وائل نعمة"أشاهد اللوحة مكتوباً عليها: شركة التأمين الوطنية ولكن لاأعرف ماذا تعني"! كلام ينطلق بسهولة على لسان احد اصحاب المحال في منطقة الباب الشرقي حين تسأله هل "لديك وثيقة تأمين على المحال أو البضاعة"؟. الكثير من المواطنين لايعرفون ماذا يعني التأمين،والذي يملك معلومات عنه،عادة ماتكون قاصرة او يكون معتقدا ان التأمين كان واختفى من العراق.
يشير "محمد سامي" صاحب محل لبيع المفروشات في منطقة الشورجة الى انه ندم كثيراً حين احترق محله قبل اكثر من سنتين ولم يكن يعرف ان شركة التأمين تدفع مبالغ للتعويض، ما اضطره في ذلك الوقت الى إغلاق المحل والغرق بالديون بعد ان احترق  محله بالكامل،بالمقابل فقد تم تعويض اصحاب المحال القريبة منه لأنهم يمتلكون ومنذ أمد طويل وثيقة تأمين على الحريق.فيما يحمل تاجر "المولدات" في المنطقة ذاتها شركة التأمين مسؤولية عدم تعرف المواطن على ماتقدمه من تعويضات، ويوضح "أبو خالد" لم أر منذ سنوات مندوبا للتأمين جاء وطرق باب البيت او المحل ليسألني عن التأمين، ولذلك لاأعرف هل مازالت الشركة تعمل أم لا؟ ولاأعرف ماذا تقدم وكيف يتم التأمين!rnأسئلة بحاجة إلى إجاباتأسئلة المواطنين وعدم معرفتهم بالتأمين،دفعتنا للتوجه الى شركة التأمين الوطنية في ساحة الخلاني،ورغم المرور الصعب إليها لأنها تقع ضمن زقاق ضيق بين الجدران الكونكريتية والبسيطات المتناثرة ومحال بيع الادوات الاحتياطية للسيارات وللمولدات،لكن وجدنا مانبحث عنه في نهاية المطاف.كانت بدايات التأمين في العراق قد ظهرت عن طريق فـروع شـركـات ووكالات أجنبية، بلغت أعداد هذه الشركات  لغاية عام 1964 (وهـو تـاريـخ صدور قرارات التأمين في العراق) خمس عشرة شركة ووكالة عربية وأجنبية حيث رافقها تأسيس شركات تأمين محلية خاصة وشركتي تأميـن مباشر وإعادة تأمين حكوميتين. تأسست أول شركة تأميـن حكومية باسم شركة التأمين الوطنيـة بموجب القانون المرقم (56) لسنة 1950 برأس مال اسمي قدره مليون دينار وتمارس أعـمال التأمين على اختلاف أنواعه واسـتـثـمـار رأس الـمـال. في عام 1960 صدر القانون المرقم (21) وهو قـانـون تأسـيـس شركة إعادة التأمين العراقيـة (شركة مساهمة) والذي جرى تعديله بالقانون المرقم (132) لسنة 1964 الذي ألزم شركات التأمين المؤممة كافــــة بإعادة نسبة 25% من عمليات التأمين لدى الشركة بهدف التقليل من استيراد خـدمات إعادة التأمين وتصدير خدمات التأمين إلى الخارج لزيادة نشاط شركـة إعادة التأمين العراقية في الأسواق الدولية.ومن ثم ارتبطت جميع شركات التأمين الـمحـليـة والعربية والأجنبية بمؤسسة التأمين الوطنية التي أيضاً أنشئت بقانون، وبعد ذلك  ألغيت المؤسسة العامة للتأمين بـمـوجـب قـرار في سنة  1978 ونقلت حقـوقـهـا والتزاماتها إلى الشركات الـتـابـعـة لـهـا والـتـي ارتبطـت بوزارة الـمالـيـة،و في عام 1988 جرى إلغاء التخصص فـي شركتي التأمين الوطنية والعراقية للتأمين عـلى الحياة بـهـدف تهـيـئـة فـرص المنافسـة بـيـن الشركـتـيـن في مـمـارسـة جميع أنواع التأمين بضمنها التأمين على الحياة.شركة التأمين الوطنية تقدم أنواع التأمين مثل،التأمين على الحياة، التأمين على السيارات، التأمين من الحريق والحوادث الشخصية،التأمين الهندسي،والتأمين البحري.مكي رزوقي خبير ومدير فرع تأمين السفن والطيران واعادة التأمين يتحدث عن انواع التأمين،فيشير الى ان التأمين على الحياة وجد لتوفير الحماية للشخص ولعائلته  من مخاطر كثيرة قد تصيبه،وهي على نوعين،تأمين فردي على الحياة ومبالغه قد تصل الى 25 مليون دينار، ويعطيه تأميناً من الحوادث والحريق، وحسب المبلغ الذي يطلبه للتأمين،وتأمين جماعي،يخص تأمين مجموعة اشخاص في دائرة او شركة، بالاضافة الى قروض المشاريع السكنية للمواطنيين لبناء عمارة أو أسواق، وعلى  دفعات على قدر إنجاز المشروع.rnالأخطار الإرهابيةبعد سقوط النظام المباد وما رافق ذلك من أعمال إرهابية وقتل للمواطنين الآمنين على أيدي الزمر الإرهابية وخصوصاً عمليات تفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وعمليات القتل المنظمة التي طالت النخبة من المثقفين والعلماء واساتذة الجامعات والاطباء والصحفيين والإعلاميين قامت الشركة بطرح غطاء تأمين ضد خطر العمليات الإرهابية بقسط تأمين زهيد دعماً منها لحماية المواطنين من هذا الخطر وكذلك تمت مفاتحة جميع الوزارات ودوائر الدولة لشمول منتسبي تلك الوزارات والدوائر من هذا الخطر الذي كان يهدد الجميع. أما في ما يخص التأمين الهندسي،فيشير "رزوقي"الى انه يحمي المقاول من جميع المخاطر في العمل، وأخطاء النصب،والمشاكل الميكانيكية،او الكهربائية، ولدنيا تأمينات مع الشركات الهندسية، ومع الشركات العالمية التي حصلت على تراخيص العمل في الحقول النفطية، كما ان الشركات الهندسية مجبرة على ان تنظم وثيقة تأمين.وفيما لو تم إجبار باقي الدوائر والشركات ومن ضمنها الحكومية على اقامة التأمين لموظفيها،فسيعود ذلك بالفائدة على الشركة والموظفين، فتؤكد شركة التأمين في هذا الصدد  ان لديها رسائل كثيرة للوزارات وتقدم العروض للكثير من الجهات  حتى تحصل