اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المناهج الجديدة تغزو البسطيات قبل أن تملأ حقائب الطلاب

المناهج الجديدة تغزو البسطيات قبل أن تملأ حقائب الطلاب

نشر في: 26 أكتوبر, 2010: 05:47 م

تحقيق وتصوير /إيناس طارقتحت وطأة حرارة الشمس  ظهيرة إحد أيام العطل الرسمية "الجمعة" من  شهر تشرين الأول  2010ومازال الصيف مطلاً علينا ضيفاً ثقيلاً لأسباب كثيرة لا نريد أن نعددها في تحقيقنا هذا! بدأت رحلة أبي يوسف وولديه الاثنين  لشراء الكتب المدرسية المنهجية التي كان من المفترض على مدرستها توزيعها في الوقت المناسب لكن هذا الأمر أصبح معضلة بداية كل سنة دراسية ولم تعالج منذ عام 2003.
يقول أبو يوسف: بعد معاناة ولديّ الاثنين" وهما في المرحلة الابتدائية الرابع والسادس، مع مدرسيهم من اجل تأدية واجباتهم اليومية وهما  لم يتسلمان  الكتب ذات الطبعة الجديدة 2010 لان مدرستهما لم تقم بتوزيعها انما وزعت طبعة 2009وبسبب نقلهما من مدرستهما السابقة والتي تقع ضمن منطقة الكر خ إلى منطقة اخرى تقع ضمن الرقعة الجغرافية نفسها فالمدرسة الجديدة ترفض تزويدهما بالكتب ذات الطبعة الجديدة لأنهما وحسب قول مدير المدرسة "نقل وحصتهما على المدرسة السابقة " اما ادارة المدرسة السابقة تقول لا املك كتبا طبعة جديدة لان جميعها وزعت على طلاب المدرسة!بعد ذلك نصحني احد المدرسين بالذهاب إلى شارع المتنبي او شارع المكاتب في منطقة باب المعظم وشراء الكتب لان ولديّ أصابهما إحباط بسبب جلوسهما مستمعين في الصف ولم تكف المعلمة عن توبيخهما ونصحهما في الوقت ذاته بشراء الكتب الناقصة لديهما.rnشارع المتنبي بعد الدخول إلى شارع المتنبي مباشرة ومن جهة  اليسار تحديدا وقرب "السيطرة الأمنية " تنتشر بسطيات بيع الكتب المدرسية ولجميع المراحل الدراسية خصوصاً "المرحلة الابتدائية" والمسجلة كالاتي  "رقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد 1125 لسنة 2010 المطبعة العربية ش.م.أ – لبنان "جمهورية العراق وزارة التربية المديرية العامة للمناهج" . البسطية الاولى والعائدة إلى المدعو أبي احمد الذي كان سريع الاستجابة لطلبات أولياء الأمور المنتشرين في السوق وذلك بوضع الكتب الجديدة بين مختلف أنواع القرطاسية وابنه احمد الصغير   كان يجلس تحت"طبلة" البسطية ويستجيب لنداء والده  بسرعة لتجهيزه  بالمادة المطلوبة ونحن مسؤولون عن كلامنا هذا حيث توقفنا لشراء كتاب رياضيات لمرحلة الرابع الابتدائي وبسعر 5000 الاف دينار فقط وهذه النسخة لم تكن موجودة في المدارس لنفاد كميتها وهذا حسب قول مدراء المدارس فكيف حضرت  إلى السوق  وزاحمت بقية الكتب بقدرة قادر؟!تقول ام انمار: أنها بحثت عن الكتب الناقصة لابنها  في "الثالث المتوسط  "مادة الفيزياء"في أسواق المتنبي وباب المعظم وجدتها  باسعار مرتفعة لكنها اضطرت لشرائها لان المدرسة تأخرت في توزيع الطبعات الجديدة،وتضيف انها لم تستغرب من حدوث هذا الشيء لان السنة الماضية اضطرت إلى شراء بعض الكتب لتأخر المدرسة في توزيعها،وهذا الامر يضع أولياء الأمور في مواجهة عملية استهلاك جديدة لمواردهم المالية التي تستنزف اصلاً بغلاء المواد الغذائية وكل مستلزمات الحياة اليومية.بينما يعلق ابو سلام والد أربعة طلاب يشغلون مراحل دراسية مختلفة:أن ارتفاع تكاليف الدراسة لم تقتصر على شراء الدفاتر والمستلزمات الدراسية وإنما تعدتها لتشمل الحقائب والملابس والنقل وشراء الملازم فضلا عن الدروس الخصوصية وكل ذلك يعتبر التعليم مجانياً،أين المجانية في التعليم في عدد الدفاتر التي توزع على الطلبة والتي لا يتجاوز عددها 6 دفاتر؟ إذاً، أين ذهبت الوعود والتصريحات الرسمية الخاصة بتجهيز الطلبة ولجميع المراحل بكل اشكال وأنواع القرطاسية.rnليست من ضمن مسؤولياتناتقول سحر حربي المتحدث الرسمي للاعلام التربوي:لا اعتقد أن من مسؤولية وزارة التربية متابعة حالات بيع الكتب المدرسية لان الوزارة غير مسؤولة عن ذلك انما"وزارتا التجارة والداخلية " هما من تتحملان مسؤولية تسريب الكتب وبيعها في السوق السوداء،واضافت حربي أن كل ما يحدث خارج أسوار المدرسة لايقع ضمن مسؤولية وزارة التربية واشارت بحديثها انه في حالة وجود نفايات خارج أسوار المدرسة وبمسافة متر واحد يعتبر الامر هنا من مسؤولية امانة العاصمة،الغاية من حديثي هذا هو تكرار لما ذكرت أن وزارة التربية لا تتحمل ما يحدث خارج مديرياتها ومدارسها من تسريب للكتب والمناهج الدراسية.rnفي بغداد الجديدةحقيقة لا يختلف الحال في سوق منطقة بغداد الجديدة حيث تزين الكتب بسطيات بائعي القرطاسية بمختلف الاشكال والانواع وهناك يعتبر ابو سيف هو "الابي" حسب وصف احد اصدقائه له وبسطيته في بداية السوق مقابل مرطبات "........" ومعروف للجميع هناك فهو التاجر نقصد البائع الوحيد تقريباً الذي يستطيع بيع كتب المدارس ذات الطبعات الجديدة بالجملة او المفرد وحسب تصريح احد المصادر في السوق بداية كل عام دراسي تمتلئ بسطية أبي سيف بكل الكتب ولجميع المراحل قبل أن تمتلئ بها مخازن المديريات ومن ثم المدارس!يقول فارس صاحب مكتبة الديوان الواقعة في سوق بغداد الجديدة: إن ظاهرة بيع الكتب المدرسية ليست جديدة لكن الجديد فيها هذا العام انها غزت البسطيات قبل أن تصل إلى المدارس واضاف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram