ترجمة :عدوية الهلالي بعد النجاح الهائل الذي حصده كتابه (حامي الأرض) عام 1989 وبعد إن تم توزيع أكثر من 100 مليون نسخة منه في مختلف أنحاء العالم ثم نجاح كتابه (عالم بلا نهاية ) عام 2008، ينتقل الكاتب كين فوليه من الاهتمام بأحداث القرون الوسطى إلى التصدي لأحداث القرن العشرين.
روايته الجديدة( سقوط العمالقة ) والتي تشبه مصنفا شاملا للأحداث التاريخية المعاصرة يسردها فوليه عبر ثلاثة أجزاء صدر الجزء الأول منها مؤخراً ، وتصف مابين عامي 1911 و1924 الأقدار المتقاطعة لخمس عوائل من ألمانيا وأمريكا وبريطانيا وبلاد الغال ورسيا ..وسيصدر الجزءان الآخران في أيلول من عامي 2012 ، و2014 ... ويوضح فوليه المولود في كاردين عام 1949 والذي عاش ثلاث سنوات في غراس خلال سنوات الثمانينيات سبب اهتمامه بأحداث القرن العشرين بقوله ان هذه الفترة الغنية بالتناقضات تسحره خاصة ان القرن الأخير كان أكثر عنفاً وفظاعة وقسوة من القرون الوسطى رغم محاولة (فرض) الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط !!. ويعود سبب اهتمام فوليه بالقرن العشرين وما تضمنه من حروب أهمها الحربان العالميتان الأولى والثانية أيضاً الى محاولته تذكير الشباب باستمرار بما عاناه أسلافهم معتبراً ان التاريخ هو ملك للآباء والأجداد ومن واجبنا استذكار آلامهم وأمجادهم ، مشيرا الى انه استوحى شخصية (بيلي) في روايته على سبيل المثال من شخصية جده لأمه الذي كانت والدته تتحدث عنه كثيرا وكان يعمل في منجم منذ سن السادسة عشرة ويمارس عمله ليلا وتسمعه وهي في فراشها يغني مع رفاقه عمال المناجم في طريق عودته الى المنزل فجرا .. وتفسر الأصول الشعبية لكين فوليه موهبته في وصف التحولات الاجتماعية التي رافقت بداية القرن العشرين فهو يشعر بالتعاطف مع العمال لكنه لا يركز في أسلوب كتابته على الحدث السياسي بقدر معاملته كنص أدبي كونه روائياً ولان هدفه كان دائما جعل القراء يشعرون بالتعاطف واثارة انفعالاتهم وعواطفهم ليعملوا على قلب الصفحات ومواصلة القراءة .. علاوة على ذلك ، يتخلل الرواية إدراك ووعي اجتماعي مميز إذ نجح فوليه في تسليط الأضواء على الحربين العالميتين وعلى الثورة الروسية بحماسة وحرارة ...أما شخصيات الرواية فهي وهمية ومستوحاة من أوساط اجتماعية مختلفة وتمتزج بدقة مع الأحداث التاريخية وكأنها شخصيات حقيقية ..ويرى فوليه ان رواية تاريخية جيدة يمكن ان تقود القارئ إلى فهم التاريخ أكثر من كتاب متخصص سيما وانه لم يقدم التاريخ دون استشارة ثمانية مؤرخين لمراجعة نص الكتاب وتدقيقه والذين أكدوا أنه احترم التاريخ كثيرا ولم ينحرف عن واقعية الأحداث .. صدر كتاب ( سقوط العمالقة ) في جزئه الأول عن منشورات روبير لافون في 998 صفحة وتمت ترجمته الى عدة لغات عالمية ..
في (سقوط العمالقة)...الرواية.. وسيلة أفضل لسرد الأحداث التاريخية..
نشر في: 1 نوفمبر, 2010: 05:18 م