TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الحلقة المفرغة..قراءة فـي وضع المرأة العراقية الآن

الحلقة المفرغة..قراءة فـي وضع المرأة العراقية الآن

نشر في: 30 أكتوبر, 2010: 05:46 م

د. لقاء موسى فنجانجامعة بغداد/ كلية التربية للبناتيمر موقع المرأة العراقية في المرحلة الراهنة بمنعطف خطير إذ تتراجع رؤية المرأة العراقية لذاتها حتى يكاد يتشابه وعي المتعلمات مع غير المتعلمات كما نلمس تفريط بمنجزات حققتها النساء العراقيات لسنوات طوال وفي مراحل صعبة من تاريخ البلد.
فالتيارات الدينية المتشددة التي تتغلب على المشهد السياسي في العراق تمارس سحقاً لذات المرأة وتستخدمها في خدمة مشاريع ذكورية غير منصفة وإلا كيف نفسر أو كيف نفهم مطالبة غالبية البرلمانيات العراقيات في البرلمان السابق بإلغاء المادة 40 من الدستور العراقي وتفعيل حق الرجل في الزواج الثاني والثالث دون قيد او شرط كحل لمشكلة الأرامل في البلد – كالمستجير من الرمضاء بالنار – ناهيك عن الإرهاب اليومي الذي يمارس ضد النساء غير المحجبات بل والمحجبات بأزياء حديثة.يدفعنا هذا لمقارنة حال المرأة العراقية في أوائل القرن العشرين مع حالها الآن، لقد أعقبت حركات التحرير العالمية بداية الثورة الفرنسية حركات تحرر نسائية أي أن التحرر في تفكير الرجل وسعيه إلى التكامل الإنساني القائم على الحرية والمساواة بين أبناء البشر كافة رافق تحرير النساء من عبودية العصور الوسطى. وفي العراق والبلاد العربية طوت النساء صفحات عبوديتها الأولى مع بداية حركات التحرر من الاستعمار ونشوء المجتمعات العربية الحديثة التي رافقتها تيارات فكرية تقدمية قدمت هذه التيارات سواء أكانت اشتراكية رادكالتية أم قومية خدمة كبيرة للمرأة العربية لأنها اقترحت تحريرها وتعليمها جزءاً من مشروعها السياسي الساعي إلى تغيير السلطة، وكل سعي إلى السلطة يتطلب مغايرة مع النظام القائم وتقديم مشروع جديد، والنظام القائم كان جزءاً من مشروع الدولة العثمانية الذي يستمد قوته من فتاوى رجال الدين والتي يشكل إقصاء المرأة وتهميش دورها الاجتماعي في أنماط محددة ضمن أعراف ثقافية وتقاليد تسندها الأطر الدينية وتعمل على استمرارها بعدها مشيئة الله في أرضه.لذلك عملت التيارات الفكرية في بداية القرن العشرين على تقديم مشروعها التقدمي المغاير لما هو قائم في تلك الحقبة. فمنذ نشوء الدولة العراقية الحديثة ومشروع تعليم الإناث ودمجة في مجتمع متحضر يتبنى قيم الحضارة الغربية في كثير من جوانبه يخطو خطوات ثابتة في طريق تمكين المرأة اقتصادياً وثقافياً. يدفعنا هذا للتساؤل عن طبيعة هذه الحلقة المفرغة التي تدور فيها المرأة العراقية لتعود الآن من حيث بدأت جدتها.يبدو لي أن العراقيات لابد من أن يكوننَّ واعيات لهذا المأزق الوجودي ضمن فوضى مرحلة ساحقة للإنسان العراقي المتحضر رجلاً كان أم امرأة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram