أفراح شوقي عندما جاءها ولدها عصر ذلك اليوم من المدرسة كان مصراً على عدم الذهاب ثانية، أصيبت الأم بإحباط كبير وهي التي بذلت جهوداً متواصلة لإقناعه بأن المدرسة تشبه بيته الثاني وفيها سيتعرف على أصدقاء جدد ويتعلم القراءة والكتابة وغيرها من المغريات ووسائل الإقناع المعروفة ،
ولكن ما شاهده صغيرها بعد أيام قلائل من بدء العام الدراسي الجديد، ولمسته هي بنفسها في زيارتها الأخيرة للمدرسة لا يبعث إلا على الهرب منها وإعلان (العصيان المدني) ايضا، أمام سوء الخدمات الصحية على وجه الخصوص ... فالماء مقطوع عن الحمامات منذ ما يقرب أكثر من عام وقد علتها الاوساخ والنفايات كأنها في منطقة منعزلة، ناهيك عن الاوساخ التي تفترش كل ركن فيها، المدرسة التي نعنيها هي مدرسة الاسكندرونة الابتدائية في منطقة السيدية محلة 821 وهي مدرسة مشتركة، أي بدوامين: صباحي ومسائي مع مدرسة الابتهاج، وهذا ما زاد من مشاكلها، وهي مشاكل الكثير من المدارس التي لا تعطي أهمية لشروط النظافة فيها ، وفي زيارة ميدانية لجريدة المدى للاطلاع على حال هذه المدرسة التقينا السيدة إنعام جودي حسان مديرة مدرسة الابتهاج الابتدائية التي سمحت لنا بتصوير الحمامات، والصور المرفقة مع الموضوع ربما تغني عن أي كلام، فبرغم ان المدرسة المذكورة خضعت للتأهيل العام الماضي، إلا ان من يزورها لا يجد أي اثر للتأهيل عدا واجهتها الأمامية المصبوغة بعناية وكذلك عنوان اسمها الزاهي! إحدى المعلمات شكت لنا عدم التزام مقاولي الإعمار من إنجاز عملهم بأمانة وإتقان، فالأضرار عادت بعد شهر واحد من بدء الدوام كرطوبة الجدران وذهاب أصباغها وتفتت بعض الصبات الأسمنتية في ساحة المدرسة وانسداد الحمامات وتلف صنابير المياه، وعطل أقفال وأبواب الحمامات، مما أدى الى ان حوالي 500 طالب وطالبة (وهم عدد طلبة المدرستين) لا يستطيعون استخدام الحمامات او حتى تنظيف أيديهم من الأوساخ طوال خمس ساعات من الدوام الرسمي، بسبب انقطاع الماء وتكدس النفايات والفضلات لفترة طويلة بشكل منفر للكبار، فكيف الحال مع الصغار؟ الامر الذي يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة فيها، مديرة المدرسة أكدت إنهم سبق ان اعلموا مديرية التربية ولكن لم يلمسوا أي جدوى عدا إرسال لجنة لأجل معاينة الحالة! واستدركت لتقول ان التربية متواصلة في صرف مواد التنظيف وملحقاتها، لكنها لا تجدي نفعاً مع اكتظاظ المدرسة بالطلبة مقابل وجود عاملتي نظافة فقط!ولما سألتها عن أهمية المطالبة بعاملات أكثر قالت: سبق ان طلبنا ذلك أكثر من مرة لكن التربية تجيبنا بعدم وجود درجات وظيفية شاغرة.ولما شرحت للمديرة حال الحمامات وقد علمت قبلها من احد الطلبة ان حمامات المعلمات فقط نظيفة ويدخلها الماء لكنها ممنوعة عن الطلبة أخبرتنا الست إنعام إنهم سبق ان طالبوا التربية ايضا بتزويدهم (بماطور) لسحب المياه وتوفيرها للحمامات ولكن الأمر تأخر وسيعملون هم على توفير ذلك من ريع حانوت المدرسة بعد ان تقره وزارة التربية.ونحن نقول انه وحتى ذلك الحين يمكن لطلبتنا الأعزاء ان يجلبوا معهم صابونة و(بطل ماء) ليغسلوا أيديهم في المدرسة ويتحملوا ويضغطوا على انسفهم قليلاً حتى يصلوا بيوتهم لدخول الحمامات و...الصبر جميل!
في مدارس الصغار..الماء ممنوع..وحمامات طافحة..والأزبال تزيّن الساحات!
نشر في: 31 أكتوبر, 2010: 05:46 م