لم يكن غياب فرقنا عن منافسات مسابقة دوري أبطال آسيا وآخر مسلسل هذا الغياب استبعاد المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي فريق اربيل عن النسخة الجديدة من دوري ابطال آسيا بالمفاجئ لأوساطنا الكروية ونحن ندرك ونعرف جيداً ان لهذه المسابقة المتقدمة التي تأتي في مقدمة مسابقات الاتحاد القاري شروطاً ومقومات وعوامل فنية وأسباباً تسمح للفرق المشاركة التواجد في مسابقة دوري ابطال آسيا.

وعلينا وعلى المعنيين في مجال كرة القدم العراقية ان يعرفوا وإن كانوا يعرفون جيدا أن من ابرز اسباب السماح للمشاركة في دوري الابطال ان تتمتع الاندية والفرق ومجمل مفاصل لعبة كرة القدم بمنشآت وبُنى تحتية متخصصة وبقية شروط الاحتراف واستقطاب محترفين على مستوى عالٍ من السمعة والمكانة الى جانب ما يمكن تحقيقه من انجازات على الصعيد الخارجي ووجود مسابقة دوري تتمتع بامتيازات فنية متقدمة كلها اسباب تكفي لإقناع الاتحاد الآسيوي لإشراك فرق متقدمة قادمة من اتحادات وطنية تعرف كيف تخطط وتضع ستراتيجياتها المستقبلية  في برنامج دوري الابطال؟

ربما كان البعض يعد ان مجرد الوجود في التصفيات المونديالية سيشفع لأربيل وغير أربيل وان يسمح له الاتحاد الآسيوي الذي وضع امامه قائمة من الشروط عجز عن تأمينها من اجل السماح لمشاركته وهو الفريق الذي يحظى بتفوق مالي وفني ويمتلك ملعباً ومجالات كبيرة في الاستثمار والتمويل الذي جعله من اغنى فرق مسابقة الدوري لكنه في نهاية المطاف بقي في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي التي تأتي في الدرجة الثانية لمسابقات الاتحاد القاري.

لا نقصد هنا توجيه التقصير الى نادي أربيل الذي عمل ما عجزت عن عمله وتحقيقه كل الاندية العراقية بلا استثناء، بل نعتقد بان غياب الكرة العراقية عن برنامج دوري الابطال يعود بمجمله الى حاجتها الى مؤشرات التطوير التي ما تزال غائبة تماما ولافتقارنا الى بُنى تحتية ومنشآت كروية ، فليس هناك ملاعب حديثة وليس هناك تخطيط ستراتيجي طويل الأمد للاندية والفرق ومؤسسات كرة القدم  وليس هناك ما يوحي بأن كرة القدم العراقية ذاهبة الى ما نطمح إليه ويطمح إليه الاتحاد الآسيوي.

وباستعراض بسيط وسريع نجد ان اندية من تايلاند والصين الغائبتين عن مونديال 2014 وتصفيات هذا المونديال ، تتواجد في مسابقة دوري الابطال وهذا ما يعكس جدارة تلك الاندية واستحقاق مشاركتها لان اتحاداتها الوطنية تمتلك ما يؤمن لها مشاركة قارية متقدمة ، فتايلاند والصين تمتلك منشآت كروية وملاعب حديثة واندية تعمل وفق تخطيط احترافي مثلما هو الحال بالنسبة للاندية السعودية والقطرية والأُوزبكية.

فأربعة فرق سعودية متأهلة بشكل مباشر الى دوري الابطال ومثلها من قطر وثلاثة اندية ايرانية مع فريق ايراني رابع ذاهب الى البطولة عبر الملحق واوزبكستان ايضا يمثلها فريق واحد بشكل مباشر وفريق آخر عبر الملحق وكل هذه الفرق متمثلة بغرب آسيا تعطي انطباعاً واحداً يفيد بأن كرة القدم في هذه البلدان متطورة وسائرة في طريق التطوير والتحديث الشامل.

واذا كان الاتحاد الآسيوي قد رفض مشاركة أربيل في دوري الابطال المقبل نظراً لغياب الشروط الفنية والاحترافية يعني ان انديتنا ستبقى غائبة عن دوري الابطال الى ان تجد كرة القدم العراقية آفاقاً جديدة تفتح امامها وان تجد مشاغل التطوير والعمل الصحيح متوفرة على سطح ارض الواقع.

فالوصول الى نهائيات هذه المسابقة والتأهل الى تلك لا يكفي اطلاقاً لكي نشعر بأن الكرة العراقية ماضية الى عالم حقيقي لكرة القدم مثلما هو سائد في العالم ، فكرة القدم تتطلب عملاً شاقاً وصعباً لإيصالها الى مراتب متقدمة على اللائحة العربية أولاً ثم الآسيوية ثانياً.

فأي تطوير وأي واقع جديد نريده لابــدَّ ان ينطلق بثورة تحديث كبيرة وان يواجه فيها اتحاد الكرة مصاعب كبيرة ، فملاحقة الاحداث ومجاراة ما يحصل في تقدم كروي يبقى ذلك الأمر ملقى على عاتقه قبل أية مؤسسة رياضية أخرى.

صحيح ان اتحاد كرة القدم ما زال يدفع ثمن التخلف والتراجع الذي تعيشه أنديتنا وفرقها لكنه يبقى هو الاول والاخير متحملاً تلك المسؤولية ، فعنوان كرة القدم في كل بلدان العالم وصفحتها الاولى هو الاتحادات الوطنية.