TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هؤلاء وفي نهاية المطاف..كم نحن بحاجة الى وطني كالزعيم عبد الكريم قاسم؟

هؤلاء وفي نهاية المطاف..كم نحن بحاجة الى وطني كالزعيم عبد الكريم قاسم؟

نشر في: 25 أكتوبر, 2010: 05:33 م

رياض النعمانيالعراقي الأول لم يأت من ظلمة الكهوف الغبراء ، ولم ينحدر من عمى يتنكر للمعنى والوعي وللتاريخ الإنساني الحي ، بل طلع على الحياة من شرفة تزلزل الوجود بلهب أسئلة تغيّر الوعي ، وتحمله على ريادة الأبعاد القصية وأكتشاف المجهول في حركة رفعته الى أعلى وأعلى حتى قريباً جداًمن الله .
هكذا جاءت ولادة الملاحم الكبرى من نشاط عقلي تركيبي ، تاريخي شامل ، .. شكّاك ، سئّال ... يهدم ليقيم بناءه الجديد الخاص على أرض مختلفة ،.. يغامر ويحيا على حافة المجازفة ، يدفع المجاز الى حدود لم تصلها المخيلة من قبل.يتقدم في بحثه الأبدي عن الحقيقة ثم يتقدم ويتقدم مدركاً إنه في كل ما يقوم به من اكتناه واستقصاء لا يستنفدان هذه الحقيقة، هذه الحقيقة لأنها لانهائية والبحث عنها والتوجه نحوها هما لانهائيان أيضاَ .هذه الماهية وهذه الخصيصة التي ميّزت سيرورة ذلك العراقي الأول تعرضت الى أزمنة من الارتكاس والردة والاندحار أحيانا .. إلاّ أن الجوهر الأصلي للوعي الذي يوجه هذه السيرورة يظل يحيا في مناخ يؤصّل فيه عناصر المقاومة التي تُحيي فيه الحياة التي ترى في البحث والكشوفات الحديثة ، واستلهام عناصر الجمالية المبثوثة في عموم تشكلات الكون المتجددة باستمرار طاقة لا تنتهي على ارتياد المستقبل وعناقه والمشاركة في صنعه وخلقه الجميل الدائم. هذه السيرورة وهذا الوعي انتبه ومنذ البدء الى الطبيعة الإيقاعية التي ميّزت بنية الكون  .. فهي بنية موسيقة محكمة  ، دقيقة قائمة على علاقات ومعادلات وعدالة لا تُخطىء تُغيّر العقل وتحرره من خزعبلات وقيود الخرافة .إن الموسيقى كفكرة أعلى هي في الأساس من صنع الروح الأعلى .. دخلت ومنذ البداية كعنصر فعال في بناء العقل والروحانية العراقيين ،  فالموسيقى أم الفضائل وهي وراء كل تهذيب ولطف ونقاوة وخلقية عالية ونزاهةونظافة لذا لا يمكن للروح الموسيقية الحقيقية أن تنتج لصاً أو جلاداً أو مجرما أو كائنا دونياً ، مؤذيا للحياة  والناس .والموسيقي الحق كالقديس أو الولي لا يرتضي لنفسه أن يأخذ حقاً ليس له ، أو مالاً يعرف أنه لا يستحقه ، وإنه أكبر بكثير مما قدمه من جهد كما يفعل نواب البرلمان وعموم الموظفين الكبار في سلطة العراق اليوم .ـ مقدسة هي الصلاة  ، مطهرة من الخطايا كأنها الأغنية .يقول هرمان هسه في تجوال: ـ إذا أراد الله أن يكلم البشر فإن كلامه يكون موسيقىكما قال أحد المبدعين الكبار: إن الفرد الذي لا تدخل الموسيقى في تكوينه الأصل ، أو الكائن الذي يحمل في أعماقه كرها أو ازدراءً للموسيقى فإنه أقرب الناس الى ارتكاب الجريمة . من هنا يبزغ السؤال ..كيف لنا أن ننظر ونقوّم موقف المسؤول الذي منع في بابل ـ موطن الموسيقى الأول ـ نشاطاً موسيقيا وغنائيا أراده وانتظره عراقيون كُثر كي يلطفوا بعضاً من كرب وسواد وظلام وخراب وفساد وضياع أيامهم التي أنتجتها وسببتها وجلبتها أيدٍ عديدة منها يد هذا المسؤول الذي لم يمنع رجال العصابات والمجرمين الذين ينتهكون حرمات البيوت ويعتدون ويختطفون الأبرياء من قلب الشوارع والنهار . هذا المسؤول وأمثاله ممن يقومون اليوم بتخريب كل شىء ، وسرقة كل ما تصل اليه أيديهم حتى حدود الحساسية والذائقة ـ ولهف ـ مال الله ومال الناس دون أن تأخذهم رجفة أو ضمير أو لومة أو مخافة من الحق ... هؤلاء الذين لم يحرك ضمائرهم جوع الناس الضاري ولا عطشهم القاتل ولا هول جحيم انقطاع الكهرباء .. الذين لم تزكم أنوفهم تلال الزبالة التي استولت على شوارع وجغرافية المدن العراقية يهبون اليوم بغيرة نارية تندفع لإطفاء شموع توقدها روح وأصابع الموسيقى الذكية والنظيفة .هل سمع أحد منكم إن هذا المسؤول وقف يوما ليفضح نواب البرلمان والموظفين الكبار في مسألة رواتبهم وامتيازاتهم الحرام؟ هل سمع أحد منكم إنه ذهب يوماً الى إحدى الدوائر الرسمية ليرد حقاً لصاحبه أو يقوم بفضح لص يطالب إنسانا معدما بـ ـ 15 ـ ورقة كي يمشّي قضية توظيفه؟مثل هذا الموظف ممن يرفع كل يوم كتاب الله ويجادل بآياته ويشهدُ على اليهود بالكفر ينسى أنَّ الكيان الصهيوني المرفوع على دين اليهود لا يقدس شيئاً مثلما يقدس الفرد الصهيوني ، ولا يبني بيتاً إلاّ من أجله ، ولا يبحث عن وسيلة إلاّ لإعلاء مكانته وترفيه حياته وإكرام وجوده ولو كان ذلك على حساب إفناء شعب كالشعب الفلسطيني ، النبيل والعظيم .أمثال هذا الموظف هم أعداء الحياةوالجمال والمستقبل والحرية والفرح والنشوة والفنونوالثقافة والفكر والتنوع والرحابة والروح والحدس والعلوم والنظريات والتمدن والحداثة فهم وفي نهاية المطاف يكملون الجهد الذي دمر صورة ووجود ومكانة العراق  منذ صدام حسين وحتى الاحتلال  والإرهاب  والطوائفوالقتلة السابقين واللاحقين .. سدنة التخلف والعمى والردة السوداء .. الذين يعمّرون بيوتاً ـ ليس لله ـ على أنابيب نفط الدولة كي يسرقوا لقمة الناس ويتركوا الملايين تخوض في بحار من الجوع والفاقة والعوز والألم والمرض والأكواخ البائسة  وجحور الصفيح والأزبال .إنني أحد الذين انتظروا ولادتهم وتجددهم وخلاصهم وحياتهم بنهاية النظام الفاشي المباد ، .. وإنني لست أحداً لكنني أرى أن ضي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram