بغداد/ هشام الركابي تواجه الحكومة تحديات كبيرة في عملية إزالة الألغام والمقذوفات غير المنفلقة في عموم محافظات البلاد. وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمته التي ألقاها في مؤتمر شؤون الألغام الذي عقد بمبنى الأمانة العام لمجلس الوزراء أمس إن ما يعقد عملية التخلص من الألغام هو أن النظام السابق لم يترك خريطة واحدة عن حقول الألغام.
وأضاف في المؤتمر الذي حضرته (المدى) أن من عادة الدول التي تزرع الألغام تعمل على رسم خرائط لتحديد المساحات التي تزرع بالألغام وتضع عليها الأسيجة والعلامات لكي يبتعد عنها المواطن والماشية لكن النظام السابق لم يترك لنا شيئا.وتابع: ما حصل أن الألغام تشكلت في ارض العراق من جنوبه إلى شماله لأنه خاض حروبا على كل شبر من ارض العراق بحدوده مع الدول الأخرى. وذكر أن الأنظمة الدكتاتورية لا تخلف إلا ظواهر الألغام والتلوث، وقال إن تلك الأنظمة لا تترك خلفها إلا تلويثاً للبيئة الاجتماعية والسياسية والصحية وكل أنواع البيئة، فالتلوث موجود حينما يكون الحاكم دكتاتوريا وحينما يكون هدفه العدوان والحرب. وقال انه نتيجة حروب خاضها العراق مع أكثر من طرف إقليمي ودولي أصبح العراق يشكل الرقم "1" بالنسبة لحجم وعدد الألغام المزروعة في أرضه ولعل الألغام في العراق فاقت أعداد النخيل التي تراجعت بحجم عدد الألغام. ودعا المالكي إلى تكثيف الجهود للخلاص من هذه الظاهرة الخطيرة، وطالب الدول المانحة بدعم العراق بخبرات فنية عالية. وأشار إلى أن هذه الظاهرة التي تأتي ضمن اهتمامات الحكومة العازمة على الوفاء بالتزاماتها ومن ضمن التزاماتها هو أن تتخلص بموجب اتفاقية أوتاوا من هذه الألغام التي تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين.بيد أن المالكي أكد انه نتيجة لانشغال الحكومة العراقية بمواجهة الآفة الثانية الإرهاب لم يتحقق في مجال إزالة الألغام إلا القليل. وذكر أن إطلاق المبادرة الوطنية بمساعدة مندوبي الدول المانحة لإزالة الألغام يدل على تصميمنا للخلاص من هذه الظاهرة الخطيرة التي لا يزال في كل يوم نسمع عن انفلاقات للألغام على المواطنين وعلى مواشيهم فيما تشكل الأعداد الكبيرة للألغام حرمان العراق من الكثير من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة. وأوضح المالكي أن حقول الألغام تعيق عملية التنمية وإطلاق الزراعة التي عرف العراق بها بل أن تأثير الألغام كان حتى على الصناعات لان المجالات التي ممكن أن ينتفع منها في القطاعات الصناعية أيضاً هي معرضة لخطر الألغام. وبين أن الحكومة ستتابع تشريع قانون الهيئة الوطنية لشؤون الألغام بعد أن يعقد مجلس النواب قريبا. إذ سيكون واحدا من القوانين المهمة التي نتابعه لإقراره والانطلاق بها لأنه يشكل أولويات واهتمامات الحكومة العراقية بتنظيف الأرض العراقية من الألغام. وأوضح أن هذه العملية معقدة وشاقة لان المساحات المزروعة بالألغام كبيرة جدا لذلك العملية بحاجة إلى أجهزة فنية وأموال وتحتاج إلى كوادر تستطيع أن تنهض بها لذلك اشتركت أكثر من وزارة من وزارات الحكومة للتصدي لهذه الظاهرة. وبين أن تشكيل الهيئة الوطنية لإزالة الألغام وسن القانون اللازم لعملها وانطلاقها وتفعيل دور أكثر من وزارة وهيئة ومستشارية لممارسة العمل لكي نتمكن ضمن الفترة الزمنية المقررة وهي نهاية عام 2018 ليكون العراق خاليا من الألغام.
العراق: عديد الألغام يفوق النخيل
نشر في: 25 أكتوبر, 2010: 08:43 م