عادل العاملالكاتب الكولومبي خوان سيباستيان كارديناس، الذي أصدر مؤخراً كتاباً بعنوان “Zumbido”، بمعنى طنين أو أزيز بالأسبانية، و هو قصة تتناول هبوطاً فردياً في جهنمات متنوعة، يعتقد بأن الأدب الكولومبي " قاصر . و هو ينضح بالتفاؤل، و ما إن يتقبل هذه الخاصية حتى يصبح أغنى و أكثـر إمتاعاً".
و يمكن القول إن كارديناس، الذي ولد في بوبايان بكولومبيا في عام 1978 و عاش في مدريد منذ 1998، حين حصل على منحة دراسية، هو الآن واحد من المواهب البارزة في كولومبيا، البلد الذي يزوره باستمرار و يظل على تماس شديد معه. و هو يعرّف أسلوبه الأدبي بأنه الواقعية، لكن في عمله الأخير“Zumbido,” ، يمكن وصفه بشكلٍ ملائم بأنه فردي، و غريب، و مختلف، إذ أنه يحكي حكايةً أشبه بالحلم تدور حول شخصية قيادية مغفَلة الاسم يحصل على الأخبار في مستشفى ماتت فيه أخته. و من تلك اللحظة يجري مبتعدا في رحلةٍ هروبية، مع امرأة واستهُ بصورة غير متوقعة في المستشفى، و تأخذهما الرحلة إلى قلب مدينة أميركية لاتينية باغية عميقاً في حي فقرائها. و تُراكم رحلة الـ 24 ساعة تلك شخصياتٍ مختلفة في مواقف محيّرة على امتداد الطريق. و قد استخدم الكاتب في ما يبدو برنامجاً كومبيوتريا لخلق التعاقبات الزمنية المختلفة لقصةٍ يدعوها بـ " تتابع النزوات caprices ". و يقول الكاتب " ليس هناك رحلة داخلية. إنها الواقعية الخالصة. و أنا مهتم جداً بالعلاقة بين الأدب و السياسة، لكنني في الوقت نفسه أمقت أي تلميح إلى الغوغائية. و أنت تجد في هذه الأيام في كولومبيا كتّاباً يتبنون نوعاً من اللغة الصحافية التي يحرف خطابها و سياقها النحوي ما يجري هناك ". و سيباستيان كارديناس عارف بما يجري في بلده، و هو كالفائزة الحالية بجائزة فيلاسكيز، دوريس سالثيدو، يقف إلى جانب الضحايا و منفر في ما يقع على حواشي المجتمع. و كما يقول " إنني مهتم بما يحدث للناس، بالعناصر التي تميّز بلدي، لكن ليس العناصر الفئوية جداً. و أنا أجد الدين، و الفن الشعبي، و الأيقنة iconography أموراً مهمة. و إنه لأمرٌ جمالي أن أجد كم هو غني شكل المعارضة لكل هذه القوى المترسخة التي تضطهد الناس بهذه الطريقة الهمجية ".و في إطار التأثيرات الأدبية بالنسبة لمؤلف ( مهن إجرامية )، الذي نُشر في عام 2008، فإن تأثير الروائي الأميركي وليام بوروز ( 1914 ــ 1997 ) هو من الثوابت. " فحضوره في الواقع الذي يصوره يترشح من خلال الأدوات الإبداعية في خدمة اللغة التعبيرية "، كما قال.و هو لكونه معجباً بمؤلفين أميركيين لاتينيين مثل رودريغو رَي روسا، و ثيسارألرا، و ماريو بيلاتين، و الكولومبيين توماس غونثاليس، و أيفيلو فيرناندو فاليخو، فإنه يعتقد بأن الأدب الأميركي اللاتيني قد استكشف مسالك أخرى للابداع أغنى و أكثر أهميةً من تلك التي عرفتها ما تُدعى بفترة " الازدهار ".rnعن / Herald Tribune
الكولومبي كارديناس.. والواقعية بطريقةٍ حالمة
نشر في: 25 أكتوبر, 2010: 05:08 م