بغداد/إيناس طارق لم ترغب سمر بالذهاب الى المدرسة يوم الخميس بالرغم من إلحاح والدتها على الأسرع بالنهوض من النوم والاستعداد اـ"ارتداء الزي المدرسي وحزم الحقيبة " والذهاب بأسرع وقت قبل ان يدق الجرس لان اليوم "رفعة العلم ".
 سمر في الصف الأول الابتدائي وكانت سعيدة بالتحاقها بالمدرسة لكنها بدأت تنزعج وتتذمر وتفتعل المرض حتى تضمن عدم الذهاب يوم الخميس تحديدا، حاولت والدتها التكلم معها بشان انزعاجها وافتعالها المرض في هذا اليوم  بالذات،إجابتها سمر ان هذا اليوم دورها في تنظيف الصف مع اثنين من زملائها. فهل اصبح الطلاب مطالبين بالقيام بمهام التنظيف وجمع مخلفات المدرسة بدلاً من الجلوس على مقاعد الدراسة لتلقي العلم، ورغم كل الشكاوى التي نشرتها الصحف ومنها جريدتنا، الا ان مديريات التربية لا ترى لا تقرأ ولا تسمع! منظفات (على القطعة) هذا المشهد يتكرر دائما في العديد من المدارس مادام التعيين قد أغلق أبوابه بوجه عاملات وعمال النظافة،و الموضوع نفسه  يعاد كل عام دراسي و التربية تؤكد إصدارها تعليمات تمنع قيام الطلاب بمهام التنظيف وأولياء الأمور يشكون أدارات المدارس لإجبار أبنائهم على القيام بدور عمال نظافة ولا يهم ان كان الطلاب بنيناً أم بنات فهم متساوون في المهام ومن يرفض يواجه عقوبة "التنظيف لمدة يومين متتاليين" او الضرب "10 مساطر". هذا بالنسبة لطلاب المرحلة الابتدائية. أولياء الأمور يقول فيصل  حسين:ولداي الاثنان في المرحلة الابتدائية عندما يعودان الى البيت الاتربة تملأ ملابسهم والارهاق والتعب واضح على أجسادهم الصغيرة فهل اصبح التنظيف حصة دراسية اضافية ميدانية يمارسها الطلاب يومياً، فدرس الرياضة اصبح كابوساً مزعجاً للطلاب لان المدرس يطلب منهم تنظيف ساحة المدرسة وجمع النفايات وحرقها.بينما تقول  الطالبة........ في الصف السادس الابتدائي مدرسة ابن الأرقم الواقعة في منطقة حي السلام السكني ان مرشدة الصف "ي"طلبت من الطلاب القيام "بواجبات" التنظيف يومياً ومن يرفض يتعرض الى الاهانة فضلاعن استقطاع درجات من مادة التاريخ والجغرافية،والطالب الذي ياتي بعائلته للشكوى "لايلوم الانفسه "!!وتعلق زميلتهاعبيرقائلة: ان طلبات المدرسة لا تنتهي من حيث احضار مساحيق تنظيف وتعقيم وسلة  نفايات فهل يمكن تخيل صف عدد طلابه 32 يجلب  10  منهم مساحيق تنظيف مكونة من" مكانس، قطع قماش والاخرون 12 علبة ديتول وصابون،و الاعدادالباقية  سلة نفايات صغيرة ومجموعة من قطع الاسفنج! وبعد احضار الطلبات تجمع  في اكياس وتصادر الى البيت ولا يبقي منها غير سلة مهملات واحدة ومكنسة تنظيف صغيرة.  تقول ام مصطفى ان أولادها في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وعندما ارسلتهم الى المدارس كان ذلك من اجل العلم والتعليم، وليس من اجل تنظيف المدارس، فليس من المعقول ان نرسل أبناءنا ليبتذلوا بدلاً من ان يتعلموا؟ rnشكاوى مستمرة أولياء الأمور لا يجدون مخرجاً من سوء تصرف بعض الإدارات المدرسية  بالرغم من شكواهم المستمرة للعديد من وسائل الاعلام لايصال صوتهم  الى  وزارة التربية لعلها  تجد لابنائهم الطلبة الخلاص، فمسالة قيام الطلاب بالتنظيف ليست المشكلة الوحيدة انما تتبعها مشكلة جمع المبالغ من الطلبة "التبرعات " العينية والمادية فبعض المدارس في منطقة حي العدل والواقعة ضمن المحلة  633  وحي الجهاد محلة 306  بدأت تطلب من الطلبة دفع مبلغ مقداره 250 ديناراً لطبع اسئلة الامتحان ومن لم يدفع عليه احضار عدد من الاوراق البيض نوع "A4 "  على ان لاتقل عن 30 ورقة وهو عدد طلاب الصف اذن اين يذهب المبلغ المجموع الكلي ومقداره 7500 دينار شهرياً؟!rnارباح الحانوت المدرسي يقول احمد بند مدير عام تربية الرصافة الثانية لـ"المدى" ان تعليمات وزارة التربية واضحة بخصوص عدم السماح  بتشغيل الطلاب ولكلا الجنسين لاي سبب كان،والتشديد على تحسين المستوى الدراسي للطالب وتوفير عمال خدمة ودفع رواتبهم من الحانوت المدرسي فقد خصصت نثريات هذا العام ومقدارها40% من الارباح فضلا عن ان هذه النسبة يستخدم منها لترميم وسد النواقص في المدرسة من حيث الادامة المستمرة لزجاج المدرسة وتصليح الحمامات،وشدد بند في حديثه قائلاً: مثلاً تصليح زجاج مكسور كم يكلف حتى تضطر ادارة المدرسة لجمع مبالغ مالية من الطلاب، الامر واضح والتعليمات صريحة وكل ادارة مدرسة تتجاوز تعليمات وزارة التربية تحال الى التحقيق،واكد  بند في حديثه قائلاً:على اولياء الامور التعاون مع المديريات للحد من ظاهرة جمع التبرعات بحجج واهية.rnاراء هيئات تعليمية بينما تقول هيام مدرسة في المرحلة المتوسطة: قيام بعض ادارات المدارس بتعيين منظفات خريجات المرحلة المتوسطة او الاعدادية لفترة من الوقت ومن ثم قيامهن بتعديل العنوان الوظيفي الى كاتبة،وهن بالاسا