البصرة / السومرية نيوزانطلقت في محافظة البصرة، الخميس، عروض سيرك ( مونت كارلو) لأول مرة منذ أربعين عاما وسط إجراءات أمنية مشددة، ومع تأكيد مدير السيرك على الصعوبات التي واجهها في إقناع أفراد فرقته بالحضور إلى المحافظة لتخوفهم من الوضع الأمني، رأى عدد من الحضور أن إقبال الناس الكبير على مشاهدة عروض السيرك يشير إلى رغبة لديهم بكسر القيود التي فرضتها جهات متطرفة .
وقال مدير السيرك اللبناني سهيل عبيد في حديث لـ "السومرية نيوز"، إن "محافظة البصرة شهدت، أمس الأربعاء، انطلاق عروض سيرك "مونت كارلو" التي تستمر لمدة 40 يوما"، مبينا أن "أعضاء السيرك هم من ألمانيا وروسيا وأوكرانيا والنمسا وكينيا وأوزبكستان، وهم تناوبوا على تقديم عروض بهلوانية وألعاب مع حيوانات أليفة مدربة وأخرى مفترسة كثعبان "الاناكوندا" الذي يبلغ طوله خمسة أمتار".وأضاف عبيد أن "السيرك قدم قبل مجيئه إلى محافظة البصرة عروضاً مماثلة في إقليم كردستان العراق"، لافتاً إلى أنه "وجد صعوبة كبيرة في إقناع أعضاء السيرك بالحضور إلى محافظة البصرة بسبب تخوفهم من الوضع الأمني، لكن الإجراءات التي اتخذتها القوات الأمنية لتوفير الحماية لأعضاء السيرك بددت تلك المخاوف"، بحسب قوله.وتابع عبيد أن "السيرك حاصل على جوائز عديدة من مهرجان مونت كارلو لفرق السيرك العالمية لمشاركته في العديد من العروض في عدد من دول العالم"، مبينا أن "السيرك لا يمثل مدينة مونت كارلو لكنه يحمل اسمها فقط".من جانبه قال مدير مركز رجال الأعمال في البصرة ومنظم السيرك ميثم الأحمد إن "إقامة عروض السيرك تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المحافظة التي لم تشهد سيركاً عالمياً منذ ثلاثة عقود، وقد حرصت إدارته على تنويع الألعاب لتناسب كل الأعمار"، مؤكدا أن "الحكومة المحلية لم تعترض على التجربة فيما تعهدت القوات الأمنية بتوفير الحماية للسيرك".من جهة أخرى، عبر عدد من الحاضرين في العرض الأول للسيرك، عن ارتياحهم لإقامة مشاريع ترفيهية ذات طابع تجاري من قبل القطاع الخاص، مطالبين في الوقت نفسه، الحكومة المحلية "بتشجيع رجال الأعمال وتوفير الظروف الملائمة لاستضافة عروض مماثلة في المستقبل".وقال الصحافي عبد الكريم العامري إن "الحروب السابقة وما أفرزته من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية أدت إلى تدمير البنية التحتية السياحية والترفيهية بشكل شبه كامل".واعتبر العامري في حديث لـ "السومرية نيوز"، أن "وجود سيرك في البصرة بعد مضي أكثر من ثلاثين عاماً على آخر زيارة قام بها سيرك إلى المدينة، يعد خطوة للانفتاح على العالم من أبواب المرح والترفيه"، مشيرا إلى أن "الحضور الكبير الذي شهده السيرك دليل على رغبة المواطنين بكسر القيود والحواجز التي أوجدتها جهات متطرفة خلال السنوات الماضية".يذكر أن الجذور التاريخية للسيرك تعود إلى عصر الرومان، حيث كان يجرى سباق العربات التي تسحبها الخيول، والمصارعة حتى الموت بين العبيد، كما كانت هناك عروض لترويض الحيوانات ومنها الأسود والنمور، وتطور السيرك بعد ذلك فكانت عروضه تقام في خيم متنقلة من بينها عروض المهرجين وعروض الحيوانات المدربة، أما في العصر الحديث فقد تطور السيرك وأصبح يعرض في أماكن ثابتة وأوقات محددة ومن أشهر نماذج السيرك العالمي هو السيرك الروسي، وسيرك دو سولاي في مدينة مونتريال الكندية، حيث تقدم العروض العصرية التي تخلو من وجود الحيوانات لأنها ترتكز على المهارات الإنسانية في الإبهار والإضحاك، كما تتميز تلك العروض بالموسيقى والأزياء الملفتة للانتباه.