يقضي الكثير من الناس في الدنمارك أوقات ترويحهم في تنمية مهاراتهم في مجال معين أو موضوع معين أو تطوير ملكة الإبداع لديهم أو حضور المحاضرات ، ويفعلون ذلك عن طريق حضور المدارس الليلية
 والمدارس الثانوية الشعبية وكأعضاء في الجمعيات  وتعتبر مقابلة الآخرين والاجتماع بهم جزءاً مهماً جداً في مثل هذه الأنشطة.المدارس الثانوية الشعبيةفي منتصف القرن التاسع عشر، تم إقرار مبدأ التعليم العام والذي لا يزال يميز المجتمع الدنماركي حتى يومنا هذا ، ويجسد هذا المبدأ في جوهره حق كل فرد في الحصول على التعليم والمعارف الاجتماعية ، ونتيجة لهذه الحركة الثقافية، نشأت المدارس الثانوية الشعبية في الدنمارك ، وتوفر تلك المدارس الثانوية دورات في كافة المجالات، مثل المواد الإبداعية والمواد الأكاديمية ودراسات اجتماعية عامة أخرى ، كما يستطيع التلاميذ في المدارس الثانوية تطوير وتنمية مجالات حياتهم الأكاديمية والشخصية، وفي نفس الوقت الاستمتاع بالتعرف على مختلف الأشخاص والتدريب المهني والمشاركة في برنامج التعليم للشباب أو مرحلة التعليم العالي.للمهاجرين الشبابتنظم جمعية المدارس الثانوية الشعبية في الدنمارك دورات خاصة وإقامات في المدارس الثانوية للمهاجرين. ويعتبر "المعسكر الصيفي" أحد الأمثلة على ذلك وهو دورة تقام للشباب في المدارس الثانوية لمدة ثلاثة أسابيع ، ويحصل المشاركون فيه على فرصة التعلم في المدرسة وفرصة تعلم المواد العامة بجانب إمكانية تحسين مهاراتهم الأكاديمية أثناء الأجازات الصيفية .المدارس الليليةيحضر الكثير من الناس إلى المدارس الليلية حيث يتعلمون فيها العديد من المواد ، منها اللغات أو المواد الأكاديمية الأخرى. وقد تتضمن هذه المواد أيضاً الفلسفة والتاريخ وتربية الأطفال ومحاضرات حول موضوعات ثقافية. كما توفر المدرسة الليلية دورات عن الجسم والحركة والطبخ والحياكة وإرسال واستقبال البريد الإلكتروني والغناء وأمور أخرى ،  وتوفر العديد من تلك المدارس دورات خاصة للمواطنين الجدد وكقاعدة عامة، فإن المدارس الليلية تدار عن طريق جمعية تعليمية* مثل AOF (جمعية تعليم العمال) أو LOF (جمعية تعليم الكبار الليبرالية) أو FOF (جمعية تعليم الكبار) ، والدراسة في تلك المدارس ليست مجانية، ولكن بما أن المدارس تحصل على معونات من السلطات البلدية، فإن الدارسين بها لا يتحملون النفقة كاملة.أنشطة الجمعياتتعتبر الدنمارك من البلدان القليلة التي ينتمي غالبية مواطنيها إلى جمعيات ،  وبذلك يجتمع الأشخاص من ذوي الاهتمامات المشتركة ، وقد تكون تلك الاهتمامات ذات طبيعة أكاديمية أو سياسية أو ثقافية ، وتضم الدنمارك عدداً لا حصر له من الجمعيات والمؤسسات والأندية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، ثمة جمعيات رياضية، وجمعيات لأحزاب سياسية، وجمعيات إسكانية، وفنية، وموسيقية، وجمعيات للمهاجرين، وجمعيات دينية وأخرى لمن لديهم هواية خاصة.  وتعمل بعض الجمعيات على الحفاظ على مصالح مجموعات مختلفة مثل المعاقين، أو مجموعات المرضى المختلفة، أو كبار السن، أو المثليين جنسياً. ويعمل البعض الآخر منها بهدف سياسي معين، مثل حماية البيئة أو رعاية الحيوانات ، وهناك أيضاً أماكن للاجتماع، كالأندية والمباني الاجتماعية والتي عادةً ما تكون بمنطقة سكنية، حيث يقوم الناس بلعب الورق، أو إجراء مناقشات عامة، أو قضاء أوقات الترويح أو الاستماع إلى حلقات النقاش والمحاضرات.ويحق للجميع في الدنمارك إنشاء الجمعيات ، وكل ما على المواطن القيام به هو عقد اجتماع - اجتماع تأسيسي عام – يقرر فيه  ويكتب أهدافاً لتلك الجمعية وينشيء نظاماً أساسياً لها. وتعتبر بنود النظام الأساسي بمثابة قواعد تحدد من يمكنه الانضمام إلى تلك الجمعية، وعدد أعضاء مجلس إدارتها، وموعد انعقاد الاجتماع السنوي بها وما إلى ذلك.  ويعتبر الدنماركيون  الجمعيات طريقاً جيداً للتعرف على أشخاص آخرين والمشاركة الفعالة في المجتمع المحلي ، وتدار الجمعيات من قبل مجلس إدارة منتخب من أعضائها. ويمكن  للاعضاء في أي من الجمعيات تقديم مقترحات لأعمال الجمعية وترشيح انفسهم للانتخابات في مجلس الإدارة ، كما يتوافر في الدنمارك عدد من الجمعيات التي تولي اهتماماً خاصاً بمصالح المواطنين الجدد. وتختص مثل هذه الجمعيات بشؤون جنسيات معينة كجمعيات الصداقة والجمعيات التي تركز على الإدماج والتواصل الثقافي.