تتسع دائرة انتشار الطاقة البديلة في معظم دول العالم المتقدمة من خلال استغلال الظواهر الطبيعية كالرياح والمياه، فضلاً عن أشعة الشمس.

وعلى الرغم من كلفة الاستثمارات العالية في مشاريع الطاقة البديلة الا انها تعد احد المصادر المهمة لإنتاج كهرباء نظيفة وصديقة للبيئة وقابلة للتجديد .وقال عضو لجنة النفط والطاقة النيابية فرات الشرع لـ(المدى ) : ان "مصادر الطاقة البديلة متعددة في البلاد منها الرياح والطاقة الشمسية والشلالات وغيرها ونمتلك موقعا إستراتيجيا يحظى بأشعة شمسية كبيرة جداً، مضيفاً ان لجنته طرحت فكرة تشكيل هيئات او لجان استشارية بخصوص الطاقة البديلة وكيفية تفعيلها والانتقال من كونها دراسات ترفية فنية الى تطبيق على ارض الواقع بشكل عملي.

رصيد كافٍٍ من النفط

وبين الشرع أن "العراق يمتلك رصيدا كبيرا من طاقة النفط ويجب ان لا يعتمد بصورة كبيرة على هذه الطاقة الى الأبد، وان يفعل دور الطاقة البديلة بشكل عملي والتفكير بأهداف واستراتيجيات بعيدة المدى" .

وتابع ان "الطاقة الشمسية يمكن ان تستثمر في كل مناطق العراق بصورة طبيعية ولا مشكلة بالصفائح الشمسية لكن الخلايا والبطاريات مكلفة بعض الشيء لأنها باهظة الإثمان أما طاقة الرياح فمن الممكن ان تستثمر في كركوك والشرقاط وموقع آخر في الوركاء وفي غرب السماوة بحدود السعودية والبصرة وعلى حدود الكويت وقرب سواحل شط العرب في الفاو على نسيم البر والبحر تيارات رياح معتدلة يمكن الاستفادة منها"، موضحا ان "العلوم الحديثة والتكنولوجيا في دول العالم المتطورة ممكن ان تكون اقل كلفة باستخدامها تقنيات حديثة ممكن أن يستفيد منها العراق من خلال إرسال الخبراء لتعلم تلك التقنيات وتطبيقها في العراق".

أهم مصادر الكهرباء

واشار الى ان "الطاقة البديلة مكلفة حالياً لكن ستصبح في المستقبل من اهم مصادر الكهرباء ويجب أن ينتفع منها واستغلالها بشكل صحيح" .

مؤكدا ان "الطاقة النيابية ستقوم برفع توصيات بهذا الخصوص لموازنة وزارتي النفط والكهرباء كي يسهم في نهوض واقع هاتين الوزارتين ورفعت توصيات ضمن نقاط كثيرة الى وزارة الكهرباء من اجل النهوض بالطاقة في العراق وسنقوم ببناء برنامج متكامل يجعل الطاقة البديلة محورا مهما يضيف 300 الى 700 ميكا واط ممكن ان تؤخذ من الرياح فقط" .

طاقة متجددة خضراء

من جانبه قال وكيل وزير الكهرباء  عامر الدوري في حديثه لـ "المدى"، أن " الطاقة البديلة هي مستقبل العالم لأنها طاقة خضراء، متجددة لا تنضب وتحمل منافع اقتصادية كبيرة جدا للبلد وممكن ان تستغل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ونعتمد على الاولى بشكل اكبر بسبب اجواء العراق، اما الرياح فتقتصر على مواقع قليلة ويمكن استثمارها أسوة ببقية دول العالم التي اخذت بالتطور بهذا المجال وقطعت شوطا كبيرا وأنشأت مشاريع ضخمة تنتج نسبا عالية من الطاقة الكهربائية لبلدانهم". مبينا ان "انتاج مشاريع الطاقة البديلة من الكهرباء يكون قليلا  كأن يقوم بتغذية قرية أو مدينة صغيرة أو مشروع وهذا هو المبدأ الأساسي للطاقة البديلة وان بلدان العالم قطعت شوطا كبيرا بهذا الموضوع إذ وصلت نسبة انتاج الطاقة البديلة في بعض تلك البلدان إلى 10% من إنتاجها الكلي أو اكثر من 20% في الدول الأوربية وامريكا وكندا وحتى الدول العربية كمصر والمملكة العربية السعودية أخذت بالاستثمار في هذا المجال وبدأت بإنتاج الطاقة الكهربائية بالاعتماد على طاقة الشمس" .

بلدان نفطية تستخدم الطاقة البديلة

وأوضح ان "البلدان النفطية المعروفة كفنزويلا مثلا أنشأت مشاريع بنسب عالية من الطاقة البديلة للبلاد رغم توفر النفط عندهم" .

وأوضح ان "وزارة الكهرباء تضم قسما مختصا بالطاقة البديلة ومختصين من حملة الشهادات العليا (الماجستير والدكتوراه) يعملون من اجل ايجاد الدراسات الخاصة لهذه المشاريع ويجب ان نعمل بجهد كبير جدا لإنشاء هذه المشاريع".

وقال ان "الوزارة فكرت جديا بموضوع الطاقة البديلة، وتوصلت الى ضرورة استثمار الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء لحاجة المواطن الماسة لها" .

مضيفا ان "شركات مختصة قدمت العروض الفنية لمشروع الطاقة الشمسية وفي مرحلة قادمة سيتم استلام العروض المالية ومناقشتها و على الحكومة ان تتبنى هذه العروض ووزارة الكهرباء ستقوم بتشييدها وضمن مشروع استثماري كبير وسيعرض الموضوع على الاستثمار " .

"المشروع الأولي هذا نسبته الإنتاجية للطاقة الكهربائية قليلة وتبلغ 50 ميكا واط تقريبا علما أن الاحتياج الكلي للعراق هو 15 الف ميكاواط وهذه الـ 50 تعتبر بداية بسيطة إلا ان المشروع يعد كبيرا بالنسبة لنا لأنه الأول من نوعه وسيكون كباردة خير لمشاريع اكبر في المستقبل وهو الخطوة الأولى، وهنالك خطوات كثيرة غيرها".

وان"المشروع سيتضمن كلفة إنشاء ابتدائية وكلفة تشغيلية مستمرة، والاولى تكون عالية بالتأكيد بسبب المعدات والمواد الأولية باهظة الثمن التي ستدخل في تشييدها، وعلى المدى البعيد من 15 الى 20 سنة تكون كلفتها التشغيلية ضئيلة جدا لأن اعمال الصيانة صغيرة وقليلة التكلفة وهي بنهاية الامر مشاريع تدر منافع اقتصادية كبيرة للبلد" .

يذكر ان تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أكد أن الاستثمارات في مجال الطاقة البديلة حققت مستويات قياسية رغم تقلبات أسواق المال والمخاوف المتعلقة بالتغير المناخي وارتفاع أسعار النفط وأمن الطاقة وزيادة الدعم المقدم من حكومات العالم دفع باستثمارات الطاقة إلى رقم قياسي وان ما يقارب الـ 65 دولة تخطط للاستثمار في الطاقات المتجددة حسب تقارير رسمية وتعمل هذه الدول على وضع السياسات اللازمة لتطوير وتشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة ووسائل إنتاج الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة الذي أصبح مألوفا في الآونة الأخيرة، وهناك بلدان عديدة وضعت خططا لزيادة نسبة إنتاجها للطاقة المتجددة بحيث تغطي احتياجاتها من الطاقة بنسبة تصل الى أكثر من 30%  عام 2020.