TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > فرنسا تطرق باب المشهد الثقافـي:التلاقح يبدأ بأربعة خطاطين كبار

فرنسا تطرق باب المشهد الثقافـي:التلاقح يبدأ بأربعة خطاطين كبار

نشر في: 29 أكتوبر, 2010: 05:23 م

بغداد/ علي عبد السادةيعرف الفرنسيون، وهم يجتهدون كثيرا هذه الأيام في الانفتاح على العراق، ان باب الثقافة العراقية أكثـر سعة وحيوية من مسالك الدبلوماسية التي يجيدونها أيضاً. لكنهم، ظهيرة الخميس الماضي، أقدموا على "دخول" ينطوي على مفارقة ثقافية عراقية: باريس تستضيف مثقفين عراقيين بارزين في بغداد.في فعالية المركز الثقافي الفرنسي والتي عنونها الفرنسيون بـ"خطاطين عراقيين في باريس" لفتوا انتباه الجمهور العراقي،
 في لحظة انشغاله بعقدة الحكومة، الى ضرورة الاهتمام بمبدعين عراقيين تفاعلوا مع المنفى فاجتهدوا. وتواصلوا مع الوطن، فأرهقهم حاله واستراحوا له إبداعاً وخلقاً.الفرنسيون لديهم القدرة المذهلة على إجادة الترويج لعملية التلاقح الثقافي، واتقان تحويلها الى "افادة معرفية" بطريقة فيها الكثير من الجذابية والسحر. انهم بارعون في ذلك، وليس بوسع المشتغلين في الحقل الثقافي العراقي سوى الاستجابة لمثل هذه الدعوات.إنهم أذكياء لدرجة انهم خلقوا مفارقة التضييف: عراقيون – فرنسيون تضيفهم باريس على ارض بغداد، ليس هذا وحسب لقد جاؤا بخطاطين كبار شغلوا اوروبا –كما هو العراق- بفنهم واشتغالهم وبحثهم المتواصل .. قاعة المركز الثقافي الفرنسي حظيت بشرف حضور محمد سعيد الصكار، غني العاني، حسن المسعود ومحمد صالح."العراق واحد من البلدان المؤسسة لهذا الفن .. يعود تاريخه الى آلاف السنين". هكذا بدا السفير الفرنسي في بغداد بوريس بوالون عارفا بالعراق، وهو "يلكن" العربية كمستشرق يحاول اكتشافنا.بوالون قدم الخطاطين الأربعة الذين افتتح اثنان منهم اليوم الأول من المعرض وهما الصكار وصالح، وقال ان هؤلاء معروفون على مستوى العالم، وان الحصول على "الإجازة" منهم كان مطلب الكثيرين."لا عجب في ان يلاقي هؤلاء اهتماما عالميا، وان المدهش في انهم لاقوا هذا الاهتمام، أولاً، في المكان الذي يعيشون فيه اليوم: باريس". بوالون، وهو ينقل لنا التنوع الثقافي الاوربي حين يهضم التعدد.لكنه يسأل: هل أصبحت باريس مهد الخط العربي؟ ويجيب، واثقا: "لا غرابة في ذلك". ويعتقد ان ذلك جاء من أمرين يفصلهما بوالون؛ الاول الوضع المضطرب الذي مر به العراق الذي دفع مثقفين عراقيين البحث عن ملاذات تتسع لهمهم الثقافي، والثاني هو قوة الجذب التي تعرف بها مدينة "النور" بمدارسها وحركتها الأدبية والثقافية على اساس من تقاليد التبادل بين العراق وفرنسا. بوالون هنا يجيد اختزال المتون بعناوين مكثفة:" هذا الربط يرجع الى شارلمان وهارون الرشيد".rnأبو نواس و"امنه سوركه"المركز الثقافي الفرنسي لا يجد ان نشاطه الأخير في بغداد متسق مع الوتيرة الدبلوماسية الفرنسية الأخيرة، خصوصا حين تبادل الرئيسان جلال طالباني ونيكولا ساركوزي الزيارات التاريخية، على العكس فانه -  وعلى ما يقول مديره جان ميشيل لودام – حافظ على حضوره "الحيوي" في المشهد الثقافي العراقي طوال سنوات."حتى في ايام دكتاتورية صدام حرصنا على مواصلة التلاقح الثقافي بين البلدين افدنا واستفدنا، ونشعر اننا ننجح في ما نقوم به". يقول ميشيل حين عاينت معه (المدى) سنوات من الحضور العراقي.وعلى اي حال فأن ميشيل يشرح برنامج الخطاطين العراقيين: ما أحب المركز ان يقوم به في بغداد، وبمشاركة معهد العالم العربي في فرنسا ومؤسسة  الثقافية في السليمانية ان يعرض أعمال خطاطين معروفين في بغداد؛ حيث سينتقل المعرض في الجزء الثاني من البرنامج الى مكان يحتل مكانا كبيرا في الذاكرة العراقية .. امنه سوركه (الأمن الأحمر) حيث شواهد الظلم والتعذيب تتحول الى متحف يعيد صياغة مشهدنا في العراق.حين افتتح المعرض، وكان قد شهد حضورا لافتا ضم مثقفين وسياسيين وأكاديميين وطلبة جامعات ودبلوماسيين اجانب وعرباً، استهل السفير بوالون الفعالية بالتاكيد بـ"أننا" سنكون شاهدين على غنى فن يعبر عن نفسه مع اتقان لضوابطه الدقيقة، لكنه، أيضا، شكل من التسامي والاستبطان والحداثة الفريدة من نوعها الى استكشاف روحاني لعالم غني بالحركات والأشكال والمعنى.وبالنيابة عن الخطاطين اللذين حضرا المعرض، يقول بوالون ان اعمالهم تدعونا في رحلة في الكتابة والحركة."اعمالهم ساهمت في خلق توجه جديد في فرنسا وخارجها، واستهدفت خصوصا فن الخط الاوربي الذي بدأ ينطفئ بعد اهمال الريشة وانتشار الرسم الضوئي "كتابة النصوص الالكترونية". بوالون يواصل سرد فضائل العراقيين على مشهد باريس الثقافي.المهم في حديث السفير هو ما أشرته قوة الفن الحقيقي:"تجاوز الحدود الجغرافية والذهنية للتوجه الى قلوب الناس".لم يقدم بوالون الفنانين العراقيين بطريقة اظهرته مثقفا ودبلوماسيا في ان وحسب، بل اثار اعجاب الحاضرين، العراقيين على وجه الخصوص، بقدرته على اظهار نموذج حي للتلاقح، وهو ما تلقاه وكيل وزارة الثقافة العراقية جابر الجابري، الذي وبينما "يرحب بمبادرة الفرنسيين" لم يفته الاشادة بـ"عراقية" السفير.rnمفارقة الصكاردون شك كان محمد سعيد الصكار علامة المعرض الفارقة، كان امرا سهلا ملاحظة رغبة الحضور في محاورته مدة اطول، ورغبته أيضاً في ان يستغل ساع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram