كتب/ رعد العراقييخوض منتخبنا الوطني للناشئين اليوم الاثنين مباراته الحاسمة والمصيرية أمام المنتخب الياباني ضمن الدور ربع النهائي لنهائيات كأس آسيا للناشئين من اجل الانتقال إلى المربع الذهبي وحجز إحدى بطاقات التأهل لنهائيات المونديال المقبل في المكسيك. ولأهمية المباراة وحساسيتها فان على منتخبنا مهمة صعبة لكنها غير مستحيلة من أجل اجتياز المنتخب الياباني الذي قدم مستويات متفاوتة في مباريات الدور الأول وترشح ثانياً ضمن مجموعته خلف المنتخب الاسترالي بفارق الأهداف.
ومن دون شك فان الملاك التدريبي بقيادة الكابتن موفق حسين قد وضع اللمسات الأخيرة على التكتيك الفني المناسب الذي سيلعب به منتخبنا من اجل ضمان ترويض المنتخب الياباني وبالتالي تجريده من عوامل قوته داخل الملعب ، لكن من المفيد أن نكون العين الكاشفة لكل الجوانب المخفية سواء لنقاط قوة وضعف المنتخب الياباني أم لما يفترض أن يتسلح به لاعبونا من عوامل جوهرية تزيد من ثباتهم في الميدان وتمنحهم الأفضلية إن شاء الله. تيمور كشفت اليابان عندما دخل المنتخب الياباني لمباراته الأولى في البطولة أمام فيتنام فإنها حققت الفوز حتى قبل انطلاق المباراة بعد أن سيطر الخوف والتوجس على لاعبي المنتخب الفيتنامي فتثاقلت أقدامهم وتراجعوا بشكل لا إرادي خوفا من سمعة الساموراي المخيف ، لكنهم تناسوا حقيقة أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء وإنما في الأداء الفعلي لذلك فان من شاهد المباراة كان يشعر بان اليابان تمتلك قوة هجومية لا تقهر بعد ان مزقت الشباك الفيتنامية بستة أهداف..وهكذا تجرع المنتخب الفيتنامي الطُعم من دون أية مقاومة،ن لكن ما حدث في المباراة الثانية للفريق الياباني أمام منتخب تيمور الشرقية الذي هو اضعف فرق المجموعة جعلت الحسابات أكثر وضوحا حينما خلع  منتخب تيمور رداء الخوف وانطلق يجاري اليابانيين بالهجمات  ووضعهم في كماشة بالغة التحكيم ، فظهر محاربو الساموراي  بصورة مغايرة وباتت حلولهم عاجزة ، وأصبح (البعبع) يستنجد بخطأ تحكيمي أو ضربة حظ من اجل تسجيل هدف يحفظ به ماء الوجه! لكن ماذا فعل منتخب تيمور؟ لقد دخل إلى المباراة بعزيمة وثقة كبيرة ثم طبق خطة في غاية الدقة تتمثل في تضييق المساحات الخلفية أمام لاعبي اليابان من دون السماح لهم باللعب وتدوير الكرة بشكل مريح أو منحهم الفرصة للانطلاق أو حتى استعراض مهارتهم الفنية وبالمقابل فأنهم يشنون الهجمات السريعة المضادة التي أجبرت اليابانيين على الشعور بالقلق من احتمال تعرضهم لأي هدف مباغت..وهنا حدثت الموازنة النفسية بين لاعبي الفريقين فسقطت الفوارق وأصبحت الكرة هي من تحكم لا السمعة التاريخية..ولولا خطأ دفاعي قبل نهاية المباراة لخرجت اليابان بتعادل كان سيثير التساؤل ويعيد الحسابات في المجموعة!  الخيارات المنطقية لمواجهة الكمبيوتر قد تكون مباراة المنتخب الياباني مع منتخب تيمور الشرقية مفيدة جدا لاستخلاص الدروس في كيفية إيقاف الماكينة اليابانية مع  إجراء تحسين تكتيكي يتناسب مع إمكانات وقدرات لاعبينا الفنية..وفق ما يلي : 1. تضييق المساحات الخلفية وخاصة الأطراف وعدم السماح للاعبي المنتخب الياباني بنقل الكرة بحرية. 2. الملازمة الفردية لأخطر لاعبيه الذي يحمل الرقم (9) الذي يجيد الاختراق واستغلال أنصاف الفرص من خلال التمركز والهروب من كماشة الدفاع. 3. التوجيه بعدم السماح للاعبي الخصم التصويب من مسافات بعيدة بحرية . 4. التقليل من الأخطاء قرب منطقة الجزاء التي دائما ما تشكل خطورة كبيرة.5. اللعب والتركيز على الكرة بقوة من دون استخدام المخاشنة وخاصة في منطقة الجزاء 6. الابتعاد عن التمريرات الطويلة التي لا تشكل خطورة على الدفاع الياباني. 7. استغلال مهارة لاعبينا وسرعتهم وخاصة عند الهجمات المرتدة لتشكيل ضغط نفسي عليهم وبالتالي  اهتزاز ثقتهم بأنفسهم. 8.لابد من اللعب الجمعي السريع والدقيق والاختراق من الوسط أو من خلال استغلال الجهة اليسرى لليابانيين التي بدت ضعيفة خلال مبارياتهم السابقة .9. تطبيق تبادل الأدوار والتغطية السليمة وخاصة عند صعود الظهيرين الأيمن والأيسر لمساندة الهجوم  تفاديا من أية هجمة مرتدة سريعة قد تنكشف أمامها خطوط الدفاع.10.السيطرة على منطقة الوسط  بطريقة محكمة وذكية تفرض التفوق وتسقط من الفريق الياباني كل أوراق القوة،وهذا لن يتم إلا  بتوجيه لاعبي الوسط  بالتحكم الصحيح بالكرة مع ضرورة أن تكون كل المواجهات الفردية لصالحنا.