TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > بعقوبة: أعمال العنف تحرم شابا من حبيبته فخلدها بوشم شعري على جسده

بعقوبة: أعمال العنف تحرم شابا من حبيبته فخلدها بوشم شعري على جسده

نشر في: 30 أكتوبر, 2010: 07:29 م

 متابعة/ المدىاقدم شاب فقد حبيبته بانفجار سيارة مفخخة على تخليدها بقصيدة كتبها بطريقة الوشم على جسده.ونشر تقرير لوكالة انباء شينخوا تفاصيل قصة الشاب احمد سعيد وكيف فقد حبيبته جراء احدى التفجيرات الارهابية في بعقوبة.
وقال سعيد وهو يدخن سيجارة اثناء تواجده في متنزه وسط مدينة بعقوبة أن الالم والفراق الذي خلفه اغتيال حبيبته بانفجار سيارة مفخخة، دفعه لكتابة قصيدة رثاء مكونة من 25 بيتا على جسده، حتى يشعر بان حبيبته لم تفارقه.واضاف انه احب فتاة جميلة، كانت زميلة له في احدى كليات جامعة ديالى، وخططا لكي يتزوجا بعد التخرج الا أن القدر رسم صورة مغايرة لما حلما به، فاغتيلت حبيبته امام عينيه بانفجار سيارة مفخخة، لتلتهم النيران جسدها بقسوة دون أن يستطع فعل شيء لانقاذها".وتابع سعيد وقد بدأت الدموع تسقط من عينيه، أن ذكرياته لا تزال تختزن تلك اللحظات المؤلمة التي سببت له انهيارا عصبيا جعله يترك كل شيء ويحبس نفسه وراء ابواب غرفته لاكثر من اربعة اشهر، حتى انه كان يتمنى أن يلحق بحبيبته بعدما سئم الحياة بدونها"، مبينا أن والده ارسله الى اقارب لهم في سوريا لتغيير الاجواء والابتعاد بعض الوقت عما يسميها مدينة الاحزان.واشار سعيد إلى أن تغير الاجواء والابتعاد عن دوي الانفجارات اعطاه مجالا للتفكير والنظر بواقعية للامور فكانت تلك الرحلة هي بمثابة نافذة لبصيص امل بالغد ومواصلة الحياة بعدما وجد من اقاربه العون والاسناد وخضع لعلاج نفسي لعدة اشهر حتى استطاع أن يعيد اتزانه ورغبته بالحياة والاستمرار بها من جديد الا انه لم يستطع نسيان حبيبته ولو للحظة واحدة.ومضى بقوله انه عمد إلى كتابة قصيدة شعرية مكونة من 25 بيت شعر عن طريق وشمها على جسده كما رسم صورة فتاة تحمل ملامح قريبة من حبيته لتكون اعلى القصيدة التي انتشرت ابياتها بشكل جميل على مناطق متفرقة من جسده الذي جعله اشبه بقصيدة مغناة حية تخلد قصة فتاة قتلها العنف المجنون في بلاد الرافدين، حسب تعبيره.واكد سعيد أن وشم القصيدة استغرق عدة ايام، وتمت على يد شخص ماهر يستخدم اسلوباً حديثاً في الوشم على الجسد، مشيرا إلى أنه اراد من وشم القصيدة على جسده، تخليد حبيبته ولكي تبقى معه دائما اينما ذهب.من جانبه، قال والد الشاب احمد، انه انزعج في البداية عندما سمع أن ولده وضع وشما على جسده، ولكنه استدرك قائلا"أنه تفاجأ عندما ادرك أن الوشم الذي وضعه ولده هو عبارة عن قصيدة حب ورثاء لمحبوبته التي قتلت قبل عامين امام عينيه".واكد أن اسلوب الوشم على الجسد، ظاهرة موجودة منذ القدم وكانت تستخدم في عصره بشكل محدود من قبل شريحة الشباب.إلى ذلك قال عدي عبد المحسن احد اصدقاء احمد"يتردد أن الحب يصنع المجانين والمتهورين والقساة لكنه يبقى اجمل عبارة موجودة في الارض"، لافتا إلى أن قصة حب صديقه ومحبوبته تصلح أن تكون مثالا حيا لما يصنعه العنف في الحياة وكيف يخلف وراءه المآسي والآلام.واضاف عبد المحسن انه سمع الكثير عن قصص الحب لكن ما فعله صديقه امر غريب لكنه يظهر مدى العلاقة القوية التي كانت تجمع صديقه وحبيبته.فيما قال عمر حميد مهنا، احد المختصين في الرسم والكتابة بطريقة الوشم على الجسد أن اغلب الشباب الذين يقومون بوضع الوشم، قد مروا بتجربة حب وكانت الدافع الرئيسي وراء وشم اسماء أو عبارات تخلد لحظات حب جميلة أو قاسية على اجسادهم.وذكر مهنا، أن هناك اقبالا على الوشم من قبل الشباب بعناوين كثيرة ولكن يتم في مناطق العاصمة بغداد ويستخدم هناك طرق متطورة ورسومات جميلة جدا يمكن أن ترسم بدقة متناهية، لكن في بعقوبة لايزال في بدايته ويجري بين الاصدقاء ولم يتطور لكي يصبح مهنة.بدوره قال ظافر اللهيبي باحث اجتماعي، أن ظاهرة وشم الجسد بعبارات الحب أو عبارات دينية أو رسومات معينة من الظواهر الموجودة في المجتمع العراقي منذ عقود طويلة.وافاد أن اغلب دوافع الوشم لدى الشباب هي الحب أو الرغبة بالتفرد والابهار وتسليط الاضواء عليهم، لكن الحب يبقى العامل الابرز الذي يجعل الكثير من العشاق يسعون الى تخليد لحظات حبهم بعبارات أو رسومات تبقى ملتصقة على اجسادهم الى نهاية العمر.يذكر أن اعمال العنف في محافظة ديالى وخاصة في العاميين 2006 و2007 اسفرت عن استشهاد المئات من الابرياء، مما خلفت قصصا ماساوية ستبقى اثارها لعدة سنوات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram