كربلاء/ المدى لم يدر بخلد محمود وهو يشرب ماء من إحدى قناني معامل تصفية المياه أن الماء مر أجاج مثلما لم يدر بخلد أبو رواء أن يجد شوائب في القناني الكبيرة التي يشتريها يوميا بألف دينار لكي يسقي أطفاله ماء صافياً ..إلا ان محمود رمى باللائمة على دوائر الماء لأنها اهتمت بمعاجلة مرض الكوليرا وزادت نسبة الكلور في التعقيم وتركت تصفيتها من التراب والرائحة مما جعل الناس لا تعتمد على مياه الإسالة في شربهم للماء.
المواطن احمد حسن..كل شيء تغير في الماء الذي يقال عنه إعلاميا صالح للشرب بل ان مياه السبيل اختفت هي الأخرى من الشوارع منذ ظهور إصابات الكوليرا في عام 2007 ،بعد ان كانت مدينة كربلاء لا تخلو شوارعها وأزقتها وأبواب محالها من ماء سبيل، وكان ذلك بسبب رائحة الماء ووجود مواد وشوائب فيه، حتى أن بإمكانك أن ترى هذه الشوائب في قعر الإناء أو ألكاس إذا ما أبقيته لدقائق..ويضيف: إن ماء الإسالة لم يقدم حتى في المطاعم وإلا لماذا أصدرت الرقابة الصحية قرارا منعت بموجبه إعطاء الماء في المطاعم والفنادق إلا من خلال قناني الماء المعلبة؟ فيما قال علي الاسدي إن المواطن توجه لجلب أجهزة تصفية المياه الحديثة وخاصة الأمريكية منها، لأنها تعطيك ماء صافيا زلالا لا تصل إليه حتى مياه المعامل التي انتشرت بكثافة في كل المدن العراقية..وأضاف..إن هذا التوجه سببه الماء الذي يأتي إلى البيوت، نعم انه خال من الجراثيم لكنه غير خال من الشوائب والأتربة التي جعلت الكثير من العراقيين يتعرضون إلى أمراض الكلى والمجاري البولية والحصى والرمل وغيرها من الالتهابات. إلا إن المواطن سلام بدر قال: انه حتى مياه المعامل التي تقوم بتصفية المياه لم نسلم من غشها وقد تبين أن البعض منها يستخدم مياه الأنهر أو مياه الإسالة..وان البعض يخيل لي راح يشتري العلب البلاستيكية الفارغة ليعيد ملأها بالماء، مشيرا إلى أن هناك الكثير من العلب التي لا تعرف أين تنتج المياه وفي أي محافظة..وأكد انه لا بد من سن قوانين تمنع بموجبه فتح معامل لتصفية المياه ما لم تحصل على موافقات رسمية من الجهات ذات العلاقة، وان تكون هذه الموافقات لها شروط تحدد كيفية الحصول على إجازة لفتح هذه المعامل منها المساحة والأجهزة الحديثة. فيما تقول رئيس لجنة البيئة في مجلس محافظة كربلاء سهيلة شنو: ان هناك عددا من معامل المياه المعدنية منتشرة بين الأحياء السكنية، وهي تنتج ماء بطريقة غير مرخصة..وأشارت إلى أن هناك معامل مرخصة لكنها قليلة ولا تسد حاجة المحافظة لذلك نرى ورود مياه من محافظات أخرى فضلا عن علب من دول عربية.دائرة الصحة تحذر هي الأخرى من انتشار هذه المعامل غير المرخصة كون إنتاجها مخالفاً للشروط الصحية  وهي تستخدم مكائن قديمة أو غير صحية وغير مطابقة للمواصفات الفنية..ويقول مدير صحة المحافظة الدكتور علاء حمودي بدير: إن هناك عمليات تفتيش في كل مكان ولكن الموضوع يقع أيضا على عاتق المواطن الذي حذرناه أكثر من مرة من شراء العبوات البلاستيكية المنتشرة في أسواق المحافظة على انها تحتوي على ماء نقي وصالح للشرب ومصفى، وهي غالبا بلا علامات تجارية .وأشار إلى انه تم رصد عدد كبير من  المعامل المتخفية المخالفة للشروط الصحية تقوم بإنتاج مياه غير صحية باستخدام علامات تجارية وهمية وهي تنتشر بسرعة وأصحابها يستغلون  حاجة الناس إلى الماء مع ارتفاع درجات الحرارة في تلك الأشهر، ومازالت...ويشير إلى انه تم إغلاق العديد من هذه المعامل إلا إن أصحاب المعامل لم يمتثلوا للإنذارات الموجهة إليهم وأصروا على الاستمرار في مخالفتهم . ويشير مدير شعبة الرقابة الصحية عزيز جابر عبد الله إلى إن في كربلاء 14 معملا لإنتاج المياه وهي معامل مجازة ومستوفية للشروط الصحية وهناك 13 معملا متخفيا تم رصده وربما هناك معامل لم يبلغ عنها بعد أو لم يتم رصدها وخاصة تلك التي تقع في الأحياء الشعبية..وأضاف :ان الشعبة تقوم بين فترة وأخرى بل أقول بصورة مستمرة بحملات تفتيشية وغلق العديد من المعامل الرسمية وغير الرسمية والوهمية..وأسباب الغلق تأتي أما انها نصبت أجهزتها في أماكن غير صالحة أو إنها لم تحصل على الموافقات الرسمية والأصولية من الجهات الرسمية أو لقيام أصحابها بطبع علامات تجارية مغشوشة أو وهمية لتغليف هذه العبوات وبيعها على المواطنين وهي غير صالحة للاستهلاك البشري.