يعاين الفنان والشاعر والقاص والمسرحي، محمد سعيد الصكار، تجربة الخطاطين العراقيين في فرنسا، ويرى انها، بفعل نشاطهم المتواصل، حظيت باهتمام ورعاية كبيرين.فعلى هامش المعرض الذي اقامه المركز الثقافي الفرنسي، امس الاول الخميس، القى الصكار، في لقاء مع (المدى الثقافي) الضوء على نشوء فكرة المعرض، وكيف يقيم التواصل مع الخطاطين داخل العراق؟
المدى الثقافي: كيف نشأت فكرة المعرض، وكيف ترى تجربة الخطاطين العراقيين في فرنسا؟الصكار:فكرة اقامة هذا المعرض المشترك للخطاطين العراقيين الموجودين في فرنسا نشأت من لقاء بين السفير العراقي في فرنسا موفق مهدي وسفير فرنسا في العراق موريس بوالون. وكان ذلك قرابة السنة.بعد الاتفاق استعد كل من زملائي الخطاطين العراقيين حسن المسعود وغني العاني ومحمد صالح للمعرض، وكان يفترض ان يكون معنا الخطاط صلاح الموسوي، لكن لا ادري لأي سبب لم يشترك معنا.هذه الممارسة الثقافية موضع أهتمام مني، ولا شك من زملائي أيضا، لأنها تفصح عن توجهاتنا الفنية واعمالنا التطبيقية، وربما يكون من المهم، وبعيدا عن التواضع الزائف، ان أشير الى ان الخط العربي في فرنسا محتضن ومتواصل بجهد الخطاطين العراقيين على وجه الخصوص. فمن بين المجموعة التي موضوعاتها هنا وهناك ثلاثة خطاطين يواصلون انتاجهم بحيوية ويعتمدون علاقات شفافة مع العالم وذلك من خلال المعارض التي يقيمونها في مختلف البلدان. اعني على وجه الخصوص الزميل حسن المسعود وغني العاني وانا. نحن نواصل بحوثنا وانتاجنا ونشارك في المعارض الدولية.هذا المعرض هو نموذج لتوجهاتنا الفنية، وهو، في الوقت نفسه، وسيلة تواصل بيننا وبين زملائنا في العراق. فهناك ضرورة لكي يتعرف هؤلاء على انتاجنا ومستويات معالجاتنا ورؤيتنا الفنية ليبقى الخط العربي موضع نقاش وبحث وتجديد. نحن وهم بحاجة اليه.rnالمدى الثقافي: كيف اخترت لوحات هذا المعرض، هل من شيء مختلف هذه المرة؟الصكار: انتقاء لوحاتي المعروضة قائم على اعطاء نماذج متباعدة الزمن لأعمالي لكي يتيح للمتلقي ان يتعرف على مجموعة اللوحات التي تعكس وجهة نظري وتعدد الإنتاج. فهناك لوحات من الخط التقليدي (النسخ خصوصا) وهو من جانبي ذو غاية تشير الى إمكانيتي الفنية في الخطوط التقليدية لأنني كنت أثناء محنتي متهما بكوني لا اجيد الخطوط الكلاسيكية.الى جانب هذا، انا مجرب حتى اليوم. في الخط كما في الشعر وفي المسرح كما القصة ولذلك تعددت في هذا المعرض لوحات ذات مستويات مختلفة من الناحية التطبيقية سواء من حيث التعامل مع الفراغ او مجموعة الالوان والخامات المختلفة ولعل ما نراه يسعف على تكوين رؤية متقاربة لما انا بصدده.rnالمدى الثقافي: زرت، وزملائك الخطاطين، معهد الخط العربي، كيف وجدت تجارب الشباب؟ وما رأيك بمناهج تعليمهم؟الصكار: منهج التعليم المعتمد كان موضع نقاش ابديت فيه رأيا يشجع الشباب على تطوير خطوطهم والاطلاع على ما تفرزه الحركة الفنية العالمية من تجارب في مختلف الميادين، ورأيت ان من الضروري تغذية البرنامج بمشاريع تتناول المبتكرات الجديدة والادوات الجديدة والرؤية الجديدة لما يحفل به الخط العربي من بؤر فنية بحاجة الى التامل فيها بشكل جدي والتقاط ما يمكن ان يجعل فن الخط العربي على سكة التطور الفني.
صاحب الأبجدية لا يزال "مجرباً"..الصكار: الخط العربي سيبقى موضع بحث وتجديد
نشر في: 29 أكتوبر, 2010: 05:21 م