عنكاوا ـ المدى
تواصلت فعاليات الأسبوع الثقافي السرياني الخامس مساء الأحد 7/10/2012.على قاعة نادي شباب عنكاوا الاجتماعي، بعرض ثلاثة أفلام وثائقية من إنتاج المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية.
حمل الفيلم الأول عنوان (الشهداء لا يتأخرون أبداً) لفرقة مسرح بغديدا (قره قوش) المهدى لروح الفنان الراحل لوثر ايشو كاتب سيناريو الفيلم، ومن إخراج رغيد ننوايا وتمثيل أكثر من 20 فنانا وفنانة. تدور أحداث الفيلم صباح الأحد 2/5/2010 ذلك الصباح الذي وقعت فيه حادثة الاعتداء الإجرامي الذي طال طلبتنا المتوجهين إلى ساحات العلم حيث اعترضتهم ثلة من المجرمين ليسرقوا أحلامهم وآمالهم فامتزجت دماؤهم الزكية بأحبار الدراسة وتراب هذه الأرض التي عانت كثيرا عبر العصور المتلاحقة..
يأخذنا الفيلم الثاني (الجذور – الوجود المسيحي في خانقين) من إخراج إياد جبار إلى رحلة في حلم راود سيدة مسلمة من مدينة خانقين تختزن حباً لجيرانها المسيحيين، حول كاهن كنيسة البشارة (الكنيسة الوحيدة في خانقين)، (أبونا) على حد قولها يناديها لتدخل الكنيسة وترى دموعه المنهمرة على الوضع المأساوي الذي وصلت إليه المسيحية، والمسيحيون في العراق (سكان البلد الأصليين)، من تعرضهم للاضطهاد، وسفك دمائهم البريئة، وعلى الكنيسة التي هُجرت، ولم يعد يسمع صوت ناقوسها، بعد أن كانت تعج بالمصلين، الذين شرعوا بالمغادرة بعد إغلاقها في ثمانينيات القرن الماضي. ويختم الفيلم بأمل سكان خانقين بإيلاء الاهتمام اللازم لهذه الكنيسة وترميمها، باعتبارها معلماً تاريخياً مهماً من معالم المدينة، وأثرا مقدساً، ووفاءً للأشخاص الذين عاشوا ودفنوا في خانقين.
الفيلم الوثائقي الثالث كان بعنوان "لمن يقرع هذا الناقوس؟" من إخراج سرمد علاء الدين يتحدث عن كنيسة مار كوركيس القديمة في عنكاوا التي يعود تاريخها بحسب الكتابات والنقوش الموجودة فيها إلى مرحلة ما قبل القرن التاسع الميلادي، موجهاً صرخة تدعو إلى إيقاف عمليات التجديد والترميم غير المستندة إلى أساس علمي التي تشهدها الكنيسة، والتل الأثري الرابض أمامها والمسمى (تل قصرا) في عنكاوا حيث أثبتت الحفريات التي قامت بها المديرية العامة للآثار عام 1945 والحفريات التي قامت بها جامعة صلاح الدين عام 2004 أن هذه المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ أكثر من 7000 سنة ثم تطرق الفيلم إلى الإهمال الذي شهده هذان الأثران دون مراعاة لقيمتهما التاريخية والحضارية.