بغداد/ المحرر السياسيفي عملية أمنية ناجحة غير مسبوقة، تمكنت قوات الأمن العراقية من إحباط عملية إرهابية نوعية استهدفت كنيسة النجاة وسط بغداد بعد احتجاز ما يقارب الـ 50 رهينة.وتمكنت القوات العراقية من تحرير جميع الرهائن، بعد مقتل خمسة من الإرهابيين وإلقاء القبض على آخر، فيما يجري البحث عن إرهابي فار.
وقال الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن احد الرهائن استشهد أثناء العملية، فيما أصيب عشرون رهينة بجروح.وكانت كنيسة النجاة وسط بغداد قد تعرضت ليلة أمس الأحد إلى هجوم إرهابي بدأ باحتجاز رهائن للمطالبة بإطلاق سراح قيادات في دولة العراق الإسلامية.وأفاد مصدر امني أمس الأحد أن قوة خاصة اقتحمت كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة واشتبكت مع الإرهابيين المتحصنين داخل الكنيسة وتمكنت من قتل خمسة منهم.وتمت العملية اثر طوق امني كبير فرضته قوات عسكرية من مختلف الصنوف، قبل أن تنفذ وحدة خاصة من مكافحة الإرهاب إنزالاً جوياً بطائرات الهيلكوبتر على سطح مبنى الكنيسة.وطوال ساعات تبادل عناصر من الجيش والشرطة من جهة والإرهابيون من جهة أخرى، إطلاق نار كثيف. وبينما لجأ المسلحون إلى رمي القنابل اليدوية من داخل الكنيسة، تمكن قناص من الشرطة من قتل احد الإرهابيين.وأفادت تقارير صحفية أن المسلحين قطعوا الكهرباء والتهوية عن الغرفة التي يحتجزون الرهائن فيها داخل الكنيسة.واحتجز إرهابيون في كنيسة النجاة للسريان الكاثوليك رهائن وهم مصلون وقسان كانوا يقيمون قداسا، كما أفاد أسقف بغداد لوكالة فرانس برس.وتضاربت الروايات حول الهجوم على الكنيسة، إذ تقول بعض المصادر إن مجموعة مسلحة ترتدي زيا عسكريا رسميا اقتادوا مدنيين إلى داخل الكنسية.لكن مصدرا في الداخلية أفاد أن ستة مسلحين اقتحموا الكنيسة أثناء القداس بعدما قتلوا حارسين في سوق العراق للأوراق المالية الواقعة على مقربة من الكنيسة.وأضاف المصدر أن المسلحين الستة حاولوا دخول البورصة إلا أنهم فشلوا في ذلك مع وصول تعزيزات أمنية إلى المكان فما كان منهم إلا أن فجروا سيارة مفخخة ما أسفر عن سقوط أربعة جرحى، ثم فروا باتجاه الكنيسة.وقال الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطالـ"المدى" إن مختلف صنوف الأجهزة الأمنية شاركت في عملية تحرير الرهائن، فيما خصصت قوة خاصة من مكافحة الإرهاب لاقتحام الكنيسة. وأفادت تقارير إعلامية بأن المسلحين طالبوا بإطلاق سراح معتقلين من تنظيم القاعدة في العراق ومصر مقابل الإفراج عن الرهائن، فيما أشارت إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحرير بعض الرهائن.وقالت مصادر أمنية لـ"المدى" أمس الأحد أن المسلحين احتجزوا الرهائن في غرفة صغيرة خلف مذبح الكنيسة، أغلقت منافذها وأبوابها بدواليب كبيرة.  ورجحت وسائل إعلام عراقية أن المسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة، فيما أشارت إلى أن الأجهزة الأمنية لم تستجب لأي مطلب للمسلحين"، مؤكدة أن "قوة أمنية اقتحمت الكنيسة وحررت عددا من الرهائن".ولحظة وصول قوات الأمن إلى المكان في منطقة الكرادة في وسط بغداد، قام المهاجمون بتفجير سيارة مفخخة ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص.ثم عمد الإرهابيون إلى الاختباء في كنيسة سيدة النجاة المجاورة، فيما تفيد معلومات بأنهم احتجزوا ما يقارب الـ 50 رهينة من بينهم نساء داخل الكنيسة.وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد كما نقل عنه تلفزيون العراقية ليلة أمس الأحد إن قوات الأمن تحاصر الكنيسة. وتعرضت هذه الكنيسة في الأول من آب 2004 لاعتداء إضافة إلى خمس كنائس أخرى ما أسفر عن العديد من الشهداء والجرحى.وقال شهود عيان لـ"المدى" إن الهجوم نفذ بطريقة مزدوجة، بدأ عن طريق إطلاق الأعيرة النارية على حرس الكنسية ليتبعها انفجار سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين قرب الكنسية.وفي وقت لاحق، اندلعت اشتباكات بين قوة من الشرطة هرعت إلى منطقة الحادث وعدد من المسلحين أسفرت عن إصابة عدد من عناصر الشرطة".يذكر أن العاصمة بغداد شهدت، أمس الأحد، اعتقال أكثر من 20 شخصا في حملة أمنية نفذتها قوة من الجيش العراقي في عدة أحياء من منطقة أبو غريب غرب بغداد، كما شهدت اعتقال مطلوب بتهمة الإرهاب يحمل هوية مزورة وبحوزته أقراص لعمليات تدريب المسلحين في منطقة الأعظمية.