر ماليزي إلى بلاديهما وذلك خشية من تعرضهم للاعتداء من قبل المتظاهرين الذين كانوا يعتقدون أن العاملين هما المسؤولان عن تنظيم الاحتفالية المزعومة كما قامت الشركة برفع راية خاصة بعاشوراء على أعلى برج نفطي في الشركة استجابة لطلب المتظاهرين .
وأكد ياسر أن استقرار الأوضاع في محيط الشركة  صباح ومساء الجمعة الماضية بعد نشر المزيد من القوات الأمنية لم يمنع من وجود مخاوف لدى العاملين الأجانب من تعرضهم إلى هجوم آخر نتيجة أزمة تفتعلها جهات مجهولة .
وأشار مدير حقول نفط ذي قار إلى أنه  التقى مدير شرطة ذي قار أمس  السبت لتدارس الموقف وبحث سبل تأمين الحماية الكافية للعاملين الأجانب في الحقول النفطية .
وكان ائتلاف يضم شركتي "بتروناس"الماليزية و"جابكس"اليابانية قد فاز ضمن  جولة التراخيص النفطية بعقد تطوير حقل الغراف النفطي نهاية عام 2009، حيث تشارك بتروناس بنسبة 85% وجابكس بنسبة 15% .
ومن جانبه حذر نقيب المهندسين  في ذي قار فكرت عبد الكريم الحسيني من انعكاس أعمال العنف التي تستهدف الشركات الأجنبية سلبا على القطاع الاستثماري .
ودعا الحسيني في تصريح خص به  المدى برس إلى ضرورة تطمين الشركات الاستثمارية والنفطية العاملة في العراق والحد من مظاهر العنف التي تستهدفها ،مؤكدا أن تكرار مظاهر العنف ضد الشركات الأجنبية من شأنه أن يخلق بيئة استثمارية طاردة للمستثمرين الأجانب وهو ما سيتسبب بتعطيل الصناعات النفطية بالدرجة الأساس والقطاعات الحيوية الأخرى.  
وبدوره أعرب الإعلامي وسام السيد طاهر عن قلقه من أن تؤدي أحداث شركة بتروناس إلى هروب الشركات النفطية والاستثمارية من العراق ،واصفا ما حصل بالفعل السياسي الهادف لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة .وأوضح طاهر في تصريح لـ "المدى"، أن الهجوم على الشركة النفطية هو عمل مدان كونه  يهدف للضغط على الشركات الاستثمارية لإرغامها على مغادرة البلاد ،وبالتالي إفشال البرامج الاقتصادية الهادفة لتطوير الصناعات النفطية .
ولم يستبعد طاهر وجود مخططات سياسية وإقليمية لحرمان العراق من رفع إنتاجه  من البترول ودخوله كمنافس قوي في الأسواق العالمية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

محليات

"مثابرون": أول مؤسسة تطوعية موصلية تُعنى بالبيئةوطموح لخفض درجة الحرارة إلى 41 مئوية

 الموصل/ سيف الدين العبيدي بعد أن فقدت مدينة الموصل آلاف الأشجار عقب عام 2017، استجابت مجموعة من الشباب المهتمين بالبيئة لهذه الأزمة بتأسيس فريق تطوعي يُعنى بإعادة زراعة الأشجار وإحياء المسطحات الخضراء. بدأ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram